الشاعرة المبدعة, عائشة جلاب لـ الموعد اليومي: التتويج بالنسبة للمبدع تحفيز على المواصلة

الشاعرة المبدعة, عائشة جلاب لـ الموعد اليومي: التتويج بالنسبة للمبدع تحفيز على المواصلة

ظفرت الشاعرة المبدعة، عائشة جلاب، مع نهاية سنة 2021، بالجائزة الثانية في الطبعة السادسة والعشرون ( 26) من مسابقة أول نوفمبر 1954 عن قصيدتها الشعرية المعنونة بـ”وطن تبلسمه الجراح”. وعن هذا التتويج وأمور ذات صلة تحدثت الشاعرة عائشة جلاب، للموعد اليومي، في هذا الحوار.

 

كلمينا عن مشاركتك في مسابقة “أول نوفمبر 1954” إلى حين تتويجك بالجائزة الثانية؟

– جائزة “أول نوفمبر 1954” هي جائزة وطنية، فيها عدة فروع الشعر، القصة، الرواية والشريط الوثائقي… وقد تأسست هذه الجائزة منذ ستة وعشرين (26) سنة من طرف وزارة المجاهدين وكانت مشاركتي بهده المسابقة عندما شاهدت الإعلان عنها على إحدى الصفحات المعنية بالمسابقات فقررت المشاركة فيها بقصيدة وطنية والحمد لله أنني كنت من الفائزين هذا العام في فرع الشعر، بالمرتبة الثانية، بقصيدة بعنوان: “وطن تبلسمه الجراح”، وهي قصيدة وطنية طبعا مثخنة بالرموز والإيحاءات الشعرية، زاخرة بالمعاني المعبرة عن ثورتنا المجيدة، هذه الثورة التي مهما كتبنا عنها فلن يكون ذلك سوى قطرة من بحر مما عاناه الشعب الجزائري، ومما تكبده الثوار الأشاوس.

 

هل لك أن تهدي قراء جريدة، الموعد اليومي، بعض أبيات القصيدة الفائزة بالجائزة؟

وَطَنٌ تُبَلسِمُهُ الجِـــــــرَاحُ

أَمْسِي توسّدَهُ الزّمـــــــانُ كِتـــــابــا والمَجْدُ في كَفيَّ يَطْـرُقُ بَـابــــــــــا

بَعْضِي يُفتّشُ عن أنَــــايَ ليقتفي أثرَ السّنيـــن فضيّــــــعَ الأسْبـــابــا

مَنْ فتّقَ الألوانَ، مَنْ جرَحَ الأصيـــــــــــلَ فسَالتِ الأحْـلامُ منـهُ عِذابــــا

شَفَتِي بَخورُ الأنْبيــَـــا وصَلاتُهم وشهــــــــادة شَـــادَتْ دمِي مِحْرابــــــا

لقّنْتُهـــــا لِلطينِ فانسكَبَ الضِّيــَا بيدينِ شكّلَتَــــا الدّمــــاءَ سَحابــــــا

في مِفصلِ الأيـــــــامِ تنبُتُ ثورةٌ أَبري بهـــا نَصْـلَ الدّرُوبِ حِــرابـــــا

أرضٌ تُزكِّـــــي إرْثَها مِـــــنْ بَعدِ ما بَلَغَ الأسَـــى في المُقلتينِ نِصابــــــا

تَذْرُو على الأيْتـــامِ حِنطةَ قَحْطِها لِتَصوغَ مِنْ رَحِـــمِ الثّرى أعْشابـــــا

شغَفًــــا تبوحُ رصاصـــــة ٌلأنـــامِلٍ وعلــى يديهـا اللّـيلُ صـيامَ وتَابـــــا

فأضـــاءَ مِنْ بينِ الشّهورِ نُفمْبَرٌ لِيَحُـــوكَ مِنْ ثأرِ السُّـــــؤَالِ جَوابـــــا

كـافٌ ونـــونٌ والدّماءُ تَخيطُ مــا بَتَـــرُوهُ فامتَشقَ التـُــرابُ قِبـــابـــــا

وَتنَهّــــدَ الأوْراسُ يـُوقِظُ ثَـــــــوْرَةً والمَجَدُ يُــؤْخَذُ في الحيَــاةِ غِــلابــــــا

كي يُزْهِرَ الوطنُ المُكـــابِرُ واحةً فنُزيح عنْ وجْـــــه الظـــلامِ نِقـــابـــــــا

نابُ الأسَى قَدْ قَضّ زَهْـــــرَ طُفولَةٍ والموتُ ذِئبٌ قدْ أســــــــالَ لُعـــابــــا

في صَمتهِ ترْوي الدّمــاءُ حكــايـــةً حِبْرُ الحُروبِ يَخُطّ مِنْــــه كتــــابــــا

مِنْ أينَ أعبُرُ لاَ منَـــاصَ لخُطـــــوةٍ عَبَثًا أرُومُ مِن الحُضُــــور غِيـــابـــــا

أمَلاً تشُدُّ على الجراحِ بِمــا مَضى سَبْعٌ عِجـــافٌ قَدْ قَسَوْنَ حِسَــــــابــــا

حُرّيّةٌ غُزلتْ بخيطــــــانٍ حَكتْ قصَصَ الثُّـوَار على البَنَـــان ِخِضَــابـــا

يأوي الشتـــاءُ إلى يديــــــا وهْيَ تغْزِلُ للرّيــاحِ القمــــادِاتِ ثِيَـــــابــــا

كفٌّ تُحيلُ الصُّبحَ خبزا طازَجا عند المَسَــــــــا تترقّبُ الأحْبَـــــــــــابـــا

 

ماذا يضيف لك التتويج في مثل هكذا مسابقات؟

التتويج بالنسبة للمبدع في المسابقات يزيده تحفيزا وتشجيعا على المواصلة، وعلى الثقة في المادة التي يقدمها، وغربلة وتمحيصا من طرف نقاد وأساتذة مختصين في هذا الميدان، أن جهده لم يذهب هباء، بل يوثقه التاريخ بين صفحاته.

 

قدمي لنا تلخيصا عن أبرز ما قدمتيه خلال 2021؟

من أبرز ما قدمته خلال عام 2021، أنني أخرجت للنور ديواني الرابع المعنون بـ(شامخ كالانتظار) وهو ديوان أعتبره مميزا بالنسبة لسابقيه، لأنه أعمق فكرا وأنضج تجربة، لأنني اختصرت المسافات بالعمل عليه ليكون مميزا، وليس استنساخا لما كتبته من قبل، فقد كان ثريا فكريا وفلسفيا،لا قصائد مخلفة بعباءات عروضية ولغوية بالية،

كما فزت بهذه الجائزة الوطنية والتي تعني لي الكثير وتضيف لي رصيدا في تاريخي الإبداعي، كما أعمل على تنقيح الديوان الخامس، وبعض المشاريع التي أتمنى أن يوفقني فيها الله تعالى.

حاورتها: حاء/ ع