السكان يطالبون المسؤولين بتحريك عجلة التنمية.. قرية “عبد الوريث” بكاب جنات تحتضر

السكان يطالبون المسؤولين بتحريك عجلة التنمية.. قرية “عبد الوريث” بكاب جنات تحتضر

يواجه سكان قرية “عبد الوريث” بكاب جنات شرق بومرداس مشاكل ونقائص عديدة بحاجة إلى حلول سريعة من قبل المسؤولين من أجل رفع الغبن عن حياتهم المعيشية.

تنقلت “الموعد اليومي” إلى قرية “عبد الوريث” بكاب جنات شرق بومرداس، أين وقفت على وضعية لا يحسد عليها سكان هذه القرية، حيث أجمع هؤلاء على مطلب واحد ووحيد وهو التعجيل بتحريك عجلة التنمية على كل الأصعدة، لتحسين مستواهم المعيشي من جهة، وإخراج قريتهم من دوامة الركود التي تعيشها منذ سنوات من جهة أخرى.

 

الطرقات…. شتاءً مستنقعات مائية… وصيفا غبارا متطايرا

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “عبد الوريث” بكاب جنات شرق بومرداس ولاحظناه نحن لدى تنقلنا إلى القرية، هي وضعية الطرقات التي لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات على حد قول القاطنين، الأمر الذي زاد من سوء حالتها وحولها في الأيام الممطرة إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين وأصحاب السيارات الذين يتجنبون الدخول للقرية خوفا من تعرض مركباتهم لأعطاب، فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، أما في فصل الصيف، فإن الغبار المتطاير هو سيد يوميات السكان، الأمر الذي يعرض العديد منهم خاصة ذوي الحساسية والربو لأمراض، وهو الأمر الذي أثار استياء القاطنين.

وقد أكد قاطنو القرية أنهم سئموا من الاهتراء الكبير للطرقات ومن المعاناة التي يواجهونها سواء في فصل الشتاء أو الصيف، الأمر الذي يتطلب تدخلا سريعا للمسؤول الأول عن البلدية من أجل تخصيص ميزانية مالية معتبرة من أجل تعبيد الطرقات، وبالتالي تحسين حياة السكان.

 

 

التزويد بالغاز الطبيعي مطلب السكان

كما يطالب سكان القرية السلطات المحلية بربط سكناتهم بشبكة غاز المدينة، فحسب شهادة محدثينا، فإن عدم ربط منازلهم بها نغص عليهم حياتهم اليومية وزاد من معاناتهم، مما يجبرهم على الخروج بحثا عن قارورات غاز البوتان وحملها من مكان بيعها إلى غاية مساكنهم لاسيما بالنسبة للذين لا يملكون سيارات تقلهم.

مضيفين في ذات السياق أن الوضع يزداد تفاقما في فصل الشتاء، أين تتعدد استعمالات الغاز سواء للتدفئة أو الطبخ، فيما لا تلبي هذه القارورات جميع احتياجات أسرهم، الأمر الذي يوقع كثيرا منهم في مشاكل لا تعد ولا تحصى، نظرا لندرتها بالقرية من جهة وارتفاع ثمنها باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار من جهة أخرى، الأمر الذي يضطرهم إلى البحث عن قارورات الغاز سواء التنقل حتى إلى وسط البلدية أو البلديات الأخرى المجاورة لهم لشرائها رغم أسعارها الملتهبة، وهو ما تذمر له هؤلاء خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين أجبرتهم هذه الوضعية إلى اتباع الطرق البدائية والتقليدية، وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لمقر سكناهم من أجل استعمالها للتدفئة والطبخ وذلك هروبا من الأسعار المرتفعة لقارورات البوتان التي لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية.

 

 

غياب النقل يعزل القرية عن العالم الآخر

كما تطرق سكان قرية “عبد الوريث” بكاب جنات شرق بومرداس إلى مشكل لا يقل أهمية عن ذي قبل متمثل في غياب النقل بالقرية، الأمر الذي أدى إلى إدخال السكان في عزلة تامة وكلفهم مشقة التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل الحصول على خدمات الصحة والبريد وكذا السوق، جراء غياب النقل بقريتهم.

وقد أكد السكان في لقاء جمعنا بهم أنهم وجدوا أنفسهم أمام حتمية التوجه إلى سيارات “الكلوندستان” الذين اغتنموا الفرصة من خلال فرض منطقهم على الزبائن وإفراغ جيوب المواطنين من خلال إشعال تسعيرة النقل، مضيفين في ذات الوقت أنهم يقومون بوضع أسعار مرتفعة مقابل نقلهم حتى إلى مكان قريب جدا، أو نقل مريض إلى مستشفى، الأمر الذي أرهق كاهل السكان وأثار حفيظتهم منتظرين تدخل المسؤول الأول عن البلدية من أجل إنهاء هذه المشكلة التي أرقت يومياتهم خاصة بالنسبة للعمال والتلاميذ الذين في كل مرة يلتحقون متأخرين عن مقاصدهم.

 

 

شباب القرية متذمرون من غياب المرافق الرياضية والترفيهية

من جهتهم، جدد شباب قرية “عبد الوريث” بكاب جنات شرق بومرداس مطلبهم إلى  السلطات المحلية بضرورة إدراج مشاريع تخص فئتهم، وفي مقدمتها المرافق الترفيهية والرياضية التي تعتبر بمثابة المتنفس لهذه الشريحة وترفع عنهم الغبن والتهميش، مبدين في هذا السياق امتعاضهم الشديد إزاء النقص الفادح للمرافق الترفيهية والرياضية التي تهتم بفئة الشباب، كملاعب جوارية، قاعات رياضية، مكتبات للمطالعة.

وقد أكد الشباب أن عدم توفير هذه الهياكل يساهم بشكل كبير في انحراف الشباب وانغماسهم في الآفات الاجتماعية الخطيرة كالمخدرات نتيجة الروتين اليومي الذي يعيشونه، بالإضافة إلى العناء الذي يتكبدونه للتنقل إلى القرى المجاورة من أجل ممارسة نشاطاتهم، كما طالب الأولياء بضرورة إنجاز مساحات خضراء وفضاء للعب الأطفال، حيث لم يجد أبناؤهم مكانا للعب سوى الشارع، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم ويتطلب تدخلا سريعا للمسؤولين من أجل برمجة جملة من المشاريع في القطاع الرياضي كإنجاز ملاعب جوارية وقاعات رياضية من شأنها أن تنتشل الشباب من الفراغ من جهة، ومن الآفات الاجتماعية الخطيرة من جهة أخرى.

 

 

السلطات المعنية مطالبة بتحريك عجلة التنمية

لتبقى آمال قاطني قرية “عبد الوريث” بكاب جنات شرق بومرداس معلقة على السلطات المعنية، وفي مقدمتها رئيس المجلس الشعبي البلدي من أجل الإسراع في التدخل لإيجاد حلول عاجلة لجملة المشاكل والعراقيل، التي تتربص بيومياتهم عن طريق تحريك عجلة التنمية في مختلف مجالات الحياة التي من شأنها تخفيف معاناتهم.

روبورتاج: أيمن. ف