الشاعرة الواعدة إيناس الزهرة بدادرة لـ “الموعد اليومي”: الكتابة هي متنفسي بعد القراءة

الشاعرة الواعدة إيناس الزهرة بدادرة لـ “الموعد اليومي”: الكتابة هي متنفسي بعد القراءة

هي فتاة في ريعان الشباب عشقت الحرف حتى الثمالة، التقيتها رفقة والدها في دار الشباب بالعلمة ضمن أنشطة نادي خير جليس لتعرض باكورة أعمالها “صدأ البقايا”  وهو في شعر الهايكو، فكان لنا معها هذا الحوار.

 

بداية مرحبا بك على صفحات جريدة الموعد اليومي، قدمي نفسك للقراء الكرام؟

إيناس الزهرة بدادرة طالبة في الطور الثانوي ديسمبرية ذات 15 ربيعا. أحفظ ما تيسر من كتاب الله. قراءة نهمة ومشروع كاتبة.. مؤلفة كتاب “صدأ البقايا” ومشاركة في كتب جامعة، خطاطة ومهندسة إلكترونيك.

 

كيف كانت بدايتك مع الحرف ووجع الكتابة؟

بدايتي بقدر بساطتها بقدر تميزها كونها ولدت من مخاض الصدفة، أول ما كتبت كان قصة لأدب الطفل في سن الثامنة غير أن كتاباتي الفعلية كانت بعد قراءات كثيرة وبرنامج مكثف للمطالعة. بدأت بالشعر والقصة القصيرة جدا ثم الومضة فالهايكو وباقي الألوان الأدبية.

أما عن وجع الكتابة، فتقول الدكتورة أسمهان كاف شاف “الكتابة وجع ومرهم لهمّ القارئ والكاتب نفسه، الكتابة جرح لا يندمل إلا بالقوافي الصامتة وصرخة الفكرة العميقة، حين تتحرك القرائح وتتأجج المآقي أقول إن ذاك العمل إبداع والابداع نصفه جنون، شغف وألم”.

ماذا تمثل لك الكتابة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه القراءة شيئا غريبا وانحصرت بين فئات قليلة؟

الكتابة بطريقة كلاسيكية سأقول هي متنفسي الثاني بعد  القراءة طبعا. في زمن أصبحنا نجحف في حق الكتاب والمقروئية. كل كاتب ناجح هو قارئ نهم في الحقيقة ..لأن الحرف لا ينضج إلا بالمطالعة والشغف والصدق في اختيار الكلمات.

لكن كوني امرأة وفي مجتمعنا صعب قبول هذه الفكرة. فأدب الفيمينيزم بكل المفاهيم والراديكالية منها، هو ساحة وغى تحتدم فيها الأقاويل والورق وحبر الوجع.. نأمل أن نرتقي أكثر بهذا الأدب والأدب الجزائري ككل.

 

لماذا وقع اختيارك على كتابة شعر الهايكو؟

وجدت ضالتي في الهايكو، طالما عشقت الغموض والتكثيف وكل ما هو استثنائي فاخترت البوح بهذا اللون فالهايكو قصيدة الروح وصرخة الطبيعة المتمردة.

الهايكو يغمد فيّ سيفا من الأحاسيس ويحصرني في بوتقة التأمل. وقد أغير الوجهة مستقبلا..

 

ما رأيك في إقامة معارض خاصة ببيع الكتاب، حدثينا عن تجربتك في هذا الموضوع؟

تجربتي ككل كاتب سأقول هي فرصة تسمح لنا باللقاء بمختلف الكتاب من كل قطر، هي أيضا فرصة القارئ للقاء الكتاب وأخذ النصيحة والاستفادة، غير هذا هناك بعض المناطق الإقبال على مثل هذه التظاهرات محتشم جدا وإن دل على شيئ فهو غياب المقروئية حتما. حتى الكاتب يتكبد عناء السفر وفي الأخير لا يجد القارئ إلا شيئا مخزيا، نأمل أن نلتفت إلى الجانب الأدبي ونحس بصرخة الكتاب.

