السكان يطالبون بزيارة والي بومرداس.. قرية “بنصر” بالخروبة… بين مطرقة غياب المرافق الحياتية وصمت المسؤولين

elmaouid

ما تزال معاناة قاطني قرية “بنصر” بالخروبة غرب بومرداس متواصلة مع الوضعية الكارثية التي تعيشها قريتهم منذ سنوات عدة نتيجة غياب بها أدنى المرافق الحياتية، متسائلين عن سبب تجاهل السلطات

لانشغالاتهم بالرغم من سلسلة الشكاوى المرفوعة في العديد من المرات، غير أنه لا جديد يذكر بدليل صمت المسؤولين في كل مرة.

سكان قرية “بنصر” بالخروبة غرب بومرداس في لقاء جمعنا بهم لدى تنقلنا إلى المنطقة، أكدوا لنا أنهم سئموا العيش في قريتهم التي تشكو نقائص عدة نتيجة غياب فيها مرافق العيش الكريم بداية بالماء الشروب وغياب قنوات الصرف الصحي وصولا إلى اهتراء الطرقات وانعدام الإنارة العمومية والمرافق الشبانية، وبغياب كل هذه الضروريات جعل السكان يعيشون حياة بسيطة وصفوها بالبدائية بسبب اعتمادهم على وسائل بسيطة في حياتهم اليومية.

 

 

الطرقات في وضعية مزرية… وتهيئتها أمر ضروري

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “بنصر” بالخروبة تمثل في اهتراء الطرقات، وقد اشتكى السكان من الوضعية المتدهورة التي آلت إليها الطرقات جراء انتشار الأتربة والحفر والمطبات خاصة في فصل الشتاء، أين تتحول إلى مستنقعات وأوحال مائية ما صعّب حركة السير لدى المارة والمركبات على حد سواء، مؤكدين في السياق ذاته أن الوضع لم يعد يحتمل بسبب هذه الأخيرة التي لم تخضع لأي عملية تهيئة منذ سنوات عدة، ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على السكان أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة خلفت لأصحابها خسائر مادية معتبرة ما كلفهم مصاريف مالية إضافية هم في غنى عنها، كما أن التلاميذ هم الآخرين يعانون معاناة كثيرة مع هذه الطرقات خاصة مع هطول الأمطار، أين تتحول يومياتهم إلى جحيم في ظل الانتشار الكبير للبرك المائية التي يصعب اجتيازها وغالبا ما يصطدمون بها ويضطرون للعودة إلى منازلهم من أجل تغيير ملابسهم دون إكمال سيرهم إلى مؤسساتهم التربوية، ونفس المعاناة يشتكي منها السكان في فصل الصيف بسبب تطاير الغبار وما يسببه من أزمات نفسية للمصابين بالأمراض والحساسية، إذ وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع، معبرين في الوقت ذاته عن امتعاضهم الشديد من سياسة الإهمال واللامبالاة المنتهجة ضدهم من قبل الجهات المعنية خاصة ما تعلق بوضعية الطرقات التي تشهد أوضاعا مهترئة بالرغم من أنهم طالبوا بتهيئة هذه الأخيرة، إلا أن مطلبهم لم يجد أي رد، مجددين مناشدتهم للجهات المعنية ووالي ولاية بومرداس ضرورة النظر إلى معاناتهم ووضع برنامج تنموي من شأنه أن يحسّن وضعية القرية وطرقاتها..

 

الماء الشروب وانعدام قنوات الصرف الصحي يؤرقان يوميات القاطنين

كما يعاني سكان القرية من غياب الماء الشروب بحنفياتهم وانعدام قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي زاد من سوء حالتهم المعيشية، أين يضطرون لشراء صهاريج من المياه في ظل غيابها عن حنفياتهم خاصة في فصل الصيف، أين تغيب أكثر مما تحضر، الأمر الذي كلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها يدفع ثمنها العائلات ذات الدخل المتوسط التي تقوم بجلب المياه من الآبار هروبا من التكاليف الباهضة لصهاريج المياه التي تخضع للمضاربة في الأيام الحارة، أين تباع بـ 1700 دج للصهريج الواحد.

