السمنة لدى الطفل… مرحلة تسبق أمراضاً كثيرة

السمنة لدى الطفل… مرحلة تسبق أمراضاً كثيرة

بعد ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون السمنة بمعدل 3 أضعاف في السنوات الـ 30 الماضية، لا يمكن إلا أن نعتبرها ظاهرة خطيرة لا بد أن يوليها المجتمع ككل اهتماماً خاصاً.
مما لا شك فيه أن العامل الوراثي يلعب دوراً في بدانة الطفل، لكن هذا لا يعني أنه يحكم على الطفل بالسمنة دون إمكان تخطي ذلك، بل يمكن أن يعمل الأهل على تخطي ذلك باتباع نظام غذائي صحي مع الطفل من أولى مراحل حياته وتعليمه أسس النمط الصحي وتشجيعه على ممارسة الرياضة، إضافةً إلى عوامل أخرى يمكن العمل عليها لتحمي الطفل من البدانة وما يليها من أمراض.
فمشكلة البدانة لدى الطفل ليست جمالية فحسب، بل غالباً ما تكون مرحلة سابقة لظهور أمراض كثيرة كالسكري وأمراض القلب وارتفاع مستويات الدهون وغيرها من المشاكل التي لا يمكن انتظار ظهورها لأن الأوان يكون قد فات.
وهنا يبرز أيضاً دور المدرسة الأساسي في العمل على تعليم الطفل السلوكيات الصحيحة وتشجيعه على ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي بعيداً عن كل الوسائل التي تدفعه باتجاه السمنة.

متى يمكن التحدث عن وجود مشكلة سمنة لدى الطفل؟

ارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون السمنة أكثر من ثلاثة أضعاف في السنوات

الـ 30 الماضية، مما يشكل ظاهرة خطيرة تستدعي الاهتمام.
لكن لا بد هنا من توضيح الفرق بين الوزن الزائد والبدانة، فالوزن الزائد هو زيادة الوزن بالنسبة إلى الطول ويمكن أن تكون زيادة في الدهون أو العضلات أو العظام أو بنسبة الماء في الجسم أو مزيجاً من هذه العوامل.
أما السمنة فهي زيادة بنسبة الدهون في الجسم وهي الأكثر خطورة، ويعتبر المهنيون في مجال الرعاية الصحية أن الطفل السمين هو الطفل الذي يتجاوز وزنه الـ 20% من الوزن المحدد لسنّه.

هل ظهور السمنة لدى الطفل يعني أنها ستكبر معه وستبقى موجودة عندما يصبح راشداً؟

أثبتت الدراسات أن الطفل السمين الذي يتراوح سنه بين 10-13 سنة هو عرضة بنسبة 80٪ لأن يصاب في سن الرشد بالسمنة المفرطة، لكن مما لا شك فيه أنه يمكن تجنب ذلك بحفاظ الأهل على وزن الطفل الصحي من صغره وإخضاعه لنظام غذائي مناسب لسنه وتخليصه من الوزن الزائد قبل بلوغه المراهقة والرشد.

هل وجود المشكلة لدى الأهل يعني انتقالها حتماً إلى الطفل؟

إن العوامل الوراثية لها تأثير كبير خصوصاً إن كانت السمنة تجري في العائلة فيصبح خطر الإصابة بها أكبر، ولكن العوامل الوراثية وحدها لا تؤدي إلى السمنة إذا انتبه الأهل لوزن الطفل من صغره، في الوقت نفسه يجب التنبه لعوامل أخرى قد تعرض الطفل للإصابة بالسمنة كالعادات الغذائية غير الصحية والعوامل الاجتماعية وقلة الحركة.

