السينمائي المتوج بجائزة “علي معاشي” خالد بوناب لـ “الموعد اليومي”:  مستقبل الجزائر سيكون أفضل في ظل الحراك الشعبي

السينمائي المتوج بجائزة “علي معاشي” خالد بوناب لـ “الموعد اليومي”:  مستقبل الجزائر سيكون أفضل في ظل الحراك الشعبي

 

في هذا الحوار المطول، تحدث خالد بوناب باعتزاز عن تتويجه بجائزة علي معاشي في مجال السينما وذلك في أول مشاركة له في هذا الحدث، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الانجاز في ظل منافسة قوية من طرف سينمائيين يفوقونه خبرة وتجربة في الميدان.

 

كلمنا عن مشاركتك في مسابقة “علي معاشي” للمبدعين الشباب؟

هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مسابقة علي معاشي بفيلم “كوكوطة”.

قمت بإخراج فيلمين قصيرين من قبل، شاركت بأحدهما وهو فيلم “العار” في مهرجانات وأيام سينمائية وطنية ونال عدة جوائز. أما فيلم “كوكوطة” فقد صدر سنة 2019 وأول مشاركة به كانت في جائزة علي معاشي وتحصل على الجائزة الأولى فئة السينما والسمعي البصري.

 

وماذا عن العمل الذي شاركت به في المسابقة والذي يحمل عنوان “كوكوطة”؟

فيلم “كوكوطة” هو مزيج بين الدراما والكوميديا وقصة الفيلم تدور في مطبخ مطعم فاخر، أين يقوم رئيس الطباخين باحتقار العمال فتنشب بينهم معركة طاحنة. هذا من جانب السيناريو، أما من الجانب التقني فاعتمدت على اللقطات المقربة والمقربة جدا من خلال عدسة 85 مم. وقد قام مدير التصوير أحمد تالانتقيت بعمل رائع خاصة وأنه يتحكم في تقنيات كاميرا راد ايبيك، الأمر الذي سهل نوعاً ما عمل زكريا داودي مسؤول التركيب ومصحح الألوان الرائع.

 

هل كنت تتوقع التتويج بالجائزة؟

بما أن هناك سينمائيين شباب متميزين ومبدعين لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة الأولى. في الأخير حاز فيلم “كوكوطة” جائزة علي معاشي 2019 لتكون بداية فريق مبدع سيصدح قريبا في سماء السينما الجزائرية والعالمية.

 

ما الذي أخّر مشاركتك في المسابقة إلى هذا العام؟

بالرغم من أنني قمت بتصوير فيلمين قصيرين من قبل إلا أنني فضلت عدم مشاركتي بهما لأنني كنت أطمح للمشاركة بفيلم تنافسي.

 

لماذا وقع اختيارك على “كوكوطة” للتنافس به على الجائزة؟

اخترت فيلم “كوكوطة” لأنني عملت عليه كثيرا من ناحية الكتابة التي استغرقت فيها سنة كاملة، فكنت متيقنا بقوة الفكرة وسينمائيتها. بالنسبة للإنتاج كانت شركة “ميدي آر” من خلال المنتج صابر عيادي مؤمنة بالمشروع وقامت بإنتاجه.

 

على أي أساس تم اختيار الممثلين المشاركين في فيلمك “كوكوطة”؟

بالنسبة لاختيار الممثلين فقد كان الكاستينغ موافقا لأبعاد الشخصيات الجسمانية والنفسية والاجتماعية المكتوبة في السيناريو، وبحكم طبيعة عملي كمساعد إخراج سينمائي وسمعي بصري، فإن الممثلين هم أصدقاء، ومن خلال هذه الصداقة قمت بتوزيع السيناريو وكان الاتفاق سهلا معهم.

 

من غير هذه المسابقة، هل سبق وأن شاركت في مسابقات أخرى؟

بالنسبة لفيلم “كوكوطة” فهي أول مسابقة. أما بالنسبة لفيلم “العار” فقد شارك في مسابقات على المستوى الوطني كما ذكرت آنفا في هذا الحوار، حيث تحصل على عدة جوائز من بينها جائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الدولي لمدينة سطيف وجائزة أحسن فيلم قصير بمدينة الجلفة وأحسن صورة بالأيام السينمائية بمدينة مستغانم.

 

ما رأيك في الأعمال السينمائية الجزائرية التي ينتجها شباب اليوم؟

الشباب السينمائي الجزائري مولوع بالسينما العالمية والأعمال السمعية البصرية التي توجد في نات فليكس مثلاً، وهي مصدر إلهام السينمائيين الشباب، حيث تضفي عليهم صبغة عصرية. لكن تبقى القاعدة دائما بالنسبة للأعمال السينمائية الأفلام الكلاسيكية خاصة التحف الفنية الخالدة مثل أفلام هيتشكوك وفورد كوبولا وفريديريكو فيليني.

 

كيف ترى واقع السينما الجزائرية خاصة الأعمال المشاركة في مختلف المهرجانات داخل الوطن وخارجه؟

الأعمال السينمائية الجزائرية تتحسن باستمرار وتنتظر دعما من الوزارة الوصية خاصة فئة الشباب، من خلال تبنيها وتزكيتها في أشهر المهرجانات العالمية، ومن تم يتمكن السينمائيون من الحصول على صناديق دعم وتمويل داخل الوطن وخارجه.

 

مهرجانات سينمائية تقام في الجزائر في مختلف المناسبات وفي مجملها تشجع الأعمال التي ينجزها مهتمون بالسينما مغتربون، لماذا؟

ربما بسبب القطيعة التي حدثت في التسعينيات إبان العشرية السوداء.

