الشباب في القرآن الكريم

الشباب في القرآن الكريم

 

للشباب دور كبير في نشر الخير والفضيلة، فهم عماد المجتمعات كلها، وقد حدَّثنا القرآن عن نماذج عديدة، منها:

أولًا: إبراهيم عليه السلام الذي قال كلمة حق في وجوه المشركين، وحطَّمَ أصنامهم؛ حتى يُبيِّن لهم أنها لا تنفع ولا تضُرُّ؛ قال تعالى ” قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ” الأنبياء: 59، 60. ونلاحظ في الآية لفظ “فتى”؛ أي: إنه لا زال في مرحلة الشباب، وحينها قام بتغيير المنكر المتمثِّل في الشرك.

ثانيًا: النموذج الثاني الذي يدل بشكل ضمني أنه يعيش مرحلة الشباب هو الفتى الشاب العفيف الحيي يوسف عليه السلام: الذي اختُبر وامتُحن في فتنة من أعظم الفتن مع امرأة العزيز ” وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ” يوسف: 23، فوقف وقفة الشاب القوي الذي يمتنع عن ارتكاب الفاحشة؛ قال تعالى” وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ” يوسف: 30.

ثالثًا: قدَّم الله عز وجل لنا قصة فتية أهل الكهف؛ حتى نقتدي بهم في الحياة، فهم شباب فرُّوا من الفتن المحيطة بهم؛ لأنهم لم يستطيعوا تغيير الواقع الذي يعيشون فيه بمفردهم؛ وبالتالي سيدخلون في صراع هم في غنى عنه؛ قال تعالى ” وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ” الكهف: 16.

وختامًا: فالشباب هم عماد الأُمَّة، وسندها، بهم تُبنى الحضارة وتُشيَّد، فوجب على كل دولة العناية كل العناية بشبابها، تعليمًا وتأطيرًا، توجيهًا وإرشادًا، وعلى الشباب أن يكونوا على وعي تامٍّ بأنَّ نجاحَهم مرتبطٌ بمدى اتحادهم بعضهم مع بعض، وأنهم كلما كانوا لحمة واحدة، سهُل عليهم تدبير الأزمات، أو التفكير في المشاريع، أو التخطيط للإصلاحات.