حورية آيت إيزم من الشاعرات الجزائريات البارزات، أحبّت الشعر وأبدعت فيه وشاركت في العديد من التظاهرات داخل وخارج الوطن ونالت عدة جوائز وتكريمات نظير إبداعها المتميز في قصائدها.
فعن هذه الأخيرة وأسباب عدم مشاركتها في معرض الكتاب وأمور عديدة، تحدثت الشاعرة المبدعة حورية آيت إيزم لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
ما سبب غيابك عن معرض الكتاب الذي احتضنته بلدنا خلال هذه السنة؟
كنت مريضة ومنعني الطبيب من الحركة أو السفر بعد إجراء عملية جراحية، كما أن إصداري الأخير “كلمات مسافرة” والصادر عن دار “يسطرون” بالقاهرة كان خارج الوطن لأشارك به في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة لعام 2020 بإذن الله.
دعوات كثيرة تصلك من عدة دول عربية للحضور لتظاهراتها الأدبية، كيف يكون ردك عليها؟
غالبا ما أعتذر لأن وزارة الثقافة ولا اتحاد الكتاب لا يتكفلان بتذاكر السفر ولأنني لا أستطيع تحملها، لذلك أضطر للاعتذار رغم أنها فعلا فرصة للتواصل والتعرف على الحركة الأدبية والاحتكاك بكبار الأدباء في الوطن العربي.
وماذا عن مشاركتك في مختلف هذه التظاهرات خلال هذه السنة؟
حقا، لقد تلقيت عدة دعوات لحضور العديد من التظاهرات خارج الوطن والحمد لله، ورغم أنني اعتذرت عن أغلبها منها التي وجهت لي من مصر والأردن والمغرب، وكذا عدة ملتقيات من داخل الوطن منها من قالمة، تبسة، بسكرة ومعرض الكتاب بالعاصمة.
لكن ما ميز مساري الأدبي هذه السنة هي مشاركتي في مهرجان “القلم الحر” بالقاهرة وكانت مشاركة جد ناجحة.
هل حقا أن المقروئية في الجزائر بخير لأن عدد زوار معرض الكتاب في تزايد؟
عدد الزوار ليس دليلا على المقروئية مطلقا لأن ليس كل من دخل المعرض يدخل من أجل اقتناء الكتاب، ولذا فنحن بحاجة إلى ثورة حقيقية على العقول لتجديد العهد مع القراءة وحبها بعيدا عن ثقافة السيلفي وتسول صورة مع الأدباء الكبار، القراءة هي التي ستبحر بنا بين ثنايا أمهات الكتاب وترتقي بنا إلى البناء الفكري بثبات.
أخطاء لغوية كثيرة التمسناها في أغلب المؤلفات الأدبية التي صدرت مؤخرا، من يتحمل المسؤولية؟
السبب راجع إلى المؤلف أو الكاتب الذي يتسرع ويسارع إلى الطبع دون تأنٍ أو إخضاع مخطوطه للمراجعة وعرضه على أكثر من مراجع.. أستاذ أو دكتور أو أديب. كذلك دار النشر التي لا تراعي أي مقوم أدبي فقط الطبع والترويج للعمل دون وضعه على طاولة لجنة قراءة أو التحقق من محتواه، وهذا ما زاد من انتشار الرداءة بحذافرها.
ما رأيك في الإصدارات الأخيرة التي صدرت في مختلف الأجناس الأدبية؟
يشهد المتتبع للشأن الثقافي في الجزائر كثرة الإصدارات في الآونة الأخيرة وتحديدا خلال هذه السنة، ومرد ذلك في اعتقادي راجع إلى تطور حركة النشر ببلدنا بظهور دور نشر جديدة خاصة وانتشار ثقافة نشر العمل الأدبي على نفقة صاحبه. تحتل الرواية الصدارة ليس فقط في المبيعات وإنما من حيث الكتب المنشورة ويليها الشعر بنسبة أقل ويزاحمهما الكتاب الديني، لكن حقولا أخرى معرفية لم تنل هذه الحظوة كالدراسات الفلسفية مثلا أو كتاب الطفل وباقي الفنون الأخرى كالمسرح والسينما والتشكيل وغيرها. عموما الكم موجود بشكل أو بآخر لكن الجودة ضئيلة لاعتبارات عدة كالجانب التجاري المحض أو الجري وراء بريق الشهرة، ولهذا قلما نجد كتابا وازنا يشبع غرورنا المعرفي.
ما قولك عن واقع الأدب باختلاف أجناسه في الجزائر مقارنة بنظيره في باقي البلدان خاصة العربية؟
عرف الأدب العربي في الجزائر تحولات عميقة سواء في بنياته الدلالية والأسلوبية بدليل هذه الجوائز التي يحصدها عربيا، وهي شهادة اعتراف بتميزه ومع ذلك مازال أدبنا يحفر مجراه ويطمح أن يكون في مستوى أدبنا الجزائري المكتوب بالفرنسية الذي وصل العالمية مع محمد ديب وكاتب يس وآسيا جبار ومالك علولة..
في أي الأجناس الأدبية تفضّلين الكتابة؟
عادة ما تكون المحطة الأولى في بداية المسار مع الخاطرة وفي بعض الأحيان يجرب الأديب أكثر من لون كتابي أو فني قبل أن يستقر على جنس أدبي واحد مفضل على أية حال، فليس هناك جنس أدبي أفضل من آخر، بل هناك استعداد وميل لنوع دون آخر، فقد كان الشعر أكثر جذبا في القديم وفي منتصف هذا القرن كان الميل للقصة وبعدها هجر الناس للرواية. بقي أن أشير إلى أن هناك فنونا أدبية صعبة كالمسرح وأدب الطفولة، فهي تحتاج استعدادا فطريا مضاعفا. طبعا أنا أفضّل الكتابة في الخاطرة والشعر وإن شاء الله هناك مشروع لكتابة رواية.
تتويجات وتكريمات كثيرة حظيت بها خلال سنة 2019، كلّمينا عنها؟
أولها مسابقة “القلم الحر” بجامعة الفيوم ونال الجميع المركز الأول، كما توجت بدرع الواحة من طرف جمعية الواحة للفن والأدب بحلوان، كما طبعت ديوان كلمات “مسافرة” بدار “يسطرون” بالقاهرة واُستضفت ببرنامج “حضرة المواطن” بقناة الحدث وبإذاعة جريدة الأهرام.
وماذا عن المشروع الخيري الذي تفكرين في تقديمه لصالح المرضى؟
أعلنت عنه وأنتظر وهناك فعلا من ثمّنه وأنا جادة وعن قناعة في تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع فقط بحاجة إلى من يقف جنبي ويعينني على تنفيذه والمقصود هنا الإعلام والمسؤولين طبعا.
كلمينا عن هذا المشروع الخيري؟
هي فكرة راودتني منذ فترة وهي أن أبيع إصداري “نفحات أنثى شرقية” وأخصص ثمنه للأطفال المرضى بالسرطان نشتري به ألعابا أو قصص أطفال حتى ندخل على قلوبهم شيئا من الفرح، إن شاء الله تجسد الفكرة على أرض الواقع لندخل الابتسامة إلى قلب الطفل المريض.
حاورتها: حورية/ ق