صدر له أول ديوان شعري في الشعر الملحون بعنوان “الطرز المتقون في الشعر الملحون” من طرف محافظة المهرجان الوطني للشعر الملحون.. إنه الشاعر الشعبي بشير تهامي من مواليد 11 مارس 1958 بولاية
معسكر، وبعد الاستقلال انتقلت عائلته للعيش في مدينة مستغانم.
وترعرع بشير تهامي في مستغانم واحتك بمشايخ الشعبي منهم معزوز بوعجاج، معمر الشاذلي… فأحب الشعر والفن الشعبي إلى أن أصبح ينظم مقطوعات شعرية في سن جد مبكرة، وكان كلما كتب قصيدة شعرية شعبية يعرضها على مشايخ الشعر الملحون المعروفين لتوجيهه وإبداء آرائهم في كتاباته الشعرية.
ومع صدور ديوانه الشعري الأول “الطرز المتقون في الشعر الملحون”، تحدثت “الموعد اليومي” إلى الشاعر بشير تهامي في عدة محاور تتابعون تفاصيلها في هذا الحوار.
– “الطرز المتقون في الشعر الملحون” أول ديوان شعري يطبعه المهرجان الوطني للشعر الملحون. كيف تم اختيار ديوانك دون دواوين غيرك من شعراء الشعبي؟
* أولا، ديواني كان جاهزا من كل النواحي وكانت تنقصه المقدمة فقط. وقد نصحني زملائي بأن أقصد اسما معروفا في هذا المجال (الشعر الملحون) ليقوم بهذه المهمة، فقصدت الباحث المعروف في هذا الميدان ومحافظ المهرجان الوطني للشعر الملحون عبد القادر بن دعماش، فطلب مني أن أقدم له ديواني ليقرأه، فلما قرأه أعجبه مستوى ومحتوى قصائدي. ومباشرة بعد ذلك اقترح علي طبع الديوان من طرف المهرجان الوطني للشعر الملحون.
– قبل البدء في كتابة الشعر، هل تأثرت بالمنتمين لهذا الأخير من الشعراء وخاصة شعراء الملحون؟
* أكيد تأثرت بالعديد من شعراء الملحون منهم سيدي لخضر بن خلوف، أحمد بن تريكي، بن سهلة، بن مسايب، بن سليمان وقدور العالمي…
– ما هي المواضيع التي تفضل الكتابة عنها في أشعارك؟
* لقد كتبت في مختلف المواضيع، منها الوطنية، الاجتماعية والمديح ولكن أجد نفسي أكثر في المواضيع الاجتماعية.
– ما الفرق بين الشعر الفصيح والشعر الملحون؟
* الشعر الفصيح يكتب عموديا ويخضع لقواعد اللغة من نحو وإعراب وقافية في الشطر الثاني من البيت فقط. أما الشعر الملحون فقد كتب بالعامية ولا يخضع للإعراب ولكن يخضع لمقاييس في الوزن والقافية، حيث نجد المبيت الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي ومكسور الجناح والمشطور.

– يقال إن الشعر الملحون يحظى بجماهيرية كبيرة على عكس الشعر الفصيح. ما ردك؟
* لكل شعر رواده وجمهوره وعبر مختلف المهرجانات سواء المتخصصة في الشعر الملحون أو في الشعر الفصيح، نجد المهتمين وهذا دليل على أن لكل نوع من الشعر جمهورا ومتابعين.
– على ذكر المهرجانات، هل تعتقد بأنها تضيف الكثير للشعر الملحون؟
* المهرجانات تبقى لوقت محدد وأغلبها لا تتجاوز الأسبوع، ولا يمكن أبدا أن نخدم هذا المجال بالمهرجانات لأن في هذه الأخيرة يتم تقديم أشعار المنتمين لهذا المجال فقط. وبعد ذلك ينقطع الاتصال بين الشعراء ولا يوجد هناك تواصل، ولذا فلا بد من إنشاء مدارس متخصصة لتدريس الشعر الملحون، حيث يلتقي المعلم بالتلميذ، وهذا ما نحتاجه اليوم لتطوير هذا الشعر؟
– ألا تكفي الموهبة في كتابة الأشعار؟
* الموهبة وحدها لا تكفي، لأن هناك تقنيات وأوزان ومقاييس لابد أن يعرفها الشاعر
وأن يقرأها أيضا، كما لابد من متابعة ما يكتبه كبار الشعراء لإثراء معلوماته في مجال كتابة الشعر. ولذا فمن الضروري إنشاء مدارس متخصصة في الشعر الملحون.
– تستعمل في قصائدك مفردات تحتاج إلى شرح على عكس العديد من الشعراء الذين يستعملون ألفاظا متداولة عند عامة الناس. لماذا هذا الاختلاف؟
* إن أغلب شعراء الملحون الموجودين على الساحة مقيدون بالشعر العمودي العشاري الكلاسيكي، ولا يهمهم إن كانت القافية أصلية أم لا ويستعملون كلاما محليا وألفاظا متداولة، على العكس تماما، فأنا أقتدي بفطاحل الشعر المغاربي وهذا يلزمني أن أحافظ على المستوى اللغوي بانتقاء الكلمة المناسبة ولا أتهاون في اختيار القافية.
– هل لك أن تهدي قراءنا مقطعا من قصيدة شعرية من ديوانك؟
* بالطبع. وأختار مقطعا من قصيدة “غزة” والتي أقول فيها:
وين أهل النخوة والجاه والشهامة بهم عز
وين غابوا صفوة نقزازي أهل العزة
وين علي أبو الحسنين من هتك خيير وبرز
وين هما لبطال ارمازي وقت الحزة
وين من هزمو جيش الروم شان قوتهم يفرز
وين نصر المعز الجازي خيره نجزى.