الشاعر محمد مرزوقي لـ “الموعد اليومي”: أمنيتي أن يعلو شأن الشعر لدرجة أن يتخاطب به عامة الناس

الشاعر محمد مرزوقي لـ “الموعد اليومي”: أمنيتي أن يعلو شأن الشعر لدرجة أن يتخاطب به عامة الناس

 

أمنيته الكبيرة أن يصبح الشعر جزءا أساسيا في حياة المواطن الجزائري إلى درجة أن يتحول إلى لغة يتخاطب بها عامة الناس في الشارع دون عقدة… إنه أحد شعراء مدينة الزيبان الجميلة محمد مرزوقي الذي التقته “الموعد اليومي” وكانت لها معه هذه الجلسة الشعرية الجميلة.

 

مرحبا بك على صفحات جريدة “الموعد اليومي”، قدم نفسك للقراء؟

محمد مرزوقي شاعر من مواليد بسكرة سنة 1978 متحصل على شهادة البكالوريا شعبة آداب وعلوم إسلامية دورة 1998 بطولقة.. المستوى الدراسي سنة أولى جامعي حقوق، للأسف لم أكمل لظروف اجتماعية قاسية.

 

كيف كانت بدايتك مع الحرف؟

بدأت كتابة الشعر على شكل خربشات قبل حتّى أن أعرفَ أنّ الشعر علم قائم بذاته، لا أعلم متى بالضبط ولكن كنتُ حينها في المرحلة الإبتدائية وأذكر أن المعلم آنذاك أثنى عليّ وأصعدني للمصطبة لأقرأ على زملائي ما كتبت.

في المرحلة الثانوية وجدتُني أكتب ما يُعرف بالشعر الحر ظانًّا مِن نفسي أني رسمتُ طريقي، ولكن حين وصلت إلى الجامعة وجدتُني أميلُ إلى الشعر العمودي فبدأت بتعلّم عروضه وأشير هنا أنّي اعتمدتُ على مخزوني العلمي من المرحلة الثانوية مع الإطّلاع على المراجع وقراءة الشعر من مختلف عصوره وشعرائه حيث أنّي لم أتلقَ تعليما أكاديميًّا عليه.. هذا مع كتابة بعض المحاولات في القصة القصيرة.

وقد شاركت في عدّة أصبوحات وأمسيات شعرية في الجامعة وأذكر أني تحصّلت على لقب شاعر الجامعة في بسكرة سنة 2001، وقد كانت أول مشاركة لي خارج الجامعة بعد دعوة من إحدى الجمعيات في طولقة أين كان لي الشرف أن جلست مع الشاعر الكبير عثمان لوصيف فسمعت منه وألقيت أمامه وكان شرفا عظيما، إذ أثنى على شعري مع تقديمه بعض النصائح. نشرتُ آنذاك في جرائد وطنية أذكر منها (رسالة الأطلس و جريدة الأيام)، بعدها وبعد أن تخلّيتُ عن الجامعة دخلت فيما أسمِّيه بمرحلة الجفاف الشعري، حيث لم أكتب طيلة 12 سنة سوى بضع قصائد.. عدتُ للكتابة تقريبا سنة 2014 وأصبحت أنشر في الفضاء الأزرق الذي فتح لي باب معرفة ولو بسيطة عن الحركة الشعرية، فتعرّفت من خلاله على شعراء ونقّاد ممّا ساعدني على تطوير مَلكة الشعر.. إلى أن رُسِّم بيت الشعر الجزائري ببسكرة أين وجدتُني أضع بصمةً لي فيه و احتككتُ احتكاكًا مباشرا بشعراء وأدباء من مدينتي.

ومع افتتاح قناة “الصباح المغاربي” شاركت فيها بجدارية رفقة بعض الشعراء ثمّ تلتها قصيدة معارضة لقصيدة البردة للشاعر كعب بن زهير في أكاديمية أقامتها القناة آنذاك تلقَّيت نقدًا واضحا وصريحًا مِن نقاد مِن داخل الوطن وخارجه، وكذا استضافتي من طرف الشاعر الكعبي رمضان بونكانو في حصّته (في ذي المجاز).

كما شاركت في عدّة مسابقات شعرية محلية ووطنية أذكر منها مسابقة في مدح الرسول الكريم للزاوية القادرية.

