إن سفينة المجتمع سوف تغرق إن لم تأخذوا زمام المبادرة، فقد حملتْ فوق ما تطيق من: تنحية الدين جانباً، ونبذٍ للقيم، وتخلّف، وتشرذم، وضياع، وفساد يشمل كل جوانب الحياة الفردية والاجتماعية… فالعقاب لن يطال فقط عرّابي الإفساد وإنما الذين تركوهم وما أرادوا: “واتقوا فتنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً”. أيها الشاب… إنّ من أهم متطلّبات قيامك بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أمتك:
– التعرّف على مجموعة من الأسس والمبادئ والقيم التي تُسهم في صياغة شخصيتك وصَقلها وتجعل من فاعليّتك الاجتماعية أساس نهضة الأمة.
– العيش لهدفٍ أسمى وأرقى وأبعد من حدود “الدنيا” بعد أن فَهم الهدف الحقيقي من الحياة: “وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون”، ثم العمل على تحقيقه.
– القيام بواجب الاستخلاف في الأرض وعمارتها وحُكمها وفق شرعه تعالى الذي أتاح كل الوسائل التي تعينك على تحقيق ذلك، فلا تكوننّ سائر المخلوقات أكثر انسجاماً مع مراد الله منك.
– السعي لصَقل شخصيتك وتنمية قدراتك وتوظيف اختصاصك ومهاراتك في خدمة أمتك.
– استشعار هموم المسلمين، والسعي لتقديم كل أشكال الدعم المعنوي والمادي لهم ومعايشة قضاياهم، مع استحضار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر مدرسة في المسؤولية الاجتماعية: “مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”.
– العمل في إطارٍ جماعيٍّ يعينك على طاعة الله، ويتيح لك فرص العمل للدعوة لدينه، وينمّي فيك الشخصية الاجتماعية ومهارة التعامل مع الآخرين والاستفادة منهم، كما يفتح أمامك مجالات تطوير قدراتك واكتساب المزيد من الخبرات في ميادين مختلفة.
– التحلي بروح المبادرة التي تُسهم في تطوير الأعمال داخل المجتمع.
إن المسؤولية الاجتماعية عملية شاملة ومتكاملة تُسهم في تماسك بنيان المجتمع وتحقيق التوازن فيه، وتعمل على توظيف جميع طاقات ومقدّرات المجتمع بما يضمن مشاركة جميع أفراده وما يُشعرهم بقيمتهم وبمكانتهم الاجتماعية؛ فيحرص الجميع على المصلحة العامة طالما أنهم يبذلون ويقدمون لتحقيقها، وتَسرّهم رؤية نتائج جهودهم تقدماً وازدهاراً لأمتهم.