أحداث التاريخ تتكرر، ومسلسل الضلال يُعاد، وعصاباتُ الشذوذ تظهر من جديد, لوبيات الشذوذ تقيم لدعمه اتفاقياتٍ ومعاهدات، وتسن لتطبيعه قوانينَ لتجريم من ينكره ويستقبحه, وتنتج لتزيينه أفلاماً موجهةً للأطفال والكبار، وتسخر لإشاعته جولاتٍ في كبرى المنافسات الرياضية؛ تُخصص لدعم الشذوذ وأهله، وتصمم ألعاباً تنتشر في جوالات أطفالنا, ترفع فيها شعارات الشاذين؛ لتبرمجَ عقلَهم اللاواعي!. كل ذلك يستدعي منا رفعَ درجةِ الخطر، وإعلانَ حالة الطوارئ؛ لحماية المجتمع من هذا الخطر الداهم, الخطر على دين المجتمع، حين تنتشر فيه هذه الفاحشة التي هي من الكبائر التي توبق دين المرء، وتعرضه للعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ” الطبراني. انه خطرٌ يهدد طهرَ المجتمع وفطرتَه السليمة؛ وخطر على نفسيات المجتمع؛ حين يعيش الشاذ مناقضا لذاته وحقيقته، وخطر على أطفال المجتمع؛ ولئن كان الشذوذ في السابق سلوكا شنيعا، يعلم فاعله أنه مخطئ، فلا يستطيع الجهر بفعله, فإنه اليوم لم يقتصر على ذلك، بل يريدونه ليكون فكرا تقر به الشعوب، وتبرؤه الأنظمة والقوانين؛ فيموتَ حينها صوتُ الإنكار، ويختفي صوتُ الحق!. فما أكثرَ الداعينَ إلى التمرد على الفطرة، ومن أولئك مَنْ يقوم بترويج ما يدعو إلى تبديل الفطرة عبرَ وسائل التواصل الحديثة، وغيرها، فإذا أرَدْنا أن تستقيمَ حياتُنا، وننعَم بالسعادة فلا بدَّ أن نَثبُتَ على فطرتنا السوية، التي فطَرَنا اللهُ عليها، ونحذَر من انتكاستها، ونتمسَّكَ بهديِ ربِّنا ومنهجه القويم، ولا نُعرض عنه؛ فالإعراضُ عنه كفيلٌ بأن يُحِيلَ حياةَ الإنسان في دنياه وأخراه إلى شقاء وضيق وعذاب مستمرّ “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” طه: 124. كما يستدعي منا عملا دؤوبا في إنكار هذه الظاهرة الخبيثة، وبيانِ خطرها، وحمايةِ الأبناء والبنات منها، حتى نحمي المجتمع، وحتى ينخنسَ الداعون لها.
الدكتور مسلم اليوسف