السودان استدعى  سفيره لدى مصر عبد المحمود عبدالحليم… من له مصلحة في تصعيد التوتر بين القاهرة والخرطوم؟

elmaouid

هل خدم خلاف مصر والسودان إثيوبيا؟

حذر خبراء ومراقبون مهتمون بالشأن السوداني، السبت، من استمرار مسلسل انهيار العلاقات المصرية-السودانية لصالح إثيوبيا وإسرائيل بسبب الخلاف على المثلث الحدودي حلايب وشلاتين على البحر الأحمر.

وأعلن السودان، الخميس، استدعاء سفيره لدى مصر، عبد المحمود عبدالحليم، لـ”مزيد من التشاور”، فيما قالت القاهرة إنها بصدد “تقييم الموقف؛ لاتخاذ الإجراء المناسب”.

وأرجع رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، هاني رسلان، الخطوة السودانية إلى “أن السودان يريد التغطية على الأحداث الداخلية الاقتصادية لديه، فلا يوجد سبب وجيه آخر لافتعال أزمات مع مصر”.

وأضاف أن “السودان يخشى من ردود فعل الشارع السوداني على زيادة الأسعار لثلاثة أمثالها بعد ارتفاع سعر الدولار الجمركي ثلاثة أضعاف، وارتفاع سعر الدولار في البنك المركزي لثلاثة أضعاف أيضا، فبالتالي كانت هناك حاجة لخلق أزمة خارجية لإلهاء المواطنين”.

وحمل الخرطوم تدهور العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي، قائلا: “السودان ضحى بعلاقته مع مصر بانخراطه في التحالف الثلاثي مع قطر وتركيا، وهو ليس بالجديد، إ منذ 30 جوان 2013، بالإضافة إلى موقف السودان في قضايا المياه الموجهة لكيد الدولة المصرية، ولا يكتفي بالتحالف مع إثيوبيا إنما أيضا بالتحريض ضدها”.

 

من المستفيد؟

أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون الأفريقية، بدر شافعي، أكد أن “ما حدث يأتي في إطار التصعيد المستمر بين الطرفين، وهو إجراء للتعبير عن الاحتجاج وليس قطع العلاقات، خاصة بعد أن تردد طلب مصر من إثيوبيا عدم مشاركة السودان في المفاوضات، وهو ما نفته مصر رسميا، ولا يتصور أن تقوم بذلك؛ بناء على الاتفاقية الثلاثية الموقعة في الخرطوم”.

وأضاف أن “ما يحدث من توتر في العلاقات بين البلدين يصب في  مصلحة إثيوبيا لكسب السودان إلى صفها في موضوع سد النهضة، ومن ثم إسرائيل التي تريد انشغال مصر بالجنوب بعيدا عن الشمال الشرقي (شبه جزيرة سيناء)”.

وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، اتخذت السلطات المصرية، بشكل لافت وغير مسبوق، سبعة إجراءات، ثلاثة منها في يوم واحد، مقابل إجراء سوداني واحد، بشأن مثلث حلايب وشلاتين.

وتنوعت الإجراءات المصرية، بين إعلان مصر التوجه بشكوى لمجلس الأمن ضد السودان، وبناء 100 منزل بحلايب، وبث لبرنامج تلفزيوني، بخلاف بث خطبة الجمعة الماضية من المنطقة المتنازع عليها، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول، وميناء للصيد في “شلاتين”، فيما يعكس تكريسا للسيطرة المصرية القائمة بالفعل على المثلث الحدودي.