اسمها لامع في فضاء الأدب شعرا ونثرا وباللغتين العربية والفرنسية، ابنة مدينة العلمة التي خرجت منها صغيرة لتستقر بالجزائر العاصمة، شديدة الحنين إلى مسقط رأسها، عاطفية وحنونة حد البكاء، التقيت بها على هامش ملتقى عين تافتيكا للأدب والإبداع المنعقد بالعلمة بين 27 و30 أفريل الماضي، فكان لي معها هذا الحوار الجميل تابعوه…
– مرحبا بك بالموعد اليومي، قدمي نفسك للقراء؟
* المايسة بوطيش المولودة بالعلمة ولاية سطيف متزوجة وقاطنة بعين البنيان بالجزائر العاصمة، مؤلفة باللغتين العربية والفرنسية.
– كيف كانت بداياتك مع الحرف؟
* بواسطة قلمي المتواضع، زرت عواصم عربية كمصر والمغرب وكنت ضيفة الشرف في كلا البلدين، في مصر بواسطة المسابقة التي حزت فيها على المرتبة الثانية في سنة 2012 والمرتبة الرابعة في سنة 2015، أما في المغرب الشقيق فكنت ضيفة شرف على جمعية المرأة الريفية في عيدها العالمي لـ 8 مارس 2013.
– أنت كثيرة الزيارات والتنقلات داخل وخارج الوطن، ما هي المحطات التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟
* استضافتني كثير من المنتديات في الوطن العربي إثر أمسيات شعرية، أما المحطات التي بقيت عالقة في ذاكرتي هي سفري لمصر الكنانة ومنتدى المدية الذي شاركت فيه مع أقلام مبدعة والبيع بالتوقيع في مسقط رأسي بالعلمة ومنتدى القلم النسوي بالقليعة وكثير منها كان محفزا للارتقاء إلى الأفضل وأخيرا مهرجان عين تافتيكا بالعلمة.
– حدثينا عن إصداراتك وهل أنت راضية عنها كل الرضا؟
* بدايتي مع الحرف كانت محتشمة وصدفة وكانت معظمها باللغة الفرنسية.. لم أكن أحلم يوما أن أصبح شاعرة أو كاتبة محبوبة ومعروفة في العالم.. ترجمت لي بعض القصائد من الفرنسية إلى العربية والإيطالية وحتى إلى الإسبانية، أصدرت في بداية مشواري الأدبي كتاب “النظرة الطفولية للمايسة” وهو كتاب أسرد فيه طفولتي وذكرياتها في مدينتي الأم العلمة و”قوانين” باللغة الفرنسية و”أغني لك جزائري” و”صمت امرأة” اللذان تم نشرهما في فرنسا ثم “دوام قلب مشتتة” في الجزائر ديوان شعر بالفرنسية و”الذاكرة الموسومة” التي صدرت في بلجيكا وتوجد حاليا في المكتبة الملكية ببلجيكا و”البحث عن الذات” قصة باللغة العربية مع بعض الخواطر في الجزائر على غرار “تحت أقدام أمي توجد الجنة” و
QUAND LA DOULOUR SIMOSE بالفرنسية والتي شاركت بها في المسابقة الروائية والأدبية أسيا جبار بالجزائر ونصوص نثرية تتضمن مزيجا من المشاعر الرومانسية والحنين والغياب والألم والشوق ويتعلق الأمر بـ “من تربة جسدي”.
– ما رأي مايسة بوطيش في ما تنتجه المطابع من مؤلفات أدبية؟
* فيما يخص المنشورات للمبدعين فهي كثيرة، لكن النشر لا يسرّ، فدور النشر في الجزائر لا تعرف قيمة الإبداع الحقيقي ولا يهمها سوى جمع المال وكما تعلمون أن الأديب غني بأفكاره وفقير ماديا.
– ما هي مشاريعك المستقبلية؟
* مشاريعي المستقبلية: رواية لسنة 2019 باللغة الفرنسية وديوان باللغة العربية.
– التقيت بك مؤخرا في مهرجان عين تافتيكا للأدب والإبداع المنعقد بالعلمة.. ما رأيك في هذه التظاهرة؟
* كأديبة أعشق المهرجانات والمنتديات لأنها تجعلنا نلتقي بأكثر من مبدع نسمعهم وننتشي بإبداعاتهم، وكل منا يحتاج لآذان صاغية ليتحرر من اكتظاظ الألم الذي يؤجج سريرته، فنسافر معا على هدب الحرف ونوتاته الراقصة ومهرجان عين تافتيكا كان محفزا ثريا وجسرا أدبيا لإنبثاق تراث الذاكرة الموشوحة التي كانت مزهرية من الفن والثقافة، فيما مضى وتغلبت عليها التجارة والكسب السريع. فهذا المهرجان كان شعلة جديدة لإنارة درب الإبداع من جديد والحمد لله أن رجالا كالسيد لشرف بوقارش الذي أزف له امتناني وتحياتي الجمة، وكذلك السيد نواري بوغرارة وكل أعضاء الجمعية الذين سهروا على قدم وساق من أجل إحياء تراث أسلافنا والربط بين الجيل الماضي والحاضر، أما عن اللقاء بثلة من شعراء الزيبان وددت لو تبادلنا أطراف الحديث عن مشاعر الأديب والمشاكل التي يصادفها في مشواره الأدبي وأن نتكلم عن الثقافة في الجزائر لكن لم تتسن لنا هذه الفرصة.
– كلمة أخيرة للقراء؟
* سعدت بهذا اللقاء وأتمنى إن شاء الله ملتقيات أخرى وخاصة ببسكرة المضيافة.. سعدت بلقائكم والشعراء الذين نزلوا ضيوفا على مدينتي الجميلة والتي أحن إليها بجنون… شكرا على هذه الفرصة الذهبية التي حظيت بها في هذا اللقاء على جريدتكم الموقرة، أجمل التحايا والإمتنان لشخصيتكم الدؤوبة وشكرا.
حاورها: حركاتي لعمامرة