السكينة في الكتاب والسنة

السكينة في الكتاب والسنة

في عالم مليء بالصخب والاضطراب، يبحث الإنسان عن ملاذ يمنحه الطمأنينة والاستقرار النفسي. إن السكينة تعد من أعظم النعم التي يمكن أن يحظى بها الفرد، فهي تمنحه القدرة على مواجهة التحديات بهدوء واتزان، وتساعده على تجاوز المصاعب دون أن يفقد إيمانه أو ثباته. السكينة ليست مجرد شعور بالراحة المؤقتة، بل هي حالة عميقة من الرضا الداخلي والسلام الروحي، التي تمكن الإنسان من العيش بسعادة واستقرار، مهما كانت الظروف الخارجية قاسية أو غير مستقرة. لكن ما هي السكينة؟ وما هو مفهومها في الإسلام؟ وكيف يمكن للمؤمن أن يستمد منها القوة والإيمان في مواجهة التحديات؟. السكينة هي حالة من الهدوء والطمأنينة تنزل على قلب المؤمن، تمنحه القوة والثبات في مواجهة القلق والخوف. وهي منحة إلهية تساعد المؤمن على الثبات في المواقف الصعبة، وتعزز من إيمانه ويقينه بالله تعالى. وردت السكينة في القرآن في سياقات متعددة، تدل جميعها على تلك الحالة من الطمأنينة التي يه بها الله تعالى للمؤمنين:

قال تعالى:”هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً” سورة الفتح: 4. قال تعالى: “لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً” سورة الفتح: 18.

وحث النبي ﷺ على السكينة في العديد من المواقف وكان يوصي بها أصحابه، وهذه جملة من الأحاديث الواردة في هذا المعنى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:”إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السكينة. فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا” رواه البخاري ومسلم. وعن البراء رضي الله عنه قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة. فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها. فلما أصبح أتى النبي ﷺ فذكر ذلك له. فقال: “تلك السكينة، تنزلت للقرآن” رواه البخاري. إن أهمية السكينة تتجلى في قدرتها على تحويل اللحظات العصيبة إلى فرص للتأمل والنمو الروحي. من خلال السكينة، يستطيع المؤمن أن يحافظ على اتزانه الداخلي، ويجد في قلبه ملاذًا من القلق والخوف.  السكينة هي نعمة إلهية عظيمة تنزل على قلب المؤمن في لحظات الشدة، تمنحه القوة والطمأنينة، وتجعل قلبه مستعدًا لتلقي الإلهامات والحكمة. إن السكينة ليست فقط حالة نفسية، بل هي أيضًا من علامات الرضا الإلهي، وتعتبر جزءًا أساسيًا من رحلة الإيمان والتقرب إلى الله تعالى.

من موقع الالوكة الإسلامي