يواجه قاطنو قرية “بلحسنات” بتيجلابين شرق بومرداس عراقيل عديدة في مسيرتهم الحياتية اليومية، ما جعل القرية تشكو التهميش والاقصاء من كل جوانب الحياة الكريمة، وباتت عرضة للإهمال في ظل توقف قطار
التنمية بها الذي لم يصل بعد إلى هذه القرية التي يطالب سكانها بمختلف مرافق العيش الكريم الغائبة بها منذ سنوات من دون التفاتة سريعة وجدية من قبل المسؤول الأول عن البلدية.
يناشد سكان قرية “بلحسنات” بتيجلابين شرق بومرداس، السلطات المحلية والولائية ضرورة الالتفات إلى المشاكل التي يتخبطون فيها، والتي باتت سمة القرية التي تعد من أكبر قرى بلدية تيجلابين ولكنها تعكس في المقابل مظهرا من مظاهر الحرمان، كمفارقة بين واقع الحال وعدد سكانها الذي هو في تزايد مستمر.
وقد أبدى سكان القرية في لقاء جمعنا بهم، امتعاضهم الشديد مما أسموه تماطل السلطات المحلية في الرد على انشغالاتهم والتكفل الجدي بمطالبهم التي ما فتئوا يرفعونها في كل مرة، ويأتي في صدارة تلك المشاكل، غياب المياه الصالحة للشرب، التي لا تزور حنفياتهم سوى مرة كل ثلاثة أيام، الأمر الذي يتنافى مع حاجياتهم، حيث يضطر هؤلاء إلى مواجهة الرحلات اليومية لجلب هذه المادة الحيوية من الآبار المتواجدة بالمزارع الفلاحية المجاورة، حيث يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى تلك المزارع، وأمام هذا الوضع، لم يجد مواطنون آخرون من قاطني القرية سوى شراء صهاريج تفي بقضاء حاجياتهم، ما يكلفهم دفع مبالغ تفوق قدراتهم الشرائية يدفع ثمنها في كل مرة العائلات ذات الدخل المتوسط.
كما يعاني القاطنون من مشكلة غياب شبكة الغاز الطبيعي بسكناتهم، ما يؤدي بهم إلى البحث اليومي عن قارورات غاز البوتان التي تعرف ارتفاعا في الثمن، ما كلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها يدفع ثمنها العائلات الفقيرة التي تلجأ إلى الطرق البدائية، وهي جلب الحطب لاستعماله في التدفئة والطبخ على حد سواء.
إلى جانب تدهور شبكة الطرقات التي تتحول في فصل الشتاء إلى مستنقعات من المياه والأوحال تتسبب في عرقلة سير الراجلين وأصحاب المركبات على حد سواء، هذا دون الحديث عن مشكل تراكم الأوساخ التي حولت القرية إلى مفرغة للنفايات مفتوحة على الهواء الطلق، في ظل غياب أعوان النظافة، وذلك على حساب صحة السكان والتدهور البيئي الحاصل، حيث لم يجد السكان حلا سوى ركن تلك النفايات في أرجاء القرية بطريقة عشوائية، ووصل الأمر إلى حد مجاورة القاذورات لسكناتهم، ما جعلها قبلة للحشرات الضارة والحيوانات الضالة كالكلاب والقطط.
في حين شباب القرية هم الآخرون لهم نصيب من المعاناة في ظل غياب أدنى المرافق الرياضية والترفيهية، ما يؤدي بهم إلى التنقل حتى إلى وسط البلدية أو البلديات الأخرى من أجل ملء أوقات فراغهم هذا بالنسبة لبعض الشباب، أما الآخرين فتوجهوا إلى عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة لعل ذلك سينسيهم متاعب الحياة.
وأمام هذه النقائص التي تتربص بيوميات قاطني قرية “بلحسنات” بتيجلابين شرق بومرداس، يطالب هؤلاء المسؤول الأول عن البلدية بالتدخل السريع والعاجل للمسؤول الأول عن البلدية من أجل برمجة مشاريع تنموية تشمل مختلف قطاعات الحياة حتى تحسن وضعيتهم المعيشية.