كل شخص منا بداخله روح مبدع، ليس شرطا أن يكون ذلك في مجال الكتابة أو الرسم، بل الموهبة تتعدى حدود ذلك لتشمل مجالات أخرى، وهذا ما أثبته “شابو أمين” شاب موهوب وطموح، استطاع أن يضع لمسة فريدة من نوعها في عالم الثقافة والفن، هو صاحب مطعم راق بمدينة البليدة اختار أن يسميه le ciné”” كونه كان قاعة سينما سابقا، حيث تعرض به أشهى الأطباق التقليدية والعصرية وكذا الحلويات بمختلف أشكالها وأذواقها، لكن ما يلفت النظر ويجذب الاهتمام، أنه استطاع أن يخلق به جوا ثقافيا متميزا، سيحدثنا عنه أكثر في هذا الحوار.
مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، فكيف كانت انطلاقتك في هذا المجال، وهل واجهت صعوبات عرقلت مسارك؟
بدايتي كانت في سن مبكرة نسبياً، أتذكر جيدا أول مرة شاهدت فيها برنامجا عن فن صناعة الحلويات في قناة فرنسية واندهشت من يومها واستغربت نوعا ما، تساءلت حينها قائلا كيف لقطعة حلوى أن تكون تحفة فنية للعين وجرعة سعادة للذوق و اللسان، الانطلاقة كانت متواضعة جدا، تربصات في محلات صغيرة في مدينة البليدة هنا وهناك، لكن الشغف والطموح كان أكبر إلى أن التحقت بالعمل في أفخم الفنادق وهناك طورت مهاراتي أكثر وحاولت اغتنام الفرصة كي أثبت وجودي وإمكانياتي، خاصة وأنني كنت محاطا بأشخاص أجانب محترفين في هذا المجال.
كيف استلهمت فكرة إنشاء ركن ثقافي بالمطعم، خاصة وأننا تعودنا على المطاعم التقليدية ونادرا ما نرتاد مطاعم يضفي عليها أصحابها لمسة إبداع شخصية؟
اعتبر أن السينما والكتب والفن لها كبير الأثر في تحويل فكري وحياتي للأفضل، أردت أن أشارك كل من يدخل المطعم نفس التجربة وأفسح لهم المجال أكثر لاكتشاف عالم الثقافة في حلة جديدة تلفت الأنظار، وتجعل الشخص يشعر بنوع من الراحة والهدوء، بتوفير جو ملائم لممارسة هوايتهم أو الاطلاع على كتب تم عرضها بالمطعم.
من خلال صفحتكم على الفضاء الأزرق استطعت الاطلاع على بعض الصور التي نقلتم من خلالها أجواء لاحتفالات عديدة ومتنوعة، فما هي العروض أو المناسبات التي احتضنها مطعمكم وهل لاقت اقبالا من طرف الآخرين؟
هناك عروض متنوعة منها الشهرية، الأسبوعية وحتى اليومية، ولعل من أبرزها تظاهرة (ساحة التوت في قفة) التي اعتبرتها الحلقة الأولى من سلسلة التظاهرات التي هدفنا من خلالها إلى إيجاد جسر أو همزة وصل بين الشاب البليدي وتاريخ مدينته وتعزيز ثقته بهويته، كما أن هناك عروض يومية موسيقية لشباب في ركن خُصص لهذا الغرض، عروض سينمائية في نهاية كل أسبوع للأفلام الكلاسيكية الأجنبية والجزائرية في الزاوية المخصصة للأفلام في المطعم ، كما قمت باستضافة عدة كُتاب أمثال الكاتب العراقي المعروف الدكتور أحمد خيري العمري والكاتب الأردني أيمن العتوم في جلسات خاصة لمناقشة أعمالهم وعرض كتبهم وسيرتهم وأفكارهم.
استطعت أن تبتكر سرحا فنيا مميزا داخل مطعم، فمن أين استوحيت الموضوع وكيف بادرتك الفكرة؟
الفكرة هي وليدة الحاجة، ومدينتنا رغم أنها منطقة عريقة إلا أنها لا زالت تفتقر إلى أفكار مماثلة تعطي نفسا جديدا للثقافة، الفن والسينما، وتحتوي مواهب الشباب وتساهم في صقلها وبلورتها وتوجيهها، وكذا توفير الفرص المناسبة لعرضها و تطويرها.
لا تخلو حياتنا من أهداف نرسمها بذهنها ونخطط لتحقيقها، فما هي طموحاتك أو آفاقك المستقبلية التي تسعى لتجسيدها؟
طموحي هو أن يعود لمدينة البليدة جمالها ورونقها وفنانوها أمثال باية محي الدين، دحمان بن عاشور، محمد التوري وآخرون كانوا خير مثال لمدينة كل زاوية فيها تنبض فنا وتحثك على أن تكون مبدعا.
حاورته: مليكة هاشمي