الأستاذة نعيمة بوعلي قدور شاعرة جزائرية من ولاية سيدي بلعباس، أستاذة في الأدب العربي، متخصصة في الشعر السياسي التحرري، يتسم شعرها بروح الحماسة، خاصة في القضية الفلسطينية إلتقيت بها في دار الثقافة كاتب ياسين بسيدي بلعباس لندردش معها، فكان هذا الحوار…
تتعاطى نعيمة بوعلي قدور بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟
نعيمة بوعلي قدور، الاسم الأدبي نعيمة الجزائري، قلبها ينبض بماء الشعر منذ سن العاشرة، متأملة لكل شيئ حتى القبح ترى فيه بصمة من الجمال المخفي، شعارها في الحياة متأسس على مبدأ: إن لم تستطع مساعدتي فلا تؤذني، عاشقة للوحدة لأنها تساعدها على بلورة أفكارها ومراجعة تطلعاتها…
بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية الشاعرة نعيمة؟
كنت في صغري بالإبتدائي دائما أحصّل أفضل النتائج مع الأوائل فيحفزوننا بجوائز رمزية، وقد كانت معظمها قصصا أو كتب أشعار للأطفال، فكنت أطالعها بتمعن دقيق و إذا بي أرسم بخيالي بعضا من الكلمات المشابهة للتي بالقصص التي قرأتها
إذ استلزم علي الأمر أن أدوّنها في شكل قصصي بما تمليه قريحة الكتابة… بعدها في الطور الإكمالي بدأت مع لعبة الشعر متأثرة بما درسته في مادة اللغة العربية رفقة مساعدة أساتذتي خاصة بعد اكتشافهم لموهبة الكتابة لدي منهم الأستاذة لنفاظ و الأستاذ أبري رحمهما الله ثم قصدت بعض المكتبات وبدأت أوسع مخيلتي مع رغبة المطالعة أكثر لأشعار مفدي زكرياء ومحمد العيد آل خليفة.. كذلك كتابات الرافعي
وجبران خليل جبران…
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
الكتاب وسيلة التثقف الأولى لكل إنسان بالنسبة لي شخصيا، زاد ثمين لتحسين مستوى الفكر والانفتاح على حياة متطورة راقية على غرار الوسائل الأخرى منها التكنولوجيا أو الرقمية التي غزت العقول وقلصت مساحة الوقت، حيث حجبت دور التطلّع لحمل الكتاب… على الرغم من فوائدها إلا أن سلبياتها غطت على استغلال ما يحويه الكتاب الورقي.
والسبيل الوحيد للعودة إلى الكتاب هو اللجوء للدور التوعوي لفوائد القراءة للكتاب الورقي خاصة وليس الرقمي عن طريق منشورات متعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك والانستغرام…
حدثينا عن إصداراتك وهل أنت راضية عنها؟
في الحقيقة أكتب النوعين، الشعر والنثر، لدي مجموعتين شعريتين رسمت من خلالهما توهج أفكاري، ميولاتي، آلام القلوب وأحزان غربة النفوس… إلا أنني أجد روح خيالي تهرب للكتابة النثرية، الخاطرة، القصة، النصوص النثرية الموثقة بالبصمة النفسية أكثر، أي المحفزة للانفتاح على جمالية الحياة.
لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، من ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟
الشاعر العملاق أبو الطيب المتنبي شاعر الحكمة، العصر العباسي فهو قبلة الشعراء في متانة اللغة وانفتاحها بخيال يثقب ذاكرة المتلقي… أما العصر الحديث الرائد الرافعي خاصة في نثرياته، رسائل الأحزان… ثم يأتي شاعر الثورة مفدي زكرياء له قوة وبراعة في نسج روح المعنى ويقول الكثير عني أنني أشبهه في كتاباته…
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
سيكون توجهي نحو ساحة النثر إن شاء الله لأنني أرى أن حبر قلمي يهواه ويهتدي لرؤى جديدة تلمس الجانب النفسي، أكثر استرسالا من الشعر، فالشعر اقتصاد للكلام، أساسه الخيال على قول القدامى العرب: أعذب الشعر أكذبه!
كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟
أتمنى أنني كنت خفيفة الظل على كل من قرأ لي هذا الحوار مع الأستاذ الكريم الذي أقدره كثيرا حركاتي لعمامرة، أحبوا بعضكم ما استطعتم ولا تلتفتوا للأحزان مهما كانت، ابتسموا دائما، جددوا إيمانكم بالله عز وجل، إياكم والتواري عن تحقيق نجاحاتهم بل حاولوا كل مرة كسر الفشل لبلوغ المبتغى.
حاورها: حركاتي لعمامرة