في قلب التحولات العميقة التي تشهدها القارة الإفريقية، يسطع نجم الشباب كقوة تغيير استراتيجية، تحمل بين ضلوعها طموحات التنمية والوحدة والتكامل. وانسجاما مع الرؤية الإفريقية 2063، التي تضع الشباب في صلب أجندتها، تتقدم الجزائر برهان واضح شبابها المؤهل قادر على قيادة مستقبل القارة نحو التكامل والازدهار. هذا ما شدد عليه الخبير والمدرب المعتمد لدى المنظمة العالمية للشغل، خالد بن حاج طاهر، في تصريح خص به الموعد اليومي خلال مشاركته في الملتقى الشبابي المنظم من قبل الهيئة الدولية للشبابة والطفولة، تحت عنوان: “دور الشباب الجزائري في تعزيز التكامل الإفريقي”.
شباب يصنع الفرق.. ويقود المسار
ويرى بن حاج طاهر، أن الشباب الجزائري لم يعد فقط رقماً في معادلة التنمية، بل أصبح ركيزة أساسية في تفعيل آليات التكامل القاري. فبفضل المبادرات النوعية التي تقودها منظمات جزائرية ذات بعد دولي، يتم إعداد وتأطير قيادات شبابية تملك من الكفاءة والوعي ما يؤهلها لخوض غمار الريادة في فضاء إفريقي متغير. وأكد المتحدث، أن هذه الديناميكية تتقاطع مع ما يُعرف بالدبلوماسية الشبابية، التي تحولت إلى أداة فعالة في تمتين العلاقات بين شعوب القارة، من خلال تشجيع المبادرات الشبابية في المجالات الجمعوية، والأنشطة الكشفية، والفعاليات الرياضية، إلى جانب الفضاءات الرقمية والتبادلات الروحية.
حضور دولي.. وكفاءة لغوية
وفي معرض حديثه عن حضور الشباب الجزائري في المحافل الدولية، استعرض بن حاج طاهر مشاركات نوعية لشباب الجزائر في منظمات أممية، على غرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، مشددا على أن هذا الحضور يعكس مكانة متقدمة لشباب يملك مهارات تواصل عالية، ويتقن عدة لغات، ما يجعل منه سفيرا مميزا لقيم بلاده ومقوماتها الحضارية والثقافية.
من المتلقي إلى صانع القرار
وأبرز الخبير الدولي أن الجيل الجديد من الشباب الجزائري لا يرضى اليوم بدور المتلقي، بل يتطلع ليكون شريكا في صناعة القرار على المستويين الوطني والإفريقي، هو جيل يمتلك الوعي، والكفاءة، والطموح، ما يؤهله ليكون في قلب معادلة التكامل الإفريقي، ويضع الجزائر في موقع الفاعل لا المنفعل، يختم بن حاج طاهر. هكذا، يبدو أن مستقبل إفريقيا، الذي ترسم ملامحه اليوم، لن يكون بعيدا عن بصمة الشباب الجزائري… جيل يحلم، يعمل ويبني.
إيمان عبروس
