يشكو أطفال بلدية الرويبة الواقعة شرق العاصمة من قلة مجالات الترفيه وانعدام شبه كلي لمراكز ثقافية وترفيهية تمكنهم من مساحات للترويح عن النفس وتغيير جو الدراسة والاستقرار المتواصل في البيت، خاصة
بالنسبة لأولئك القاطنين في الأحياء غير الآمنة، ما يجعلهم أشبه بسجناء لا يسمح لهم إلا التواجد في حيزين لا ثالث لهما، المدرسة والبيت ومحظوظ ذلك الذي يمكنه والداه من جولات بالسيارة مساء، وهو ما لا يتوفر عند الكثيرين.
أولى سكان بلدية الرويبة أهمية كبيرة إلى المرافق الترفيهية والثقافية لأولادهم الذين لا يجدون متنفسا لهم خارج الإطار الذي تعودوا عليه، بحيث يجدون أنفسهم شبه مسجونين مع حرمانهم من أبسط حقوقهم وهي مساحات للعب واللهو والترويح عن النفس وممارسة هواياتهم المفضلة سواء الرياضية والبدنية أو الذهنية كالمطالعة، مشددين على ضرورة العمل على تمكينهم والشباب كذلك من هذه المساحات التي جعلتها الوصاية ترتقي إلى مصاف الأولويات، وأصدرت حيالها الكثير من التعليمات، سواء شفهية كما درج عليه وزير الداخلية نور الدين بدوي خلال جولاته الإقليمية إلى جميع ولايات الوطن، أو كتابية كما سبق وأن حررها على شكل تعليمات ترجمها والي ولاية العاصمة إلى جولات رقابية لتمكين الجميع من هذا الحق الكفيل بامتصاص الضغط وتحرير الشباب من آثار المشاكل اليومية التي يقاسونها.
وفي هذا الإطار، ألح السكان على المسؤولين ضرورة العمل على تجسيد مراكز ثقافية وترفيهية ومساحات خضراء وكذا ملاعب جوارية، معربين عن استيائهم للوضع الذي فرض عليهم بحرمانهم منها طوال الفترة السابقة، وأكدوا بأنهم بأمس الحاجة لمثل هذه المرافق لفك عقدة الضغوطات عليهم وعلى أولادهم وكذا الشباب الذين ضاقوا ذرعا من الفراغ الذي أصبح يجرهم في بعض الأحيان إلى السرقة وتعاطي المخدرات، مؤكدين إقدامهم على تحرير عديد الشكاوى للجهات المعنية قصد ادراج مشاريع تنموية لفائدتهم خاصة مطلب المرافق الترفيهية لكن لم تجسد لحد الساعة، وما تزال معاناتهم مستمرة ورحلاتهم في إيجاد مبتغاهم متواصلة تتطلب منهم في كثير من الأحيان التنقل نحو بلديات مجاورة بغية تلبية احتياجاتهم النفسية والبدنية وهي مشقة إضافية لا تكون متاحة للكثيرين، مستغربين هذا التهميش الذي تعرفه أغلب أحياء البلدية التي تفتقر لمساحات خضراء لمجرد التجول بها للتخلص من الضغوطات اليومية ومنها المدرسية في أيام العطل الأسبوعية.