لا يزال سكان الأحواش ببلدية الشراقة بالعاصمة يجهلون مصيرهم إزاء وضعيتهم من مساكنهم، بعدما حرموا من الاستفادة من عقود ملكية تسمح لهم بالتصرف فيها سواء بإزالتها وبناء أخرى أو توسيع مجالها، بحيث تستوعب عدد أفراد العائلة التي تفرعت مع مرور الوقت إلى عدة عائلات، سيما بعد تبخر حلم الدوبلاكس وتعقد مسألتهم أكثر فأكثر، الأمر الذي دفعهم إلى اعادة قضيتهم الى الواجهة ومحاولة الضغط على السلطات لتسوية الاشكال وتحريرهم من القيود التي منعت عنهم مساكن تعود الى الحقبة الاستعمارية وشغلوها منذ عقود من الزمن.
أحصت بلدية الشراقة حوالي 25 حوشا تعود الى الحقبة الاستعمارية والتي لا يملك قاطنوها أية وثيقة رسمية أو سند يسمح لهم بالبناء الذاتي أو إدخال ترميمات على الجدران البالية والأسقف المتصدعة لمساكن يقطنوها منذ أكثر من 50 سنة على غرار حي بوشاوي والقرية الفلاحية، حيت يجدد قاطنوها طلباتهم بتسوية وضعيتهم القانونية وضرورة الإسراع في التسوية النهائية لهذه الأحواش التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم بسبب إهتراء جدرانها التي أصبحت في حاجة ماسة للترميم، مؤكدين أن الحياة أضحت صعبة بسبب انعدام ضروريات الحياة الكريمة في مقابل انتشار ملفت للنفايات وانتشار واسع للحيوانات الضالة (الكلاب، الخنازير، القطط) التي تتجمع حول هذه النفايات بحثا عن الأكل فتمزق الأكياس، وتبعثرها لتتطاير في كل الأرجاء، ليصبح المكان مصدر إزعاج واشمئزاز للقاطنين الذين يتهمون عمال النظافة بعدم القيام بواجبهم على أكمل وجه، مناشدين في السياق ذاته السلطات المعنية ضرورة التدخل وانتشالهم من الوضع المزري الذي أصبح ينذر بكارثة بيئية.
ويشتكي سكان الأحواش من الوضعية الكارثية للطرق غير الصالحة للاستعمال والتي تزيدها الأمطار تدهورا، بحيث تتحول إلى برك ومستنقعات ويجد السكان مشقة كبيرة للتنقل عبرها، متسائلين عن الأسباب الكامنة وراء تجاهل المصالح البلدية لدورها في تخفيف المعاناة عن هؤلاء، بحيث يجدون أنفسهم محرومين من كثير من الضروريات ومنها شبكة صرف صحي وشبكة مياه صالحة للشرب وحتى الانارة العمومية، في مقابل اطلاق الوعود هنا وهناك والتعهد بتجسيد بعض المشاريغ البسيطة الكفيلة بانتشالهم من الغبن الذي يتواجدون عليه منذ سنوات.
إسراء. أ