أكد الجمهور التونسي خلال تقديمه للعروض المسرحية ضمن أيام مهرجان دوز العربي في طبعته الثانية عشر، أن هناك تزاوجا بين العمل المسرحي في تونس والجزائر، ويظهر ذلك خاصة في السينوغرافيا، فيما تختلف رؤى الإخراج.
وتعرّف الجمهور من خلال العرضين المقدمين “ريق الشيطان” و”اختناق” على البيئة الصحراوية الجزائرية التي لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في الجنوب التونسي، خاصة بالنسبة للعادات والتقاليد التي تعتبر بحد ذاتها لوحة جمالية من شأنها أن تضيف للمسرح الجزائري والتونسي.
وأكد مخرج مسرحية “ريق الشيطان” عبد القادر عزوز في تصريح لـ “الموعد اليومي” أن العامل المشترك بين العروض المسرحية المقدمة في مهرجان دوز منها الجزائرية والتونسية هو الهم والمشاكل التي يحملها كل واحد منا على غرار الفقر والتشرد والتشتت الفكري والبحث عن الذات.
وأضاف محدثنا أن السينوغرافيا جاءت مشتركة خاصة في مجال الديكور والإكسسوارات التي تخدم العرض وتتماشى حسب الرؤية الإخراجية على غرار النار والماء والسلم والمعبر الحديدي وغيرها.
وفي نفس السياق، شدد مختصون في النقد المسرحي وفنانون على أن العمل المسرحي الجزائري والتونسي يختلفان فقط في الرؤية الإخراجية.
للإشارة، فإن الجمهور التونسي تابع، السبت، عرضين وهما لهيب الروح لشباب فرقة بلدية دوز للتمثيل بدار الثقافة محمد مرزوقي، وهو انتاج استعراضي متنوع شارك فيه هواة للمسرح صنعوا التميز من خلال محاولتهم إيصال رسالة لتوحيد الشمل والإستمرار في لملمة الروح والفكر العربي.
كذلك قدمت دار الثقافة محمد المرزوقي مسرحية “خمسة اللي لحقوا بالجرة” لفرقة النهضة ببنزرت، بطلها كاتب مسرحي اختلطت عليه الأفكار لإخراج مسرحية تحكي عن فلسطين وسوريا وتبعات الثورات العربية في قالب كوميدي وهزلي، بالإضافة إلى تقديم عرض للأطفال والجمهور الصغير الذي صفق بقوة للعرض، وهو عبارة عن رقص وتحاكي مع الآخر وكيفية خلق حميمية بين الطفل والممثل، معرض فن العرائس كان جزء من هذه التظاهرة لتختتم فعاليات هذه التظاهرة الثقافية المتنوعة لتقديم عرض مسرحي تحت عنوان “صابرة” لفرقة بلدية دوز للتمثيل بدار الثقافة محمد المرزوقي، كما تم تقديم محاضرة للأستاذ بلقاسم بن جابر، إلى جانب توقيع كتاب إشكاليات الشعر الشعبي ومعرض مؤلفات المرزوقي للهادي بلحاج ابراهيم.