السلامة المرورية

  السلامة المرورية

 

إِنَّ مِمَّا أَنعَمَ اللهُ بِهِ علَينا فِي هَذا العَصْرِ المَركَبات بِكَافَّةِ أَنْواعِها، فَقَدْ مَلأَتِ البِلادَ، وطَوَتِ الشَّاسِعَ مِنَ المِهادِ، وأَراحَ اللهُ بِها العِبادَ، فَقَرَّبَتِ البَعِيدَ، وسَهّلَتِ العَسِيرَ، واختَصَرَتِ الأَوقات، وأَعانَتْ علَى الطَّاعاتِ، إِنَّها نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ وافِرَةٌ، وآلاءٌ واضِحَةٌ ظاهِرَةٌ، وقَدْ مَنَّ اللهُ علَينا لِسَيْرِها طُرُقًا سَهلَةً مُعبَّدةً، وشَوارِعَ للمُرورِ مُمهَّدةً، نِعْمَةً مِنَ اللهِ وفَضْلًا، إِنَّ النِّعَمَ تَبقَى وتَزِيدُ، إِذا استُعمِلَتِ الاستِعمالَ السَّدِيدَ، ووُجِّهَتِ التَّوجِيهَ الجَيِّدَ الرَّشِيدَ، مَعَ شُكْرٍ لِلمُنْعِمِ المُتَفَضِّلِ الحَمِيدِ؛ قَالَ سُبْحانَهُ: ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” إبراهيم: 7.

إننا أمام حرب شرسة مع هذه السيارات، ويكفي أن نعلم أن الإحصاءات المرورية في بلادنا تجاوزت الحدود إن الأرواح ليست هينة لهذه الدرجة أن تُزهق بسبب تهوُّر أو طيش أو تجاوز للأنظمة، إن الأمر خطير، وإن ما نفقد من الأرواح والأموال كبير، فأخي السائق، إليك بعض الإرشادات الشرعية التي فيها بإذن الله حفظ لنفسك ومالك:

أولًا: التزم تقوى الله بفعل ما أمر واجتناب ما نهى؛ لأن التقوى سبب للتيسير والخروج من الشدة؛ قال تعالى: ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ” الطلاق: 4، وقال تعالى: ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ” الطلاق: 2.

ثانيًا: توكل على الله عندما تركب سيارتك أو تخرج من بيتك، فإن من توكل على الله كفاه، واعلم أن من حسن التوكل الأخذ بالأسباب، قال: ” إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يُقال له حينئذ: هُديت وكفيت ووقيت، فيتنحى عنه الشياطين، ويقول: كيف برجل هدي وكفي ووُقِي؟” رواه الترمذي.

ثالثًا: المحافظة على دعاء ركوب السيارة، وكذلك دعاء السفر، ففي ذلك خير عظيم يغفل عنه أكثر السائقين.

رابعًا: الابتعاد عن المحرمات حال القيادة كالأغاني والمخدرات وغيرها؛ لأن الإنسان على هذه الطرق في خطر، وهذه المعاصي تُبعد عنه حفظ الله، بل إنها تقرِّب منه عقاب الله، ألا تخاف أيها الكريم من قوله تعالى: ” فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ” العنكبوت: 40.

خامسًا: المحافظة على صلاة الفجر في جماعة، قال:صلى الله عليه وسلم “مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بشيء فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ” صحيح مسلم.

سادسًا:  استشعار حرمة دم المسلم وماله والخوف من الوقوع في أذيته.

سابعا:  الحرص على تفقُّد السيارة قبل ركوبها أو السفر بها، وهذا من فعل الأسباب المطلوبة شرعًا.

ثامنا: الالتزام بتعليمات المرور وأنظمته؛ لأن هذا من طاعة ولي الأمر التي فيها مصلحة للمسلمين، فلا يصح لأحد أن يستهين بها.