يهتمُّ الإسلام كُلَّ الاهتمام بقضايا الإنسان وجميع أموره، صغيرها وكبيرها، ويزداد اهتمامُه بكل ما يُقوِّي رابطة المحبَّة بين المسلمين، ويساعد على تقوية أواصر التراحُم والتوادِّ والتآلُف حتى يتكوَّن المجتمع المتعاون على البر والتقوى، والمتماسك تماسكًا قويًّا كأنه بنيان مرصوص؛ ولهذا حرص الإسلام على تهذيب النفوس وتربيتها على نظام رباني، فيه مراعاة لجميع الظروف والأحوال التي يكون عليها الإنسان، وفيه الحالات المختلفة، ووضع العلاج المناسب لكل حالة. فإن كان لكل قومٍ تحيَّتُهم التي يُعبِّر بها الواحد فيهم عن مشاعر السعادة نحو مَنْ يُحيِّيه والتي قد يضمنها تمنياته له وأطيب أمانيه، فإن تحية الإسلام ربانية المصدر، فقد نزل من السماء قرآن يُنظِّم أساليب المجاملات بين المسلمين، ويُنظِّم آداب الدخول على الآخرين، وآداب المجالس والكلام والمناجاة، وغير ذلك مما هو مذكور في الكتاب العزيز، والسلام ثابتٌ بالكتاب والسُّنَّة. فمن القرآن الكريم: قال الله تعالى: ” وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” الأنعام: 54.
وقال سبحانه: ” فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ” النور: 61. وقال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” النور: 27. ومن السنة المطهرة: عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: “تُطعِم الطعام، وتقرأ السلام على مَنْ عرَفْتَ ومَنْ لم تعرِف”. رواه البخاري، وعن البراء بن عازب قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبع: بعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونُصْرة الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار القسم” رواه البخاري، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبْتُم؟ أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم.
موقع إسلام أون لاين