السيدة جميلة خيار رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ لـ منتدى الموعد اليومي: المسؤولية يتحملها كل الفاعلين الاجتماعيين .. “مستوى المدرسة الجزائرية في تراجع مستمر”

elmaouid

الابتعاد عن الدروس الخصوصية وعن الإنترنت والفايسبوك مفتاح للنجاح

محيط المدارس أصبح ملغوما بسبب انتشار المخدرات وارتفاع حدة العنف

 

اعترفت رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، السيدة جميلة خيار بأن مستوى المنظومة التربوية في الجزائر تراجع مقارنة بالسنوات الماضية، معتبرة أن المسؤولية مشتركة ويتحملها كل الفاعلين في قطاع التعليم، بداية بوزارة التربية مرورا  بالأساتذة وصولا إلى أولياء التلاميذ وانتهاء عند التلاميذ في حد ذاتهم.

وقالت خيار لدى نزولها ضيفة على منتدى “الموعد اليومي”،  ” لما نقارن المدرسة الجزائرية في السبعينات والثمانينات  مع الوقت الحالي نلاحظ انخفاضا رهيبا في المستوى التعليمي للتلاميذ، فالتلميذ الذي كان يدرس السنة الثالثة ثانوي في الماضي له  مستوى الطالب نفسه المتحصل على شهادة الليسانس في الوقت الحالي”.

واعتبرت المتحدثة أن تراجع المستوى التعليمي يعود لأسباب عديدة، من بينها تراجع مستوى بعض الأساتذة بالدرجة الأولى، نظرا لأنه في الماضي كان المعلم بمثابة “نخبة” المجتمع، عكس الوقت الراهن، مضيفة ” أن المعلم بالأمس كانت له إرادة قوية وحب للمهنة، أما في الوقت الراهن عديد الأساتذة لا يهمهم فهم التلاميذ للدروس وهمهم الوحيد تسجيل الحضور وانتظار  رنة الجرس”، ودعت المتحدثة الأساتذة إلى تغيير ذهنياتهم ونظرتهم تجاه سلك التعليم، قائلة “التعليم مهنة نبيلة وليست عملا فقط، يجب أن تتغير ذهنيات الأساتذة الحاليين وأن لا ينظروا للتعليم على أنه عمل وفقط والتحلي بالضمير المهني” .

ولم تحمل خيار مسؤولية تراجع المستوى التعليمي للأساتذة فقط، حيث اعتبرت أن التكوين الحالي الموجه للأساتذة غير كاف، ومنعدم في بعض الأحيان وهو من بين الأسباب التي أدت إلى تراجع المستوى.

كما أكدت أن بعض الأولياء يتحملون مسؤولية تراجع مستوى التعليم نظرا لعدم اهتمامهم بأولادهم وعدم متابعتهم لمسارهم الدراسي وعدم مراقبتهم وحثهم على الدراسة، معتبرة أن تلميذ الأمس كان يعاني من نقائص كثيرة، لكن التلميذ اليوم وُفرت له جميع الامكانات وهذا أدى إلى عدم اهتمامه بالدراسة.

 

“امتحان البكالوريا جرى في ظروف شفافة ونظيفة

اعتبرت رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ أن امتحانات نهاية السنة بالنسبة لشهادة البكلوريا جرت في ظروف شفافة ونظيفة، مؤكدة أن هذه النتيجة المبهرة كانت ثمرة تضافر جهود كل القطاعات بما فيها وزارة الداخلية، والصحة، ومختلف الشركاء الاجتماعيين .

وشددت السيدة خيار على أنه “يجب الاعتراف أن الامتحانات جرت وسط اجراءات صارمة الأمر الذي انجر عنه حرمان الكثير  من التلاميذ الذين وصلوا متأخرين” ، مضيفة  “رغم أننا نبارك هذه الصرامة إلا أننا التمسنا من وزارة التربية الوطنية إعطاء فرصة إمكانية إعادة السنة لهؤلاء التلاميذ”. كما كشفت  المتحدثة ذاتها، أن هيئتها طالبت وزارة التربية بإجراء امتحانات البكالوريا البيضاء السنة لقادمة في نفس الظروف و الصرامة التي جرى فيها امتحان البكالوريا الرسمي، بغية تعويد المترشحين على هذه الاجواء. 

