مونية لخذاري أو أنثى الخريف، كاتبة بصفة عامة وشاعرة بصفة خاصة لها مجموعتين شعريتين ومخطوطات جاهزة للطبع، مشاركة بأسماء كثيرة في الجرائد قبل ظهورها في العالم الافتراضي.. “الموعد اليومي” التقتها وكان لها معها هذا الحوار الشيق.
مرحبا بك على جريدة الموعد اليومي، ماذا تريدين أن تقدمي للقارئ عنك؟
أقدم للقارئ نفسي مرة أخرى وبطريقة مختلفة أو بسؤال يدور دائما في أذهانهم أنثى الخريف، ليس مجرد اسم أطلقته على نفسي، أنا من مواليد شهر أكتوبر قلب الخريف. الخريف ذلك الوجه العابس وهي نظرة تقليدية بلا عمق رغم التطور الفكري. لو تحدثت عنه سآخذ وقتا طويلا لكن اختصر، الخريف هو إنسلاخ لتجديد الحياة، ولادة عهد الزهر والثمر… وأبهى الألوان فيه، ممتزجة في لباس الطبيعة، ناهيك على الفتوحات والبدايات والانتصارات. الخريف ليس سقوط أوراق وفقط هي تصنع نغما مختلفا في سقوطها ولونا في موتها.
مونية لخذاري أو أنثى الخريف وجه آخر للطبيعة التي تمثل الولادة فيها. ولم تكتف بالكتابة بل بالتوغل في خبايا الروح التائهة في الكون وأكثر هوايتها مع الكتابة والروح علم الفلك، ولا يستغرب أحد من هذا، فأنا من نسل عالم فلك ألا وهو العلامة عبد الرحمان الأخضري وحفيدة سليمان لخذاري الذي اشتهر بابن الحضرة في زمنه والقائد لخذاري..
متى بدأت حكايتك مع الحرف؟
بدأت بالكتابة عندما بدأت التقاط الرسائل بعد ممارسة طويلة لقراءة الروايات والقصص وكتب علم النفس وهي أكثر الكتب التي دخلت عالم مكتبة نفسي. لا أعرف كم كان عمري حينها لكن أذكر كانت رواية حب في الهاتف وموت في القلب. وتُنَفِسُها في الذاكرة خاطرة وطنية “يد الانسان”، حيث تسيطر علي الفكرة، إنها هي أول محاولة كتبتها وأنا مستلقية استمع لصوت صورة في الجدار عن طفل يكلمني. بعدها أتت رواية “القلادة” لألج بعد سنوات لكتابة سلسلة من مذكرات على هيئة خواطر كان لها صدى بفضل الله في عدة جرائد وطنية أسبوعية ويومية.
هل أنت راضية عن كل ما كتبت؟
إن قلت لست راضية يكون كل ما كتبته مسطرا وفقط. أنا راضية طبعا على كل ما كتبت رغم بدائيتي وأسلوب الكتابة والطريقة.
لماذا؟
أولا: لأني أنا كاتبة لما أسمع وأرى بمشاعري التي أشعر بها لحظتها وبصدقها ولأن ما كتب كان في زمن ما هذا الزمن، عشته بتفاصيل عمره هو، فكيف أنكر عمرا أو لا أرضى عنه.
لديك دواوين مطبوعة، أيها أقرب إلى قلبك؟
لدي مجموعتين شعريتين واعتبرهما طفليّ وأعَرفُ القارئ بمجموعتي الأولى مولودي الأول “غيوم الشوق لم تمطر” والمجموعة التي هي تجربة لي أولى مزجت فيها القصة بالفلسفة بالروح والجسد، لأعتصر قصيدة نثرية للعديد من التجارب المختلفة التي لها آثار في النفس، واحتياجات لم تستطع نفس الآخر البوح بها.
“وعي بلا أجنحة” عنوان مثير، حيث فيه كل ما يتعلق بالروح بعيدا عن الجسد، وقد جمعت فيه أغلب الرسائل المباشرة لروح أمامي تأثرت بها، وروح غائبة عنها تبحث عنها، لأصدقاء مروا في حياتي أو حدث أمامي. لهذا لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر فكلهما بالنسبة لي مكمل للآخر وكلاهما طفلاي.