 

لك أعمال أدبية مطبوعة عرّفنا بها؟ وهل أنت راض عنها؟

لحد الآن ليس لي عمل شعري مطبوع ولكن هناك بادرة خير إن شاء الله لطبع مخطوط على الأقل أتمنى أن يكون بين أيدي القرّاء في أقرب الآجال وأنا أعمل على ذلك الآن.

أمّا عن كوني راضٍ عمّا أكتب أم لا، فأنا راضٍ كلّ الرضا خاصة حين أقرأ لبعض المتشاعرين.

 

بمن تأثرت في حياتك الأدبية من الكتاب والشعراء؟

على الشاعر أن يكون مثل النحلة يستخلص الرحيق من عدّة زهور ليُنتج عسلًا مُصفَّى، لذلك أنا أقرأ كلّ ما يستحقّ القراءة مِن شعر وقصة ورواية ونقد، فالأدب كلّ لا يتجزأ لطالب علم وقد يكمِّل القاص أو الروائي الشاعر والعكس صحيح مع إلزامية تتبّع النّقد آثارهم جميعا.

 

ما رأيك بصراحة فيما يصدر من أعمال أدبية مؤخرا؟

ما يصدر من أعمال أدبية مؤخّرا وخاصة الشعرية منها يدعو إلى التفاؤل، إذ أن هناك أسماء شعرية جادّة في الرّقيّ بالحرف العربي مع تسجيل لأسماء تهدم الحرف مِن حيث تظنُّ أنها تبني أدباً.

 

ما سبب عزوف أبناء هذا الجيل عن القراءة؟ وما هي الحلول في نظرك؟

عزوف القارئ عن قراءة الشعر في رأيي أمر نسبيّ، إذ يوجد قُرّاء كثر للشعر رغم احتلال القصة والرواية مراتب لا بأس بها في المقروئية، وتراجع الشعر ناتج عن قلّة دور النشر التي تُعطي الشعر حقّه في الطبع بحجّة عدم وجود قرّاء يشترون الدواوين الشعرية، في حين أنّه لو أعطينا الشعر حقّه في الطبع والنشر ومع التسهيل للشاعر من الناحية المادية فسنرى عجب العجاب.. كذلك أشير هنا لشيء مهمّ وهو تقريب الشاعر من الجمهور عن طريق النشاطات الشعرية وهذا دور الجمعيات ذات الصّلة و المؤسّسات الثقافية.

 

ماذا تنتظر من الرئيس القادم للجزائر؟

أرجو أن يكون رئيس الجزائر المُقبل إنسانا يؤمن بهذا الشعب وبخاصة شبابه، فيضع صوب عينيه خدمته، فهذا الوطن يستحقّ رجالا يخدمونه لا لصوصا ينهبونه.

 

ما هي أمنيتك؟

أُمنيتي أن يعلوَ شأن الشعر لدرجة أن يتخاطب به عامة النّاس في الشارع دون خجل (وهذه مُفارقة إذ صرنا نرجو ما كان لزاما أن يكون) وقد كان العرب قديما يتخاطبون بالشعر، أعلم أن الأمر صعب لكنّه ليس مستحيلا، فالشعر ديوان العرب وهو روح الأدب، فلمَ نغلق باب هذا الديوان بينما نستطيع أن نفتحه على مصراعيه، ولِم نزهق هذه الروح بينما بإمكاننا أن نملأها أملاً لتحيا طويلاً.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

طموحاتي تفوق مشاريعي ولكن سأحاول أن أحقّق ما استطعت ولعلّ أوّل ديوان يصدر لي سيكون بداية الإنطلاق لا نقطة الوصول.

 

كلمتك لقراء الجريدة

لا يسعني في الأخير إلّا أن أزفّ أسمى عبارات الشكر والإمتنان لكلّ من يشجّعني

ويساندني بداية بعائلتي ووصولا إلى أصدقائي وأساتذني الأفاضل، وأتمنى أن أكون إضافة حقيقيّة في عالم الشعر الجزائري ولِمَ لا العربي حتّى إذا انقضى أجلي تركتُ ما ينفعني في آخرتي ويكفيني أن يقول قائل: رحم الله الشاعر محمد مرزوقي، وهو يقرأ بعض أبياتي.

 

حاوره: حركاتي لعمامرة