من جهة أخرى، أكدت ضيفة “الموعد اليومي”، أن الفيدرالية متمسكة بتغيير النظم القديمة التي كانت وراء الكارثة  الكبرى التي هزت قطاع التربية في السنة الماضية من أجل المحافظة على مصداقية هذه  الشهادة، داعية كل أطياف المجتمع إلى القيام بعملية تحسيس وتوعية خلال السنة الدراسية القادمة.

 

 

“تمزيق الكتب في نهاية السنة جريمة في حق العلم”

وبخصوص الظاهرة التي استفحلت مؤخرا والمتعلقة بقيام تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية بتمزيق الكراريس والكتب في نهاية السنة ورميهاأمام محيط المدرسة، أكدت رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، أن هذه الظاهرة تعتبر ” جريمة في حق العلم، ولا يعقل أن يقوم التلاميذ بهذا الفعل المشين الذي لا يتقبله عقل الانسان”، معتبرة أن ما وصل اليه التلاميذ بفعلهم هذا يتحمله جميع الفاعلين في قطاع التعليم.

وأوضحت  المتحدث ذاتها أن هيئتها رفعت نداءات تندد فيها بمثل هكذا تصرفات، مضيفة أنه ” راسلنا وزارة التربية الوطنية لتغيير الصيغة المنتهجة بشأن الكتب بعدم بيعها للتلاميذ وإنما إعارتها لهم طيلة السنة الدراسية واسترجاعها عند نهاية السنة”، كاشفة أن وزيرة التربية نورية بن غبريط تعهدت بتطبيق هذه الطريقة. 

واختتمت خيار حديثها “المدرسة كانت مقدسة في الماضي، ويجب على التلميذ أن يحب مدرسته “، متسائلة :” لماذا تلميذ اليوم يكره المدرسة والمعلم” .

 

 

 

أكدت رفضها خيار العتبة لما فيها من سلبيات..جميلة خيار

لا تمييز بين تلاميذ الشمال والجنوب

 

أكدت رئيسة فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، جميلة خيار أنه لا يوجد أي تمييز بين تلاميذ الشمال والجنوب، مؤكدة أن مطالب البعض بعدم إجراء دورة البكالوريا صيفا بسبب الحرارة مبالغ فيها نوعا ما، في حين رفضت بصفة صارمة خيار العتبة الذي ينادي به التلاميذ نهاية كل موسم دراسي.

وأوضحت خيار لدى نزولها ضيفة على منتدى “الموعد اليومي” أنها لم تلمس خلال زياراتها الأخيرة إلى بعض الولايات الجنوبية للوطن أثناء إجراء امتحانات البكالوريا حرارة كبيرة مثلما يروج له، مؤكدة أنه في بعض أقسام العاصمة توجد حرارة أكبر من أقسام الولايات الصحراوية.

وأكدت ضيفة “الموعد اليومي” أنه لا يوجد أي تمييز بين تلاميذ الشمال والجنوب، والدليل على ذلك احتواء أغلب المدارس الجنوبية على مكيفات هوائية، مؤكدة أن مطالب البعض بعدم إجراء دورة البكالوريا صيفا بسبب الحرارة مبالغ فيها نوعا ما.

ورفضت رئيسة فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ خيار العتبة لتحديد برنامج الدروس رفضا قاطعا لما ينطوي عنه من سلبيات عديدة تهدد مستقبل التلميذ، مؤكدة أنها نادت بهذا المصطلح في السابق “بصفة ظرفية” نتيجة ما كان يعيشه القطاع من فوضى الاحتجاجات وتأخرات كبيرة في إتمام البرامج.

وأكدت جميلة خيار أن واجبها كرئيسة للمنظمة يستدعي الدفاع عن مصالح التلاميذ، مؤكدة أنه رغم بعض المطالب غير العقلانية التي يطالب بها التلاميذ إلا أنها تهتم أكثر لما يضمن مستقبل التلميذ ومصلحة البلد.

