تعهد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بتسليم السلطة في بلاده “عبر انتخابات أو توافق وطني”، في وقت دعا نائبه الأول محمد حمدان دقلو “حميدتي” السودانيين إلى” البعد عن أشكال الفرقة والشتات كافة، ونبذ القبلية والعنصرية والجهوية”، وفق اعلام محلي” الثلاثاء.
جاء ذلك في كلمتين منفصلتين لهما إلى المواطنين السودانيين بمناسبة حلول عيد الفطر، وقال البرهان في كلمته إنه “منذ تفجر ثورة ديسمبر 2019 واكتمالها بانضمام الجيش، ظل يعمل من أجل تحقيق وآمال وطموحات بناء سودان الحرية والسلام والعدالة “.
واستدرك قائلا “إلا أن خُطانا تعثرت وأحلامنا تبعثرت وصفوفنا تباعدت بفعل بعضنا، حيث تغلبت المصالح الحزبية والجهوية والشخصية على مصالح الوطن وأصبحنا في حالة من التجاذب والتنافر وعدم قبول الآخر، وانعكس ذلك سلبا على مجمل الأوضاع في البـلاد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا؛ مما عـرض مستقبلها للمخاطر المختلفة، وهذا يُوجب على الجميع ضرورة وحدة الصف الوطني لمجابهة هذه المخاطر واجتيازها بأمان”.
كما أكد البرهان” الالتزام بالعمـل مع كل المكونات السياسية والاجتماعية مهما تباعدت الاتجاهات والمواقف، وجدد الدعوة “لكافة المكونات المجتمعية والأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة بأن تساموا وتوحدوا وترفعوا فوق الخلافات وضعوا الوطن وشعبه موطن التقديس من أجل التوصل إلى صيغ وحلول عملية تراعي مصالح الدولة وشعبها”.
ونفى رئيس مجلس القيادة السوداني صحة اتهامات له بتنفيذ انقلاب عسكري، قائلا إنه اتخذ هذه الإجراءات لتصحيح مسار المرحلة الانتقالية متعهدا بـ”تسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني”.
ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر 2021، احتجاجات ترفض إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين. ومقابل اتهامات له بتنفيذ انقلاب عسكري، قال البرهان إنه اتخذ هذه الإجراءات لتصحيح مسار المرحلة الانتقالية متعهدا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.
من جهته ناشد حميدتي السودانيين -خلال مخاطبته جنود وضباط قوات الدعم السريع بقاعدة كرري العسكرية عقب صلاة العيد – “البعدَ عن أشكال الفرقة والشتات كافة، وأن ننبذ القبلية والعنصرية والجهوية لكي نحافظ على هذا الوطن الذي ورثناه عن أجدادنا موحدا متماسكا”.
وأضاف أن “مظاهر التنافر والاختلاف والتشتت التي يعانيها السودان تحتاج منا إلى وقفة صادقة لمراجعة أنفسنا ومواقفنا، ونفكر جميعا في مصالحنا الوطنية الحقيقية بعيدا عن الحزب أو القبيلة أو الجهة ليكون شعارنا علم السودان، وهنا يجب أن يكون هناك دور واضح وقوي للحكماء والعقلاء من أبناء السودان الشرفاء الصادقين لجمع الصف الوطني تحت شعار: السودان يسعنا جميعا”.
وقال حميدتي إن المخرج الوحيد من الأزمة السياسية التي تعيشها بلاده هو الحوار، مؤكدا أنه “لا بديل للحوار إلا الحوار”، وقال “إننا قادرون على تجاوز المصاعب كافة بالنقاش الهادف الذي يقوم على الصراحة والوضوح والصدق والعدل، والذي يرتكز على المبادئ الوطنية الراسخة والبعد عن الأجندة وحب النفس”.
وتابع قائلا “الفرصة أمامنا كبيرة أن نعمل جميعا على تحقيق شعار الثورة: حرية، سلام وعدالة، ولا شك أن هناك فرصة حقيقية أمامنا لتحقيق طموحات شباب هذا البلد الذين يحلمون بوطن مختلف ويجب أن نعمل معا لتحقيق هذه الطموحات”.