الشعب بصوت واحد: لن يوقفنا شيء عن مواصلة الاحتجاج… مطالبنا واضحة ولا تحتاج إلى تمثيل…. الحراك يرفض المحاولات الاستفزازية لإدخال مصطلحات الجهوية، العرقية والإيديولوجية

الشعب بصوت واحد: لن يوقفنا شيء عن مواصلة الاحتجاج… مطالبنا واضحة ولا تحتاج إلى تمثيل…. الحراك يرفض المحاولات الاستفزازية لإدخال مصطلحات الجهوية، العرقية والإيديولوجية

الجزائر- لم تمنع الأحوال الجوية الممطرة التي ميزت أغلب المناطق في الجزائر، خروج مئات الآلاف من المواطنين في مسيرات ومظاهرات حاشدة عبر مختلف الولايات تنديدا بقرارات الرئيس بوتفليقة تمديد العهدة الرئاسية وتأجيل الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في 18 أفريل المقبل.

وخرج الجزائريون في مسيرات الجمعة الخامسة منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي، وحافظوا على السلمية  وتحلوا بقدر كبير من التحضر مما أربك السلطة وأدى إلى انشقاق في صفوف الموالاة التي أعلن قادتها، متأخرين، التحاقهم بالحراك.

وكان للعاصمة، النصيب الأكبر من عدد المتظاهرين الذين التحقوا فرادى وجماعات قبل صلاة الجمعة إلى الساحات الرئيسية على غرار البريد المركزي، ساحة أودان وساحة أول ماي، حيث نزلت بها العائلات القادمة من بلديات العاصمة وكذا الولايات المجاورة للتأكيد على مطالب الشعب  واحترام الدستور.

ولم يحن موعد صلاة الجمعة حتى كانت ساحة البريد المركزي تعج بمئات المتظاهرين، الملتفين بالرايات الوطنية رغم الأمطار الغزيرة المتهاطلة، ليتحسن الطقس بعدها مما شجع أكثر على التحاق باقي المتظاهرين.

من جهتهم “خفّف” أئمة المساجد خطبتي صلاة الجمعة، ليتمكن المصلون من الالتحاق بجماعاتهم في المسيرات، وبدأ الحِراك يأخذ مناحي جدية، حيث نظم بعض المتظاهرين عرضا مسرحيا أمام البريد المركزي صوروا فيه المشهد السياسي الذي تمر به البلاد بطريقة هزلية.

وواصل شبان مستقلون تأطير الحراك والمسيرات وتسيير الشعارات، بالإضافة إلى تجند أطباء وممرضين وممرضات ومختصين في الإسعافات لمرافقة المسيرة للتدخل في حالة طوارئ.

ولعل ما ميز هذه الجمعة الخامسة أنها تأتي في الوقت الذي خاب ظن من كانوا يراهنون على عامل الوقت ليهدأ الشعب، غير أن الواقع بيّن عكس ذلك، فقد بات الحراك ككرة ثلج يكبر يوما بعد آخر، وانضمت إليه جميع الفئات والقطاعات، والتحق به منذ نهاية هذا الأسبوع أكثر المؤيدين لبوتفليقة.

وقابل المتظاهرون إصرار السلطة على تنفيذ خارطة طريقها بإصرار أكبر بمواصلة الخروج إلى الشارع حتى امتثال السلطة وتحقيقها لمطالب الشعب.

واعتبر المتظاهرون المشاركون في مسيرة 22 مارس، المناهضة لقرارات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تمديد العهدة الرابعة وتأجيل الانتخابات، مساندة حزبي الأفلان والأرندي للحراك الشعبي مجرد نفاق سياسي لأجل تحقيق مصالح خاصة والاستمرار في الحكم مشككين في حقيقة صدقهم.

ونبذ المحتجون مسؤولي الأرندي والأفلان، من خلال لافتات مكتوب عليها شعارات رافضة لتلك المساندة، مع ترديد شعارات مناوئة للخرجات غير المتوقعة للحزبين، اللذين عبرا عن تضامنهما مع الحراك الشعبي ومطالبه، مع تعبيرهما عن نيتهما الحسنة في السعي لتحقيق تلك المطالب.

ومن بين أبرز الشعارات التي نبذت الحزبين ووصفت تضامنهم مع الحراك بالتوبة المتأخرة، شعار “الأفلان.. ديڤاج” وشعار “قلناهم تروحو ڤاع.. جاو ڤاع”، وشعار “توبتكم مشكوك فيها” وشعار “أكثر حزبين كرها في الجزائر الأفلان والأرندي.. تتنحاو ڤاع”، إضافة إلى رفض الوجوه الحالية في السلطة.

وأبانت الشعارات والهتافات المرفوعة عن وعي كبير لدى المتظاهرين، الذين رفضوا بعض المحاولات الاستفزازية السابقة التي عملت على إدخال مصطلحات الجهوية والعرقية والإيديولوجية على الحراك، وهو ما رفضه المحتجون الذين أكدوا على الوحدة الوطنية وكذا وحدة المطالب التي وصفوها بالواضحة ولا تحتاج إلى تمثيل من طرف أشخاص معينين خصوصا بعد ظهور أطراف تحاول الحديث باسم الشارع.

وكالعادة كانت مظاهر التضامن الذي يعرف به الجزائريون حاضرا بقوة في الساحات والشوارع الرئيسية، حيث لم تتوان بعض العائلات في تقديم المأكولات التقليدية والمشروبات للمتظاهرين في مختلف المناطق مما يؤكد على حجم الترابط وشعبية الحراك المستمر لأكثر من شهر.

أمين.ب