 

 

 

محيط المدارس أصبح ملغوما بسبب انتشار المخدرات وارتفاع حدة العنف

 

حذرت  جميلة خيار، رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ من مغبة السكوت أو التغاضي عما يجري في محيط وفلك المدارس والمؤسسات التربوية بالجزائر التي أصبحت تربة خصبة لممارسة كل أشكال العنف نظرا لتزايد خطورة وحدة انتشار ظاهرة المخدرات وسط التلاميذ الذين ما يزالون محاصرين بأشخاص لا علاقة لهم بالمدرسة لا من قريب ولا من بعيد من اتخذوا -بحسبها – جنبات المدارس مكانا محببا لممارسة أنشطتهم الإجرامية.

أكدت رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ ضيفة منتدى الموعد اليومي بأنه ورغم كل الحملات التحسيسية والتوعوية التي تم تنفيذها ميدانيا مع الجهات المعنية للتحسيس بخطورة العنف وإشكالاته ومسبباته، إلا أن الظاهرة ما تزال تعرف منحى تصاعديا خطيرا يستدعي تضافر جهود الجميع وبدون هوادة.

وأوضحت المتحدثة بأن فيدرالية أولياء التلاميذ نددت في العديد من المرات وأسست لجانا مختصة داخل المدارس لمحاربة ظاهرة العنف والتحذير من انتشار المخدرات، وتم تقديم اقتراحات وإشراك حتى طواقم المؤسسات التربوية والتلاميذ أنفسهم عبر وضع في كل مؤسسة صندوق خاص بتقديم الاقتراحات كي يتم معالجتها إلا أن الامر لم يفض -بحسبها – إلى أي نتيجة.

وشددت المتحدثة بأن فيدراليتها طالبت وألحت على وزارة الداخلية والجماعات المحلية عبر مصالحها المختصة إقامة وتسيير دوريات أمنية عند خروج ودخول التلاميذ وتخصيص عناصر أمن بالزي المدني ووضع كاميرات مراقبة،  رغم وجود بعض الاعتراضات على هذا المشروع الأخير، إذ ما تزال الامور اليوم كما هي حيث يتم تسجيل حالات عنف يوميا.

وفي هذا الإطار بالذات تعتقد المتحدثة بأن غض الطرف عن بناء مقاهي الانترنت في محيط المدارس والتي أصبحت مكانا -بحسبها- لتعاطي المخدرات وممارسة الأشياء المشبوهة ناهيك عن تشتيت أذهان التلاميذ بالإضافة إلى عوامل أخرى كالاكتظاظ داخل الأقسام وساحات المدارس وصعوبة ولوج التلاميذ المؤسسات ودخولهم عبر باب صغير في وقت كان المفروض أن تفتح الابواب الرئيسية “الكبيرة” هي كلها عوامل ساعدت وساهمت بشكل كبير في تفشي الظواهر المشينة لا سيما العنف وانتشار المخدرات.

 

نطالب بإصلاح في المنظومة التربوية كل 5 سنوات

كشفت خيار جميلة رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ بأنه منذ انطلاق الورشات الاولى لإصلاح المنظومة التربوية بالجزائر طالبنا كشريك اجتماعي بتغيير جذري لهذه المنظومة، وإعادة النظر في المدرسة تماشيا والتطورات الحاصلة على الصعيد الدولي والمحلي، غير أن كل الاقتراحات التي قدمت والتي بلغت 500 اقتراح تقريبا لم يُعمَل بها بسبب سياسة الانغلاق التي كانت سائدة آذاك.

طالبت السيدة خيار جميلة لدى نزولها ضيفة على منتدى الموعد اليومي بأن يكون هناك إصلاح في المنظومة التربوية على الاقل كل 5 سنوات بهدف تصحيح الاخطاء والمسارات لتحقيق منظومة تعليمية متكاملة تتماشى مع تحديث البرامج والمناهج التعليمية التي تتيح للأجيال الصاعدة النجاح والتفوق على جميع الاصعدة.

