السكان يطالبون بالتعزيز الأمني لحمايتهم… حرب العصابات تعود إلى الأحياء الجديدة بالعاصمة

elmaouid

لم تهدأ الحروب التي اندلعت في الأحياء الجديدة بالعاصمة قبل سنوات كما اعتقد الكثيرون وإنما بقيت خامدة في انتظار أي شرارة توقظ لهيبها مرة أخرى، لتعود للاشتعال هنا وهناك فرضا للسيطرة تارة، وانتقاما من أحداث

سابقة تارة أخرى، وهذا ضمن سياسة البقاء للأقوى التي انصهر فيها غالبية الجزائريين في الأحياء الشعبية العتيقة في ظل عدم توفير التغطية الأمنية الكاملة، الأمر الذي جعل السكان الذين عاشوا يوما أسودا في الحي الجديد بالدويرة يستنجدون بوالي العاصمة للتعجيل بالتعزيز الأمني أو تكثيف دوريات الأمن للوقوف أمام أي محاولة لتغذية الصراعات التي تبدأ أحادية لتنتقل إلى جميع قاطني الحي تستعمل فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوفرة.

أعاقت جملة المشاكل والنقائص التي استقبل بها المرّحلون الجدد في مختلف بلديات العاصمة إتمام فرحتهم، وعرقلت تحقق حلمهم كاملا، بعدما تبيّن لهم أن غياب ضروريات العيش الكريم قدر يلاحقهم أينما حلّوا، وعليهم انتظار الفرج مجددا بإنجاز المرافق الأساسية للارتقاء بمعيشتهم إلى مستوى حفظ كرامتهم المهدورة بين الأحياء القصديرية والمساكن الهشة والضيقة وانعدامها الكلي أحيانا، ليستيقظوا على حقيقة أخرى وهي أن حياتهم أيضا ليست في مأمن من عصابات الحروب الجاهلية التي تحاول فرض سيطرتها على حساب الأحياء الأخرى، ورغم الهدوء الذي اتسمت به هذه الأحياء في الفترة الأخيرة إلا أن جمرتها كانت دائما متقدة في انتظار من ينفخ فيها باعثا فيها الحياة مجددا لتحرق ما حولها، وهو ما حدث حقيقة على مستوى حي 1000 مسكن بالدويرة قبل أيام باندلاع مواجهات عنيفة، أبطالها هم المرّحلون الجدد المستقدمون من حي بيطافي ببئر خادم، وقاطنو حي السلام مدني المحاذي للحي الجديد، حيث استعملت فيها أبواق البواخر والألعاب النارية والسيوف والخناجر، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى والمصابين وتحطيم عدد من السيارات، واستغرقت المعارك الدامية فترة ليست بقصيرة باعتبارها كانت تتجدد بعد كل مواجهة خاصة مع التحاق العشرات من الشباب المدججين بالسيوف والخناجر والأسلحة البيضاء، لمناصرة رفقائهم الذين تعرضوا للضرب من قبل المرحلين الجدد.

وناشد السكان في ظل هذه الظروف الصادمة ضرورة تدخل الوالي لفرض مراكز أمن في كل حي، وإذا تعذر الأمر في الوقت الراهن الاكتفاء بدوريات إلى حين برمجة هذه المراكز في أحيائهم أملا في وضع حد لمثل هذه المظاهر، خاصة وأن ظاهرة العداء غير المبرر بين السكان الأصليين والمستقدمين حديثا قد أخذ أبعادا كارثية انعكست سلبا على السيرورة الطبيعية لحياتهم، معيبين في ذلك على السلطات الولائية عدم التحضير النفسي للمرحلين الجدد ومعهم المستقبلين، ضف إليها دمج السكان القادمين من أكثر من حي في موقع واحد دون أي دراسة لمدى الانسجام بينهم.