السينما الثورية بين الإبداع الفني والتوثيق التاريخي.. موضوع ندوة تاريخية بالوادي

elmaouid

نظم المنتدى الأكاديمي للدراسات التاريخية بجامعة الوادي، الثلاثاء، ندوة تاريخية حول السينما الثورية بين الإبداع الفني والتوثيق التاريخي، في إطار الاعلان عن افتتاح النشاطات العلمية للمنتدى للموسم الجامعي

2019/ 2018.

 

 

وقد نشط هذه الندوة التاريخية كلا من البروفيسور علي غنابزية رئيس المنتدى، والبروفيسور رضوان شافو، والدكتور عثمان زقب، والمخرج السنيمائي نصر محبوب، وهذا بحضور جمع غفير من الأساتذة والطلبة.

بعد الاستماع إلى النشيد الوطني، افتتحت فعاليات الندوة بكلمة رئيس المنتدى البروفيسور علي غنابزية، الذي قدم تعريفا مختصرا حول أهداف المنتدى الأكاديمي، بعدها تناول الكلمة عميد كلية العلوم الاجتماعية والانسانية البروفيسور عبد الرحمان تركي الذي أشاد بأهمية الحراك العلمي الذي يصنعه أساتذة قسم التاريخ بجامعة الوادي، من خلال معالجة الكثير من القضايا التاريخية ذات العلاقة بالتراث والتاريخ الوطني، ليختتم كلمته بالإعلان الرسمي عن انطلاق أشغال الندوة التاريخية.

ثم بعد ذلك تم عرض روبورتاج تلفزيوني حول واقع السينما الثورية في الجزائر منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا، لتطلق بعدها محاضرات الأساتذة الباحثين، فكانت البداية مع محاضرة الدكتور عثمان زقب التي كانت بعنوان “الأفلام السينمائية والكتابة التاريخية”، عرج فيها على البدايات الأولى للأعمال السينمائية التاريخية في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية والتي أرجعها إلى أواخر القرن التاسع عشر، قبل أن يتطرق إلى كيفية استخدام السلطة الفرنسية للأفلام السينمائية كوسيلة للدعاية الاستعمارية ضد المقاومة الجزائرية، ثم تحدث عن إشكالية استخدام الأفلام الوثائقية والسينمائية في عملية التوثيق التاريخي.

وجاءت المحاضرة الثانية للبروفيسور رضوان شافو بعنوان “قراءة تاريخية لبعض المشاهد من فيلم العربي بن مهيدي”، حيث بدأها بأهمية السينما خلال الثورة الجزائرية، ودورها في تدويل القضية الوطنية في مختلف المحافل الدولية، والتي اعتبرها رافدا أساسيا لوسائل الكفاح العسكري ضد الاستعمار الفرنسي، ليختتم البروفيسور رضوان شافو محاضراته بقراءة تاريخية نقدية لبعض مشاهد فيلم “العربي بن مهيدي” من خلال غياب العلاقة بين المخرج الذي أبدع فنيا في تصوير الفيلم والمؤرخ الذي أهمل دوره في تتبع مشاهد تصوير الفيلم، والذي نتج عنه في الاخير منع الفيلم من العرض، وتبعا لهذه القراءة النقدية، ونظرا لأهمية السينما الثورية في ترسيخ القيم والمبادئ الوطنية والذاكرة التاريخية للشعب الجزائري، دعا البروفيسور رضوان إلى ضرورة استحداث مقاييس بيداغوجية لطلبة التاريخ تعنى بالأفلام الوثائقية والسينما الثورية، بالإضافة إلى ضرورة الشراكة الثنائية بين المنتج السينمائي والمؤرخين لإنتاج الأفلام الثورية تجنبا للوقوع في مغالط تاريخية.

أما المحاضرة الأخيرة فكانت للأستاذ المخرج نصر محبوب، الذي قدم عرضا حول تجربته في إنتاج الأفلام الوثائقية التاريخية، وذلك من خلال عرضه لفيلم وثائقي حول السيرة النضالية للمجاهد الطيب خراز، الذي نال به عدة جوائز وطنية وعربية في الكثير من المحافل السينمائية، حيث أكد الأستاذ نصر محبوب في سياق حديثه على صعوبة التزام المخرج السينمائي بالحيادية والموضوعية في إنتاج الأفلام الوثائقية وارتباطه العفوي بذاتيته، ومعرجا في ذات الوقت على أهم الصعوبات والعراقيل التي تعترض المخرج في إنتاجه للأفلام الوثائقية والسينمائية.