بعد سنوات طويلة من الغياب، يعود الشاب مامي من بعيد ليضرب موعدا لجمهوره ومحبيه في الجزائر، من خلال طلتين يراهن المتابعون للشأن الفني والثقافي أن تكونا كاملتي العدد. الحفل الأول سيحتضنه مسرح “الكازيف” بسيدي فرج، بتاريخ 18 أوت، قبل أن يشد الرحال إلى عاصمة الغرب، أين سيلتقي عشاق أغنية الراي يوم 22 أوت، بفندق “الميريديان”، الذي سيكون أكثر من مجرد أمسية فنية، فهو تكريم للجزائر وشبابها وذاكرتها الجماعية، كما أكد الفنان في تصريحات سابقة.
وكانت العودة المرتقبة لأمير الراي من الجارة تونس، حيث أحيا حفلا، مساء الجمعة، على المسرح المكشوف بمدينة الحمامات الساحلية، وسط حضور جماهيري كبير، وقدم على مدى نحو 90 دقيقة مجموعة من أشهر أغانيه التي رددها معه الحاضرون وتفاعلوا معها رقصا وغناء. وقال الشاب مامي: “أنا سعيد جدا بأن تكون عودتي للغناء بعد غياب من باب كبير كمهرجان الحمامات”. وأضاف “ابتعدت سنوات عن الغناء والأكيد أشعر بقليل من الضغط”، مشيرا إلى أن الجماهير التونسية مثل الجزائرية لديها مكانة خاصة في قلبه. وقالت عبير الشواشي التي كانت من بين جمهور الحفل، إن الشاب مامي في مهرجان الحمامات “كان هو مامي التسعينيات بصوته الفريد من نوعه وبطلعاته العالية وبأغانيه الجميلة”. وأضافت “الحفل كان رائعا، حملنا إلى سنوات الحنين”، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى لو أن مدة الحفل أطول مما عليه.
ومنذ الإعلان عن برنامج الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي الشهر الماضي، ثار الجدل بشأن مشاركة الشاب مامي بين مرحب بعودته وبين رافض لظهوره في المناسبة التي تحضرها العائلات وشبان من مختلف الأعمار.
لكن أمين القرقني أبدى إعجابه بالحفل منتقدا الحملة التي شنها البعض ضد الشاب مامي قائلا: “لا يوجد أي مبرر للحملة التي تدعو لمقاطعة حفلته، هو أخطأ وعوقب ولا يمكن الحكم عليه بالإقصاء الأبدي”. وأيده في الرأي صابر بوعفيف الذي عبر عن سعادته برؤية مغنيه المفضل على المسرح مباشرة، ووصف الحفل بأنه “مثل حلم لا ترغب في الاستفاقة منه”. وقال “هو فنان استطاع بكلماته أن يعيدك إلى سنوات الشباب، أيام المعهد والجامعة، ويذكرك بأيام كانت تجمعك بأصدقاء”. وأضاف “مامي لم يكن بالنسبة لي مغنيا عاديا، كان ‘سوبرمان‘، يغني مع ستينغ وزوكيرو وغيرهم.. مامي كان ماضيا نحنّ له والكثير من الذكريات الجميلة”.
ب-ص