ابنة الزيبان، شاعرة وأديبة رقيقة الإحساس، قليلة الظهور على منصات الإلقاء، ولكن عندما تقف على ركح قاعة الإلقاء، فإنها تبهر الجميع وتثير دهشتهم، فاتحة الكثير من التساؤلات، تكتب شعرا راقيا ونثرا جميلا، التقيناها فكان لنا معها هذا الحوار لنقترب أكثر منها…
مرحبا بك على جريدة الموعد اليومي، ماذا تريدين أن تقدمي للقارئ عنك؟
مرحبا بكم وسعيدة جدا ولي الشرف أن جريدة الموعد اليومي منحت لي فرصة التعريف بنفسي.. سامية غمري من مدينة بسكرة نشأت ودرست بها، بدأت رحلتي مع الكتابة في سن مبكر، كنت أدوّن كل المواقف التي كان لها أثر بحياتي، كتبت الخاطرة والشعر وكنت أعتمد فيها على الوجدانيات، ورويدا رويدا نمت بي الموهبة التي هي ليست قرار ولا اختيار بل تعتبر هدية من السماء.
متى بدأت حكايتك مع الحرف؟
كان رحيل والدي رحمه الله الدافع القوي الذي فجر إحساسي وذلك بسن مبكر، حيث كانت أول قصيدة في رثائه كنت أبلغ من العمر آنذاك 18 سنة. منذ ذلك الحين بدأت رحلتي مع الحرف، حيث كانت الورقة والقلم هما الملجأ الذي يخفف من آلامي، أخذت منه الأنيس الذي كلما أهرول نحوه أجده في انتظاري.
هل أنت راضية عن كل ما كتبت؟ ولماذا؟
كل حرف يعبر عني وعن دواخلي، فهو إحساسي الذي يترجم شعوري، كما أنه الوسيلة التي تصور كل المراحل التي مررت بها والتي كانت كل منها لها طابع خاص، فالحروف تكتب تاريخ كل منا وراضية على كل ما طرحته لأنه نابع من الوجدان..

تكتبين باللغتين العربية والفرنسية أيهما أقرب إلى قلبك؟
كان مشواري الدراسي علميا مزدوجا وتخصصي لغة فرنسية ولي محاولات باللغتين إلا أنني منذ صغري أميل أكثر للشعر باللغة العربية. تأثرت عبر محطاتي بالدراسة بكل الأدباء، حيث كان الشعر أنواعا وكنت أحب الأدب وأعشق الشعر والشعراء وكم كان يروق لي أسلوبه السلس الرائع، الكاتب الكبير جبران خليل جبران ومصطفى لطفي المنفلوطي ومي زيادة وغادة السمان والشاعر نزار القباني وكذا محمود درويش
وغيرهم من حالفنا الحظ التقينا بهم طيلة مشوارنا الدراسي وهكذا نمت بي الموهبة.
اللغة العربية أشعر أنها الأقرب لقلبي، فهي الأقوى والأعمق في التعبير بما فيها من جماليات ويكفي أنها اللغة المختارة من السماء، لغة الضاد، لغة وطني واللغة الأم و أعتز بها فهي العتيقة والعريقة.
ما هي الأسماء التي قرأت لها في مسار حياتك وأي منها ما زالت كتابتها تشدك إليها؟
الأسماء المرموقة كثيرة بالساحة الأدبية منها التي عرجنا عليها والتي توغلنا بها و تركت أثرا بالوجدان ولازالت راسخة بالذاكرة.
كما ذكرت في بداية الحوار، قرأت للشاعر نزار القباني، للكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي الذي كان أسلوبه قويا يشد القارئ ويجعله يعيش الحرف ويعشقه، فهو كان من أفضل وأقرب من الذين قرأت لهم، كما كنت أميل للكاتب المميز جبران خليل جبران وكذا للكاتبة اللبنانية مي زيادة، هاته الأسماء التي كانت لها مكانة وصدى كبيرا في وسط الأدب العربي آنذاك ولا يزال بريقهم إلى يومنا هذا. ومن الأسماء أيضا التي كانت تشدني الشاعر الجزائري إبن مدينة الزيبان بسكرة الذي ترك بصمة بالميدان عثمان لوصيف كان حرفه رحمه الله يخترق جدران الأفئدة من الشعراء الذين تمكنوا من ترويض الحرف والذين تميزوا بالأسلوب السلس والحرف المعبر البناء
والذين كان وجودهم إضافة بالساحة الأدبية.
ما هي مشاريعك؟
رغم الصعوبات إلا أن كل شاعر يتمنى ويسعى لطبع أعماله، لذلك فهو المشروع الذي أسعى لتحقيقه في أقرب الآجال، أن أطبع ديواني الذي أحضره منذ العام الماضي
وأتمنى أن تخرج حروفي للضوء.
ما رأيك فيما يصدر مؤخرا من إبداعات؟
الإبداع هو تلك العقول الراقية التي كرمت بالتميز، الشجرة المثمرة التي تأتي بخيرات لا تنقطع ولا تنتهي وأرى أنه بين أياد أمينة، فهو منهمر في تجديد ومتنوع كأن كل جيل يريد ترك بصمته الخاصة به، كما لا ننسى فكرة تبني إبداع الطفل الإهتمام به وتشجيعه لتكوين جيل المستقبل على أسس متينة وصحيحة، كل هؤلاء يسعون للمساهمة في نمو الحركة الثقافية وتدعيم الثقافة.
ما رأيك في الحركة الأدبية بالجزائر؟ وماذا تتمنين لها؟
رغم كل ما يحدث في الجزائر من قبل أو بهاته الفترة الصعبة التي تمر بها إلا أن الحركة الأدبية دائما متواجدة وفي تقدم لا تترك أي فرصة لكي تبرز أكثر وأكثر، بالعكس قد نلاحظ رغم غياب الإهتمام في بعض المجالات، إلا أن رواد الحركة الأدبية و الذين يهتمون بأمر الثقافة أكثر من غيرهم دائمين الحضور ولا يتخلون عن مشعل الثقافة.
أنت تكتبين الشعر والنثر وأيضا شعر الهايكو، لأي نوع ترتاحين وتبدعين أكثر؟
المبدع بطبعه يحب التطلع والتغير ويهتم بكل ما يطرأ بالمحيط الذي من حوله، التجارب هي دروس نتعلم منها والتعرف إن صح القول على كل ما ينتمي إلى الحركة الأدبية مكسب يجعلك تواكب التيار تتعرف على كل ما هو جديد.
قد كانت لي تجارب بالنثر وكذا الشعر، وحالياً أكتب قصيدة الهايكو التي اجتاحت ساحة المغرب العربي بعدما كانت بدايتها بالغرب..
شاركت عبر المنتديات الإلكترونية حيث اكتسبت تجربة لا بأس بها وتحصلت على شهادات كثيرة في هذا الميدان، لكن أختار الشعر بالمرتبة الأولى، أعشقه فهو تاريخ الأمم والعصور.
كلمة أخيرة للجريدة والقراء؟
أقول سعيدة جدا بهذا اللقاء الذي منح لي فرصة التعبير، ودمتم للإبداع رمزا، أشكركم من أعماقي دمتم ودام هذا الصرح الذي هو في خدمة الجميع.
حاورها: حركاتي لعمامرة