إلى أي مدى يمكن أن تشكل السمنة في الطفولة خطراً في زيادة احتمال الإصابة بالسكري لاحقاً؟

تكمن المشكلة الأساسية في السمنة لدى الأطفال في نسبة الدهون التي تتجمع في منطقة البطن والتي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وإلى بلوغ مرحلة ما قبل السكري. وهنا يمكن عكس هذه المشاكل قبل الوصول إلى مرض السكري أو متلازمة الأيض.
كما يجب الإشارة إلى بعض المشاكل الصحية التي تؤدي إليها بدانة الأطفال كالربو وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وفشل في وظيفتي القلب والكبد الدهني ومشاكل في العظام والمفاصل، أما المشكلة الرئيسية فهي متلازمة الأيض.

هل يمكن تخطي هذه المؤشرات ومحاربة المرض قبل فوات الأوان في حال اكتشافها في مرحلة مبكرة؟

بقدر ما تتم ملاحظة المشكلة والكشف عن الأعراض في مرحلة مبكرة أكثر، يسهل إبعاد مرض السكري ومتلازمة الأيض. علماً أن العلاج يكمن بإتباع نظام غذائي مناسب لسن الطفل وحاجاته وممارسته الرياضة.

يصعب حرمان الطفل من الأكل، خصوصاً أن بعض الأطفال يتميزون بشراهة في الأكل ويعجزون عن السيطرة على أنفسهم عند رؤية الأكل، ويختلف النظام الغذائي للولد الذي لم يبلغ سن الرشد كلياً عن النظام الغذائي للراشد، إذ لا يمكن حرمان الطفل من أي مجموعة غذائية فكلها ضرورية لنموه. كما أنه يجب عدم منع الطفل من أي من المأكولات حتى الحلويات والسكاكر لكن يمكن أن يتناولها بكميات معتدلة.
في البداية يجب على الطفل أن يفهم خطورة الوضع الذي هو فيه وأن يعلم أهمية الخضوع للعلاج المناسب. كما أنه يجب على الأهل مساعدة الطفل وإفهامه تدريجياً التغيرات اللازمة. ويجب على الطفل أن يعلم أنه لا يخضع لنظام غذائي قاس، إنما إلى تغييرات في النمط الغذائي.
ويجب الحد من كمية الطعام تدريجياً والقيام ببعض التغييرات شهرياً ولا يمكن تغيير نظامه المعتاد دفعة واحدة. هذه هي الطريقة الأصح للوصول إلى الغاية المنشودة بشكل تدريجي.

في أي سن يمكن البدء بإعطاء الطفل السكاكر والحلوى والشيبس؟

كلما تم تأخير هذه الأطعمة كان أفضل وخصوصاً أن الطفل يميل إليها وقد تصبح أهم من الوجبة الأساسية له، يمكن إدخال الحلويات تدريجياً في سن لا تقل عن 7 سنوات.

 

ما النصائح الذهبية التي تسمح بالسير على الطريق الصحيح في محاربة السمنة لدى الأطفال؟

تلعب المدرسة دوراً حاسماً عن طريق إنشاء بيئة آمنة وداعمة توفر الفرص للتلاميذ للتعرف على الأكل الصحي وممارسة النشاط البدني واعتماد السلوكيات الصحيحة.

تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً أساسياً للحد من احتمال إصابة الطفل بالسمنة لاحقاً.

يجب على الأهل متابعة نظام الطفل وتفهمه وعدم انتقاد سلوكه.

يجب أن ينصح الأهل الطفل بالحد من مشاهدة التلفزيون واللعب على الكومبيوتر.

يجب تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة يومياً ما لا يقل عن ساعة وعلى ممارسة النشاطات الاجتماعية.

– يجب ألا يقسو الأهل على أطفالهم بمنعهم من تناول الحلوى والشيبس، خصوصاً في الحفلات الاجتماعية، يجب إفهام الطفل مدى أهمية تناول الخضر والفاكهة والأطعمة الصحية عموماً.

يجب على الأهل تناول الطعام الصحي مع أطفالهم ليكونوا مثالاً جيداً لهم.

يجب تعليم الطفل مضغ الطعام جيداً وتناوله ببطء.

يجب عدم التغاضي عن فكرة أن للولد حاجات اجتماعية ويجب احترام رغبته في تناول بعض الحلويات بكمية معتدلة يومياً.

ق.م