السينمائي الفرنسي ميشال سارسو لـ “الموعد اليومي”: هذا ما شدّني في السينما الجزائرية…. لا يمكن للعمل السينمائي أن يغير العقليات والذهنيات

elmaouid

الدكتور ميشال سارسو درس السينما في عدة جامعات فرنسية، له العديد من الإصدارات والمؤلفات الخاصة بالسينما منها “الاقتباس السينماتوغرافي للنصوص الأدبية” ومؤلف آخر بعنوان “الأدب في السينما العربية” الذي ألفه مناصفة مع الناقد السينمائي الجزائري أحمد بجاوي، إلى جانب نشره لعدة مقالات عن السينما في مجلة مختصة بالسينما تصدر في فرنسا. “الموعد اليومي” التقت ميشال سارسو بمناسبة زيارته الجزائر،

مؤخرا، في إطار أيام الفيلم الملتزم، حيث كان ضمن لجنة التحكيم، وأجرت معه هذا الحوار.

 

س: زيارتك للجزائر في إطار مهرجان الجزائر الدولي للسينما في طبعته الأخيرة كانت مميزة بالنسبة لك، خاصة وأنك كنت عضوا ضمن لجنة التحكيم ، فماذا تقول عنها؟

ج: أولا، الدعوة تلقيتها من صديقي الناقد السينمائي أحمد بجاوي لحضور فعاليات هذا المهرجان واقترح عليّ أن أكون عضوا ضمن لجنة التحكيم، وبحكم تجربتي في السينما وأيضا لقاءاتي بكبار السينمائيين في العالم وصداقتي بأحمد بجاوي قبلت عرضه وهذه الزيارة للجزائر ليست الأولى بالنسبة لي، بل سبقتها عدة زيارات أخرى.

 

س: على ذكر صديقك الناقد السينمائي أحمد بجاوي سبق وأن صدر لكما مؤلف مشترك يتحدث عن “الأدب في السينما العربية”، ماذا تقول عن هذه التجربة؟

ج: كما سبق وأن ذكرت تربطني علاقة صداقة متينة بالسينمائي الجزائري أحمد بجاوي، وشاركنا فيما سبق في عدة مهرجانات وكنا نتناقش بصفة مستمرة عن واقع السينما في العالم العربي، ومن هنا جاءتنا فكرة إنجاز مؤلف عن الأدب في السينما العربية.

 

س: ما سر اهتمامك بالسينما العربية وكيف تقيم واقعها مقارنة بالتجارب العالمية؟

ج: رغم أنني لا أتقن اللغة العربية إلا بعض الكلمات بالعامية، لكني أرى أن السينما في الدول العربية غير متطورة لأن المسؤولين بهذه الدول لا يولون اهتماما كبيرا للثقافة بما فيها السينما، أي لا يوجد تمويل لإنجاز أفلام سينمائية وفي ظل غياب هذا التمويل وأعمال سينمائية جديدة تنجز في كل مرة، لا يمكن أن نتحدث عن واقع السينما العربية، لأن التقييم يكون من خلال الإنتاجات السينمائية، لكن هذا لا يمنع من القول إن هناك عدة بلدان عربية فيها متعاملين إقتصاديين ورجال مال يهتمون بهذا المجال ويمولون الأعمال الجديدة، وهذا ما جعل هذه البلدان تكون رائدة في عالم السينما في الوطن العربي.

 

س: وهل تعانون من هذا المشكل في فرنسا؟

ج: لا، السينما في فرنسا بخير كون إنتاج الأفلام السينمائية من طرف السينمائيين مستمر، وهناك العديد من الأفلام تنجز على مدار السنة، لأن الجمهور في فرنسا يهتم كثيرا بعالم السينما.

 

س: هل تعتقد أن السينما بإمكانها تغيير واقع ما في مجتمع عربي أو أوروبي؟

ج: لا أعتقد أن العمل السينمائي يمكن أن يغيّر واقعا ما أو ذهنية أشخاص في أي مجتمع كان، لكن يمكن أن يحرّك أمرا تطرقت إليه.

 

س: شاركت في العديد من التظاهرات الخاصة بالسينما، هل لاحظت اهتمام الجمهور بهذه الأعمال؟

ج: الجمهور مرتبط بالسينما ويتابع كل جديد في هذا العالم، خاصة من خلال المهرجانات، حيث يكون هناك تنوع في الأفلام المعروضة، لكن لابد أن تنقل هذه الأعمال واقع هذه الجماهير حتى يصل صاحب العمل إلى مبتغاه، وهذا ما أشدد عليه دائما من خلال الندوات التي أقدمها في هذا الإطار.

 

س: وما رأيك في الأفلام السينمائية الجزائرية خاصة التي تنجز من الجيل الجديد من السينمائيين؟

ج: صحيح، أن الأعمال السينمائية الجزائرية السابقة التي انجزت من طرف الجيل السابق تختلف كثيرا عن الأعمال السينمائية التي ينجزها الجيل الجديد خاصة من حيث المواضيع، وهناك عدة مواضيع صعبة تطرق لها السينمائيون الجدد بكل حرية، على عكس الجيل السابق الذي كان يهتم بالمواضيع التاريخية.

 

س: وما هي الأعمال السينمائية التي سبق لك وأن شاهدتها من إنجاز الجيل الجديد من السينمائيين، وما رأيك فيها؟

ج: بحكم اهتمامي وتخصصي في الفن السابع لابد أن أتابع كل عمل جديد، ومن الأفلام السينمائية الجزائرية التي شاهدتها فيلم “المسخرة” لإلياس سالم، و”البئر” للطفي بوشوشي، وهذان العملان نالا عدة جوائز في مختلف المهرجانات، وكل عمل تطرق لموضوع معيّن، ولابد أن نشجع الجيل الجديد ونمده بالنصائح حتى يشق طريقه بنجاح، ويحمل المشعل ويواصل في تشريف السينما.