الشعور بالإعياء والتعب… أعراضه ووسائل التخفيف منه

الشعور بالإعياء والتعب… أعراضه ووسائل التخفيف منه

عند المقارنة في قائمة أعلى أنواع أعراض الأمراض انتشاراً، يبدو “الشعور بالإعياء والتعب” على رأس تلك القائمة. والواقع أن “الشعور بالإعياء والتعب” قد يكون ضمن مجموعة أعراض طيف واسع جداً من الحالات المرضية التي تصيب مختلف الناس في شتى بقاع العالم، ومنها أمراض القلب والكلى والكبد والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الروماتيزمية واضطرابات المناعة والاضطرابات العصبية والأمراض السرطانية وسوء التغذية والالتهابات الميكروبية بأنواعها الفيروسية والبكتيرية والفطريات والطُفيلية وغيرها كثير.

 

تعاريف متنوعة

وهناك كثير من التعاريف الطبية والتصنيفات لـ “الشعور بالإعياء والتعب”، مثل تعريف المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة بأنه الشعور بالإرهاق والإعياء وفقدان الطاقة، ولكن يظل التعريف الشائع والعملي والعلمي هو: الإحساس بالإرهاق أثناء، أو بعد، ممارسة الأنشطة المعتادة اليومية، أو الشعور بعدم كفاية الطاقة للبدء بممارسة هذه الأنشطة. وعليه يمكن استخدام مصطلح “الشعور بالإعياء والتعب” لوصف:

– الصعوبة أو عدم القدرة على البدء بالنشاط (أي الشعور الذاتي بالضعف).

– أو انخفاض القدرة على الحفاظ على النشاط (أي سهولة التعب).

– أو الصعوبة في التركيز والذاكرة والاستقرار العاطفي (أي التعب الذهني).

وتستدرك المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة بالقول: “التعب هو أحد الأعراض الشائعة، وعادة لا يكون بسبب مرض خطير. التعب هو نقص الطاقة والتحفيز، ويمكن أن يكون التعب استجابة طبيعية وضرورية لمعايشة الإجهاد أو النشاط البدني أو الإجهاد العاطفي أو الملل أو قلة النوم، ولكن يمكن أن يكون علامة على حالة عقلية أو جسدية أكثر خطورة. والتعب مختلف عن النعاس، الذي هو الشعور بالحاجة إلى النوم، وقد يكون النعاس واللامبالاة (الشعور بعدم الاهتمام بما يحدث) من الأعراض التي تترافق مع التعب، ولكن عندما لا يخف التعب بعد النوم الكافي، أو التغذية الجيدة، أو الوجود في بيئة منخفضة الضغط، يجب تقييمه من قبل مقدم الرعاية الصحية الخاص بك”.

 

أسباب متعددة للشعور بالإعياء والتعب

بمراجعة المصادر الطبية، هناك كثير من الأسباب المحتملة للتعب، بما في ذلك:

– فقر الدم (بما في ذلك فقر الدم بسبب نقص الحديد).

– الاكتئاب أو الحزن.

– نقص الحديد (من دون فقر الدم).

– تناول الأدوية، مثل المهدئات أو مضادات الاكتئاب.

– ألم مستمر.

-اضطرابات النوم مثل: الأرق، أو توقف التنفس أثناء النوم، أو حالة النوم القهري، وهو مرض عصبي مزمن يتميز بفقدان قدرة الدماغ على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي.

– الغدة الدرقية غير النشطة أو المفرطة في النشاط.

– مرض أديسون، وهو اضطراب يحدث عندما لا تنتج الغدد الكظرية هرمونات كافية.

– فقدان الشهية أو اضطرابات الأكل الأخرى.

– التهابات المفاصل الروماتيزمية بأنواعها المتعددة.

– أمراض المناعة الذاتية.

– الأمراض السرطانية.

– ضعف القلب.

– أمراض الرئة المزمنة.

– مرض السكري.

 

خطوات للعناية بالنفس في حالات التعب المزمن

فيما يلي بعض النصائح لتقليل الشعور بالتعب:

– احصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة. وتجنب القيلولة خلال النهار (خصوصاً في فترة ما بعد الظهر) وأن تكون القيلولة لمدة لا تزيد على نصف ساعة. وفي الأوقات المتأخرة من المساء، تجنب تناول الوجبات الثقيلة أو ممارسة التمارين الشديدة أو العمل على الكومبيوتر. ويجدر عدم الإكثار من تناول الكافيين عند المعاناة من التعب، لأن كثرة الكافيين قد تتسبب باضطرابات النوم.

– تأكد من أن نظامك الغذائي صحي ومتوازن، واحرص على أكل غذاء صحي يلبي احتياجات الطاقة للجسم، وعلى شرب الكمية الكافية من الماء طوال اليوم، أي التي تجعل لون البول شفافاً أو أصفر فاتحاً… التغذية التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الرئيسية أو المعادن أو الفيتامينات لن تمكن الجسم من القيام بالأنشطة اليومية بكفاءة ونشاط. ولذا يجدر الحرص على تناول تشكيلة من الأطعمة المغذية كالخضروات والبقوليات والفواكه والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، واللحوم الخالية من الشحوم، والبيض والمكسرات والبذور والحليب واللبن والجبن.

– ممارسة الرياضة اليومية بانتظام: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية بانتظام على تحسين مستويات الطاقة لدى المرء وتقليل مشاعر التعب البدني والعقلي. ومع ذلك، فإن ممارسة الرياضة بشكل متكرر أو مكثف جداً قد لا تعطي جسمك وقتاً للاستعادة النشاط، ما قد يؤدي إلى التعب.

– لتقليل التوتر النفسي، حاول قضاء بعض الوقت بانتظام مع نفسك وتعلم طرقاً مختلفة للاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل. وقد يكون من المفيد أيضاً العمل مع شريك الحياة للمساعدة في تحديد وإدارة عوامل التوتر الرئيسية في حياتك، وتحدث مع طبيبك حول العثور على طبيب نفساني أو مستشار يمكنه المساعدة.

– ضع لنفسك برنامجاً واقعياً وممكناً لجدول الأعمال الذي عليك القيام به بشكل يومي.

– خفف عن نفسك ضغوطات الالتزامات الأسرية والعملية، واحرص على الاستمتاع بالإجازات وبعطلات نهاية الأسبوع. واعتنِ بصحتك العاطفية والعقلية لأن مشاعر القلق أو الحزن التي تستمر لفترات طويلة من الزمن يمكن أن تؤدي إلى التعب العاطفي والعقلي.

ق. م