الشاعرة نصيرة محمدي لـ “الاتحاد” الإماراتية: رمضان في الجزائر له طعم خاص يختلف عن بقية الدول الإسلامية

الشاعرة نصيرة محمدي لـ “الاتحاد” الإماراتية: رمضان في الجزائر له طعم خاص يختلف عن بقية الدول الإسلامية

في حديث صحفي خصت به جريدة “الاتحاد” الإماراتية، كشفت الشاعرة الجزائرية نصيرة محمدي عن أهمية القراءة والمطالعة بالنّسبة لها، قائلة: “تمثل القراءة عندي فرصة للتّصالح مع الكتاب، حيث تبعث روحانية الشّهر والبحث عن استدراك الوقت، إلى اهتمام باختيار جملة من العناوين المناسبة لجماليات المناسبة”.

وفي السياق ذاته، تشير محمدي، صاحبة ديوان «غجرية» إلى طقوسها القرائية في الشهر الفضيل، وتقول: «تشكّل تجربتي مع القراءة مسألة وجدانية، فعلاقتي مع الكتاب يمكن اعتبارها يومية وليست موسمية، وإن كانت تأخذ في رمضان طابعاً مختلفاً، فقد نشأت في بيت مغمور بعبق الكتب، وأنا صغيرة محاطة في أطراف البيت بالكتاب والمؤلفات، القراءة بالنسبة لي تجاوز الجغرافيا والزّمان، والعبور إلى المدن والضّفاف، هي عملية تتطوّر بفعل الوقت، إذ تتّسع الرؤية وتصير أكثر انتقائية وانتباها، وحالياً أطالع كتاب (في نقد العقل السّردي)، لمحمد ديب، وكتاب (لأنك اللّه)، لعلي بن جابر الفيفي”.

وعن انعكاسات وتأثير رمضان على تجربتها الكتابية، تقول: «في أحد الأعوام كنت مطالبة بأن أكمل روايتي بين النّهرين، لأتفادى حرجي مع النّاشر، فاكتشفت متعة القراءة في رمضان، وصلاحيته لذلك، بالنّظر إلى أكثر من معطى، من ذلك أنّ المحيط ينام إلى وقت متأخر من النّهار، ويعفيني من ضجيجه، التي ترفضها لحظة الجلوس في محراب الكتابة، وعدم الحاجة إلى القيام إلى الأكل والشّرب والتّماهي مع الطاولة العائلية، بما يشوّش على تلك اللحظة الاستثنائية، باختصار الصيام بما يمنحنا إياه من متّسع الوقت، يسهم في إنجاز إبداعي متأن رصين، فقد وجدت أن ما أكتبه في اليوم الواحد خارج رمضان يعادل ما أنجزه خلال أسبوع من الأيام العادية”.

وعن أجمل تجربة رمضانية في حياتها، تقول محمّدي: «منذ أعوام انخرطت في تجربة رمضانية جديدة، وهي أن أكتب يومياتي مع أسرتي، وأنشرها على صفحتي بـ «فايسبوك» تحت مسمّى «طرائف البيت»، جامعة فيها بين طفولتي وحياتي خلال الشهر الفضيل مع الأهل والأصدقاء، في إطار ما يمكن أن نسمّيه «أدب البيت»، وبما أنّ اليوميات الرمضانية هذه خاضعة للمعايشة الحيّة لا الخيال، فإنني أنتظر المساء حتى أكتبها، مستلهمة في أسلوبي ما أمتلكه من تجربة في كتابة الشّعر والمقالة الصحفية، وأحياناً النّقد الأدبي”.

وحول الأجواء الرمضانية في الجزائر بوجه عام، وفي بيتها بوجه خاص، تقول: «يحظى شهر رمضان في الجزائر بأجواء متميزة، لها طعم خاص ينفرد بها عن بقية الدول الإسلامية، فهي تجمع بين العبادة وطقوس الفرق الدينية والمتعة والتّرفيه والاحتفاليات الشعبية والتراثية، بالنسبة لأسرتي، فنحن نستعد لاستقباله بكل البهجة والفرح، بتجديد مستلزمات المطبخ، وتهيئة المنزل للسّهر واستقبال الأقارب والأصدقاء، حيث يتحول بيتنا إلى ما يشبه المجلس الرمضاني الذي لا يخلو أيضاً من الحديث في أمور الدين والروحانيات والثقافة وأهم الإنجازات الفنية والإبداعية”.

الشاعرة نصيرة محمدي هي عضو مؤسس لرابطة كتّاب الاختلاف، حاصلة على شهادة الماجستير في الأدب العربي من جامعة الجزائر، وتعمل حالياً أستاذة بمعهد الإعلام والاتصال بالجامعة نفسها وتنتمي إلى جيل عرف بجيل الهامش، برزت في ظرف استثنائي، عاشه هذا البلد، بمواجهة آلة الإرهاب والرّعب والموت، واجهت هذا الفضاء بشعرها النّابض بالحياة والمحبّة والجمال.

ب/ص