السماحة في بيت الزوجية

السماحة في بيت الزوجية

بعدما يتم بناء الأسرة، فإن الإسلام يأمرنا بالسماحة في الحياة الزوجية؛ قال سبحانه: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” الروم: 21، فهذه هي ثلاثية الحياة الزوجية مبناها على السماحة؛ وهي: المودة والسكن والرحمة. ولقد جاءت الوصايا النبوية بالسماحة والرفق بالزوجة، فها هو من علَّم الدنيا السماحة والوفاء صلى الله عليه وسلم يأمرنا ويوصينا بالنساء؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خُلِقْنَ من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوجَ؛ فاستوصوا بالنساء خيرًا” رواه البخاري.

ولم تكن تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم أقوالًا فحسب، لا والله، بل كانت تُترجَم في كل حركة من حركاته صلى الله عليه وسلم؛ فعن عائشة قالت: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له قط، ولا امراةً له قط، ولا ضرب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله” رواه مسلم، سماحة تجعله صلى الله عليه وسلم لا يتكبر ولا يستنكف أن يخدم أهله، ويساعدهم في عمل بيت الزوجية، وسُئلت عما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله قالت: “كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة” رواه مسلم، سماحة تجعله صلى الله عليه وسلم يفهم نفسية زوجته، ففي الصحيحين عن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم إذا كنت عني راضيةً، وإذا كنت علي غضبى، قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: أما إذا كنت عني راضيةً، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا، ورب إبراهيم، قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ” رواه البخاري.

ومن سماحة الإسلام مع المرأة ألَّا يعد لها الزلات والأخطاء، بل ينبغي عليه أن يتغافل؛ فإنه إن كره منها خلقًا رضي آخر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يفرك – يبغض – مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِه منها خلقًا رضي منها آخر ” رواه مسلم، ومن السماحة مع الزوجة ملاطفتها، وهذا مما يزيد الحب ويديم العشرة بين الرجل وزوجته.