من وقف إلى جانبك وساندك في بدايتك الأدبية؟
إن من ساندني في الحياة لأكون شاعرة هي ثقة الأصدقاء أولا، فأنا ولدت كاتبة بالفطرة، رضعت من ثدي القراءة، وغذتني والدتي بمساحة حريتها في التعبير عن نفسي بالقراءة جهرا. إلتقيت في حياتي بالأستاذ عبد الكريم قذيفة الذي ضمنا إلى نادي الجاحظية واحتوانا مع الأستاذ الطاهر وطار رحمه الله.
لتتناثر أوراقنا برحيل الأستاذ عبد الكريم قذيفة، ويعود الصمت للمدينة ولنا. ويظهر العالم الافتراضي في حياتي وأدخل إليه، وأتعرف على الأستاذ انفيف جموعي وهو أول شاعر شجعني في مدينتي. وتبقى الأسماء كثيرة بعدها، أهمهما سعيد تكراوي من المغرب، سليمة مليزي من الجزائر، القاص والناقد عادل جاد من مصر، الشاعر والناقد والمترجم يوسف شغري من سورية وكل من ميلود سويهر، الطاهر يحياوي والشاعر الأزهر عجيري من الجزائر.
والقائمة طويلة اعتذر عن تقصيري عن ذكرها. أما من ثبت قدمي لأخرج من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع هو زوجي. لم يكن شاعرا، كما أن اختصاصه الحسي والعملي بعيدا عن اجواء القراءة والكتابة بصفة عامة، إلا أنه لم يعارض بأن يرسم حلمي بالألوان التي أراها مناسبة لنا وفي محيط يراه هو مناسبا له.
ما رأيك فيما يصدر مؤخرا من المطابع؟
هناك من هم فعلا مبدعون بل هم الإبداع بحد ذاته لهم حرف إذا نطق به بزغت الشمس خاشعة له. وهذا لا ينفي وجود رداءة فادحة، تقتحم الساحة الثقافية باسم الأدب وهي خارجة عن كل الأدب والأدب..
ما هي مشاريعك؟
لدي مجموعة قصص قصيرة أود طبعها وبعض قصص للأطفال وسرد حياة واقع في رواية “مريم” التي بدأت كتابتها من 2016 وأن أجعل من الأنا نخلا شامخا بالعطاء.
ما رأيك في الحركة الأدبية ببسكرة؟ وماذا تتمنين لها؟
الحركة الأدبية في بسكرة أستطيع أن أقول هي في ولادة جديدة بفضل الأستاذ مراد بن عيسى الذي منحها وجها لامعا أضاء المدينة وفك حصار العتمة على أغلب مبدعيها سواء فنانين أو كتاب.. والذي أتمناه لمدينتي هو حلم أي شخص بأرض هو تحت سمائها أن تكون قبلة الابداع والعطاء.
كلمة أخيرة للجريدة والقراء؟
بدأ الله تعالى بكلمة اقرأ. أنا أنهي بها كلمة الحوار. أقول لكل القراء الأفاضل لكل محبي حرف مونية لخذاري أو أنثى الخريف وكل واحد على حده: “اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ “.
هديتي للقراء كلمات من مجموعة ومضات أعرّف بها القارئ على القراءة في روح وطن
كلمات قبل الحراك.
“على رواق الظل”
تخلد العصافير للنوم
تبقى الفروع عارية سقطت كل الأوراق
ولم تنقهر حقول القرية
تعزف ببرودة أغصانها نسائم الشتاء
سحب جافة تمر زلال روح عابرة
الوطن نائم الآن
أخرجوا جميعا للآذان بلا ضجيج
كبروا مرارا
وأذكر القارئ أن كلماتي فلسفية عميقة تقرأ من أوجه كثيرة، لذا لها معاني كثيرة ويبقى المعنى الحقيقي لها هو الأصل، والباقي اجتهادات أسعد كثيرا في مناقشة الآراء فيها وبحث القارئ عن واقعها.
حاورها: حركاتي لعمامرة