وأوضحت المتحدثة بأنه لو أعطينا لأنفسنا في هذه الإصلاحات الوقت الكافي والتدرج في عملية بناء منظومة تربوية تكون في مستوى التطلعات رغم كل النقائص الموجودة، فأكيد سوف ننجح في صياغة جيل ثان وثالث من الإصلاحات يلبي الرغبات والاحتياجات المطلوبة.

وترى  المتحدثة ذاتها بأنه لولا توجيهات رئيس الجمهورية في عملية إصلاح المنظومة التربوية عشية تنصيب اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية في ماي 2000 والتي أمر فيها بضرورة مواكبة التطورات الحاصلة داخل المجتمع وفي العالم وتدارك التنمية المستدامة كأحد أهم المرتكزات لبناء الدول إلى جانب رفع التحدي لتأخرنا اليوم في صياغة مشروع تعليمي يواكب مختلف التحديات الموجودة اليوم على الصعيد الداخلي والخارجي.

 

 

 

وزارة التربية مسؤولة عن ذلك

ضرورة محاربة ظاهرة الأخطاء في مواضيع البكالوريا

كشفت رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ السيدة جميلة خيار عند نزولها ضيفة على منتدى الموعد اليومي، أنه رغم تسخير الكفاءات من المفتشين والمديرين ومن الأساتذة إلى جانب تنصيب لجنة منقطعة تماما عن العالم الخارجي ولمدة أربعين يوما لاختيار المواضيع المرشحة في شهادة البكالوريا،  إلا أنه حدثت أخطاء في المواضيع، هناك من يقول الخطأ كان مصدره الطباعة وهناك من يقول إن الخطأ وقع نتيجة عدم الانتباه، وأضافت أنه شيء مؤسف جدا وقامت الفيدرالية بالتأكيد عليه مع الوزارة بأنه تصرف غير مقبول على أساس أن تكون هناك قراءة وإعادة القراءة ودراسة مدققة للمواضيع وتصحيحاتها إلا أن الوزارة حاليا عملت على تجاوز هذه الأخطاء بتعديل طريقة  التصحيح بمقياس أخر يعتمد على الطرق  عوض النتيجة، ولهذا تطالب جميلة خيار من وزارة التربية الوطنية أن تكثف من مجهوداتها لمحاربة ومواجهة هذا الإشكال لعدم الوقوع فيه في المستقبل، محملة الوزارة كل المسؤولية.

 

الابتعاد عن الدروس الخصوصية وعن الإنترنت والفايسبوك مفتاح للنجاح

 

صرحت رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ أن الدروس الخصوصية تزعج التلميذ وتنقص من أدائه وهذا عكس ما يفعله أغلب الأولياء الذين يسهرون على أن لا ينقص أبناءهم شيء وكل هذا من أجل الحصول على البكالوريا، إلا أن التلميذ يجد نفسه في حالة نفسية متوترة تجعله لا يستطيع في بعض الأحيان الاستيعاب أو التفكير،  بل تشير  السيدة  جميلة خيار أن ما يجب على الأولياء القيام به  هو مرافقة ومتابعة أبنائهم في الثانوية بيداغوجيا بعيدا عن الضغوط التي تجعل من التلميذ لا يستطيع التركيز يوم الامتحان، وهذا ما نشهده في أغلب الأحيان أيام الامتحانات، مضيفة في الوقت ذاته أن في بعض الأحيان نرى التلاميذ متعبين وغير مرتاحين نفسيا ولا يستطيعون التركيز لأنهم ببساطة كانوا ساهرين أمام الانترنت والفايسبوك ينتظرون تسريب المواضيع. ولهذا شددت السيدة جميلة خيار على ضرورة التزام الأولياء أولا بإبعاد أبنائهم عن كل هذه الأشياء التي تشغل بالهم كونها لا تأتي بالفائدة عليهم والابتعاد عن الدروس الخصوصية التي هي في الحقيقة نهب للأموال فقط وإزعاج للتلاميذ وبهذا -توضح المتحدثة- سنوفر لا محال لأبنائنا مفتاح النجاح.