السياسة ليست حلالا وحراما

elmaouid

الجزائر- دافع قيادي حركة مجتمع السلم ورئيسها السابق أبو جرة سلطاني، الثلاثاء، عن خيار “المشاركة” الذي تبنته  “حمس” خلال عهدتيه حيث رد على منتقديه في سياق “حلقات الدردشة” التي خص شطرها الأول لمن وصفهم بفئة “مسيئي الظن” بأن المشاركة في الحكومة مجرد وظيفة  مثلها مثل التعليم والإمامة وإن السياسة ليست حلالا وحراما ” 

وقال أبو جرة سلطاني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” : “تابعت بانتظام تغريدات رواد هذه الصفحة على مدار عشرة أسابيع، عشت بصحبتهم، أقرأ تعليقاتهم بتؤدة فأضحك حينا وأحيانا أعجب، وأجد نفسي أحيانا أخرى أتساءل : هل مازال في الجزائر من يعيش خارج التغطية السياسية، فلم تعركه تجارب الحياة، وهو بحاجة إلى مزيد من الفتن والابتلاءات والسجون والمعتقلات، ليفهم أن الحياة ليست خطا مستقيما، وأن السياسة ليست حلالا وحراما، وأن المشاركة في الحكومة والحكم لا تختلف كثيرا عن المشاركة في التدريس والإمامة وجميع الوظائف التنفيذية”.

واعتبر أبو جرة أن كل هذه تمثل مشاركة في تسيير شؤون الدولة ومساهمة في تنفيذ برنامج الحكومة متسائلا ” فما الفرق بين معلم ووزير وكلاهما حريص على تطبيق برنامج الرئيس؟” قبل أن يستطرد ” أم أن ما أسكر كثيره فقليله حلال؟؟؟”.

وتابع قيادي “حمس” المناوئ لاتجاه حزبه في المعارضة يقول “زادت قناعتي ـ بعد قراءة تغريدات مسيئي الظن بكل رأي مخالف ـ بأن الشيخ نحناح (رحمه الله) هو أبرز علماء الجزائر القلائل الذين فقهوا العلاقة بين الإسلام والديمقراطية، من جهة، والعلاقة بين السلطة والمعارضة من جهة أخرى، وفقه تجسير العلاقة بين الإسلام والوطنية والديمقراطية في مسمى “الحلقة المفقودة”.”

و وصف المتحدث من سمّاهم بفئة “مسيئي الظن” بـ” الذين امتهنوا حرفة نشر غسيل الماضي فوق مشابك الفضاء الأزرق، وتحويل اللحم الطازج إلى قدّيد بذرّ مزيد من الملح والبهار عليه ” قبل أن يتابع “الحمد لله أن عددهم في تناقص، بعد أن اكتشفوا أن كثيرا من أصدقائهم مجّوا لوْك الغمز واجترار الهمز وتجشؤ ما جرّ عليه الزمن ذيل العفاء، فلم يعد أحد يحفل بما يقولون وكثير مما يكتبون لا يستحق الرد”.

وفي الأخير اعتبر أبو جرة أن الرأي المخالف قيمة مضافة إذا تطهّر من التشخيص ومن الأحكام المسبقة ومحاكمة النوايا، حيث قال  “نحن لا نحاكم النيات ولا ننبش قبور الموتى ولا نجلد الجثث ولا نمثل بالضحايا وإنما نذكر الناس بحسناتهم وبالاجتهادات السياسية التي أسس لها الشيخ محفوظ نحناح (رحمه الله) مدرسة جمع فيها بين الفكر والذكر وبين الدعوة والدولة وجربها بعنوان المشاركة، فيما صار اليوم مدرسة تسمى ” مدرسة المشاركة “.