 

هل وزارة الثقافة تدعم السينما بصورة حقيقية؟

نعم وزارة الثقافة تدعم السينما في حدود الإمكانيات المتاحة. وفي ظل الميكانيزمات التي تخطط بها الحكومة. لكن أرى اليوم أن السينما تحتاج إلى نهضة حقيقية على اعتبار أنها فن وصناعة في آن واحد. لذلك فهي تحتاج إلى قرار سياسي يدعم أفكار الإنتاج السينمائي الصناعي وتوفير رؤوس الأموال وإيجاد الأسواق لأني اعتقد يقينا أن السينما الجزائرية تستطيع مواكبة السينما العالمية بشرط توفير ما تم ذكره آنفا، فتصير السينما الجزائرية أيقونة مثل أغنية الراي التي أرقصت العالم وما تزال على ذلك.

 

ماذا تضيف المشاركة في المهرجانات داخل وخارج الوطن لمسارك السينمائي؟

المهرجانات متنفس لعرض الأفلام من جهة وفرصة لمحاولة إيجاد متبنين لمشاريع جديدة وتساهم أيضا من خلال اللقاءات مع المهتمين وممارسي الفن السابع.

 

ماذا تمثل لك الجوائز؟

الجوائز تمثل حافزا للعمل أكثر وتحسين الإنتاج، وتعطي العامل في المجال السينمائي والسمعي البصري نشوة الاحساس بالاعتراف والتشجيع.

 

وهل صحيح أنه خلال هذه المهرجانات يكون هناك اهتمام بالوفود العربية والأجنبية وتهميش كلي للجزائريين؟

بالنسبة للمهرجانات، فإن الاهتمام بأبناء البلد من عدمه أرى أنه ربما يكون من خلال تصرفات فردية وحساسية مفرطة فقط، لأن الفنان الجزائري عاش فترة الجزائر المستقلة مهمشا، وبالتالي تكون ردة فعله حين لا يلقى حسن المعاملة كردة فعل على ما عاناه في حياته.

 

من مثلك الأعلى في السينما؟

مصدر إلهام ممكن لكن ليس مثلاً أعلى. هنالك الكثير من السينمائيين العالميين على غرار تشارلي تشابلين ملك الكوميديا الصامتة والفريد هيتشكوك ملك التشويق وفريديريكو فيليني أحد رواد المدرسة الواقعية الجديدة الذي يكتب أفلامه بلغة سينمائية أقرب للموسيقى وفي العصر الحديث هناك لوك بيسون وكريستوفر نولان وغيرهم كثير.

 

هل حقا أن المبدع الحقيقي لم تعط له الفرصة الحقيقية ليبدع ويفجر طاقاته الإبداعية؟

الفرص قليلة قلة الانتاجات الموجودة، فبطبيعة الحال يكون الإنتاج شبه منعدم إن لم تعط الفرص للشباب المبدع، وبما أن السينما تحتاج أموالا كثيرة فتجدين العاملين في هذا المجال قلة تعد على الأصابع بالمقارنة مع الفنون الأخرى كالغناء والعزف أو وسائل الإعلام الجماهيرية السمعية البصرية.

 

ماذا تقول عن الحراك الشعبي، وهل تفكر في إنجاز عمل سنيمائي عنه؟

لا يمكن الحديث عن الحراك الشعبي في بضع جمل من الناحية الفكرية والثقافية لأنه يحتاج تفكيكا للوضع الراهن اعتمادا على أسس ومناهج البحث العلمي والغوص في فلسفة التاريخ الإنساني عامة والتاريخ الجزائري تحديدا لأن ما يحصل في الجزائر لا يمكن فصله عن مصطلح الدورة الحضارية وانتماء الجزائر إلى دول العالم الثالث التي تبحث عن الاستمرارية في البقاء في الجغرافيا بعد أن خرجت تقريبا من التاريخ في ظل التنافس الحاصل بين دول مجلس الأمن دائمة العضوية.

 

وكيف ترى مستقبل الجزائر في ظل هذا الحراك؟

أكيد أن مستقبل الجزائر سيكون أفضل في ظل هذا الحراك لأن سواء لاحظنا ذلك أم لم نلحظ، فإن عجلة تاريخ الانسانية تسير إلى الأمام في منحى تصاعدي وكلما زاد الوعي الجمعي نحو ظاهرة التمدن ارتقى، الضمير الجمعي ضرورة في سلم الحضارة الإنسانية على حساب الفردانية الغريزية القاتلة للمجتمعات. لايزال الطريق طويلا لكن أتمنى أن نرى جزائر أقوى بعد هذا الحراك.

 

ماذا تنتظر من الرئيس المستقبلي للجزائر؟

كل شيء في أوانه يجب بناء دولة عدالة وقانون وإجراء انتخابات حرة ثم نتحدث عن الرئيس المستقبلي بعد انتخابه.

 

ماذا تقول في الأخير؟

في الأخير أشكر كل الزملاء التقنيين والممثلين الذين عملوا بجد في إنجاح فيلم “كوكوطة” متمنيا لهم وللمنتج التوفيق في المستقبل القريب.

شكراً لك أيضاً على هذا الحوار الذي غصنا فيه في أعماق “كوكوطة” وخرجنا من فلسفة التاريخ متمنين كامل الحرية والازدهار لبلدنا الحبيبة الجزائر.

حاورته: حورية/ ق