في حين يطالب السكان أيضا بربطهم بشبكة الصرف الصحي لاحتواء الوضع الناجم عن تسرب المياه القذرة من البالوعات والحفر التقليدية وما يمكن أن تشكله من خطر على صحتهم وعلى محاصيلهم الزراعية، إذ يتسرب منها الماء الملوث بعد امتلائها وهو ما وفر الجو المثالي لانتشار الحشرات الضارة والجرذان، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تحبس الأنفاس والإصابات بالأمراض الخطيرة مثل التيفوئيد والكوليرا، ضف إلى ذلك الخطر الإيكولوجي الذي يهدد محاصيل الفلاحين الذين يعتمدون على الفلاحة كمصدر قوتهم الرئيسي.

 

النفايات تحاصر القرية في كل أرجائها

يواجه قاطنو قرية “بنصر” من مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي الانتشار الكبير للنفايات في ظل غياب الحاويات المخصصة لها وغياب عمال النظافة في كل مرة، مؤكدين في ذات السياق أن معاناتهم تتضاعف في فصل الصيف في ظل الحرارة المرتفعة التي تميز الفصل، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات واجتماع الحيوانات الضالة عليها التي أثارت غضب القاطنين في ظل أضرارها المختلفة على البيئة والصحة العامة، مطالبين الجهات الوصية بضرورة إيجاد حل للمشكل ورفع النفايات، مشيرين إلى أن استمرار الوضع على هذا النحو قد ينجم عنه أمراض وأوبئة خطيرة قد تنعكس على صحتهم في ظل غياب أيضا الوعي والحس البيئي لدى بعض المواطنين الذين يرمون مخلفاتهم في الطرقات مع وضع برنامج خاص للاعتناء بنظافة المحيط ومنع الرمي العشوائي الممارس من قبل البعض غير مبالين بما يترتب عن هذا الإهمال على صحتهم وصحة أطفالهم.

 

الظلام يخيم على القرية في الفترة المسائية بسبب غياب الإنارة العمومية

في حين طالب سكان القرية المسؤول الأول عن البلدية بالتدخل السريع من أجل توفير الإنارة العمومية بالمنطقة التي يخيم عليها الظلام الدامس في الفترة المسائية، مما يصعب من تنقلات المواطنين القاطنين بالقرية، مشيرين إلى أن التنقل يزداد تعقيدا في فصل الشتاء مما يضطرهم للاستعانة بأجهزة الإنارة اليدوية.

وحسب السكان، فإن نقص الإنارة تسبب في زرع الرعب في نفوس التلاميذ والعمال الذين يخرجون في ساعات مبكرة خاصة في فصل الشتاء بعد الاعتداءات التي طالت سكان الحي من طرف اللصوص الذين يعرفون انتشارا كبيرا في ظل اغتنامهم فرصة انعدام الإنارة، الأمر الذي حرم السكان من نعمة الراحة والأمان بقريتهم ما يتطلب التدخل السريع للمسؤول الأول عن البلدية من أجل إنارة القرية حتى تنهي معاناتهم مع غياب هذه الطاقة.

 

المرافق الرياضية والترفيهية مطلب الشباب

يعاني شباب قرية “بنصر” من غياب المرافق الرياضية والترفيهية، مبدين في هذا السياق استياءهم وتذمرهم الشديدين من غياب هذه الأخيرة عن قريتهم، إذ يجدون أنفسهم في الشارع الذي يفتح لهم أحضانه، ما يسمح بانتشار الآفات الاجتماعية بمختلف أنواعها، كما أن هذا الوضع دفع أغلب شباب القرية لقضاء معظم أوقاتهم بالمقاهي التي باتت المتنفس الوحيد لهم، في ظل غياب مكان يقضون فيه وقت فراغهم ويمارسون فيه هواياتهم ورياضاتهم المفضلة.

وأمام هذا الوضع يطالب سكان قرية “بنصر” بالخروبة غرب بومرداس السلطات المعنية بمن فيها والي الولاية بالتدخل العاجل من أجل إعطاء القرية نصيبها من جملة المشاريع في مختلف القطاعات حتى تحسن وضعيتهم المعيشية، وتجعل حياتهم كباقي حياة العائلات الأخرى القاطنة بقرى أخرى استفادت من التنمية المحلية.

روبورتاج: أيمن. ف