 

ما رأيك بكل صراحة فيما يصدر عن المطابع حاليا، وهل أنت راضية على إصداراتك؟

الحمد لله الساحة الأدبية تحوي أسماء ثقيلة ومميزة جدا. غير هذا نجد بعض أشباه الكتاب الذين لا يمتون للكتاب والقراءة بأي صلة وهذا لغياب لجنة القراءة في معظم دور النشر.. يجب أن توثق معايير خاصة طبقا لدور النشر العالمية كي نتفادى “التضخم الأدبي” واختلاط الكتاب بأشباههم. عن مؤلفاتي أقول طبعا هي ليست كاملة فالكمال لله ونحن البشر نسلك فقط طريق الكمال.. شاركت في إحدى عشر كتاب جامع (لملمة شتات. نفحةروح. همسات. ضريبة وجع…) وكذا مولودي الأول صدأ البقايا.. أنا راضية والحمد لله لكن أطمح أن أتميز وينضج حرفي أكثر وأكثر.

 

بمن تأثرت في بداياتك ولمن تقرئين؟

أكاد أجزم أن كل الكتاب والقراء بدأوا مشاور القراءة بالادب العالمي وأذكر بهذا أجاثا كريستي، فقد قرأت كل رواياتها ومكتبتي تحويها جميعها، كذلك المنفلوطي وجبران خليل جيران والعقاد عميد الفكر دون أن أنسى مالك بن نبي الذي تأثرت بفكره أيما تأثر وبقيت متمسكة بكتاب الله حتى الختم ونكون من أهل الله وخاصته.

أيضا أحببت العتوم والعمري ودان براون الذي اعتبره عبقري الأدب.

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الشعراء والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

صحيح كما سبق وتكرمتم الساحة تعج بعدد كبير من الأسماء ومن يشدني فئة محصورة نوعا ما أمثال الاستاذة فايزة لكحل، خديجة تلي صاحبة اللغة القوية والسليمة… وغيرهن من النسوة، أما عن الرجال فهم كثر حقيقة، أعتذر فالقائمة لابأس بها ولا أستطيع ذكرها كاملة.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟

بداياتي كانت من هنا أين كنت أنشر في بعض الصفحات والمجلات الإلكترونية خربشاتي المتواضعة.. كذلك سمح لي هذا الفضاء بالاحتكاك بنخبة من ذوي الخبرة والحرف الصارم.

وكنصيحة أقدمها هي اجتناب أشباه الكتاب والوجوه المصطنعة في هذا الفضاء فكل شيئ له حدود.

 

ما هي أمنيتك وما مشاريعك؟

أمنيتي ومشاريعي لن أحصرها طبعا في جملة أسطر، لكن سأقول إني جعلت بدل الأمنية ألف وكلها في خانة الطموح وطموحاتي لا سقف لها، آمل أن أترك بصمة خالدة واسما يقتدى به في الساحة الأدبية الجزائرية ولمَ لا العالمية.

عن مشاريعي فأنا أنتظر التتويج من البطولة العربية للهايكو وأكون خير ممثلة لوطني. كذلك روايتي هي قيد التدقيق والترجمة والباقي سأفصح عنه في وقت لاحق إن شاء الله.

 

بماذا تنصحين كل الكتاب المبتدئين؟

مثلي مثلهم لازلت كاتبة مبتدئة لكن أنصحهم وإياي بالمضي قدما وألا يكترثوا للأقاويل وتصنّع بعض الكتاب وأن يعرفوا ذاتهم بالمطالعة. بالتالي أنصحهم بالقراءة المكثفة، فالقراءة هي التي تصقل هذه العريكة والملكة.

 

كلمة أخيرة لقراء الموعد اليومي

شكر خاص وموصول لطاقمها.

 

حاورها: حركاتي لعمامرة