أكد سفير الصحراء الغربية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أنّ المغرب “أضحى معزولاً، بعد سلسلة من الانتكاسات والأزمات”، وارتباطه أيضا بالجريمة المنظمة، من خلال تعامله مع الإرهاب في الساحل عن طريق ترويج المخدرات التي تمول الإرهاب، فيما أشاد بالمقابل بالدور البارز الذي تقوم به الجزائر، في مكافحة الإرهاب لنشر الأمن والسلم بالمنطقة، وإعطائها أيضا دفعا قويا لعملية السلام المتقدمة، من خلال الجولات التي يقوم بها وزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وأوضح سفير الصحراء الغربية بالجزائر، أمس، خلال مداخلته ضمن أشغال يوم دراسي حول الإرهاب في الساحل، المنظم من قبل المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، بالنادي الوطني للجيش في العاصمة، أنّ المغرب في خصومة مع إفريقيا بحد ذاتها، وليس مع الصحراء الغربية ولا مع الجزائر فقط، وكذلك مع إسبانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي عموما.
وأشار عبد القادر طالب عمر إلى سعي الرباط للضغط على أوروبا، من خلال الهجرة السرية، إلا أنها لم تستطع تحقيق هدفها، بأن يمضي الاتحاد الأوروبي على نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي منح اعترافًا بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة، وراحت تقطع وعودا بإقامة مشاريع وهمية في بعض الدول، تمدّ يدها إلى إسبانيا من جديد بعد الأزمة، لكنها رغم ذلك تتواجد في حالة عزلة حقيقية، كما أنها ترفض ويعارض أن يكون حل القضية الصحراوية بمشاركة إفريقية، ولا حتى أممية، وظلّت تحول دون تعيين مبعوث أممي إلى الصحراء الغربية.
وأضاف السفير أن مماطلة المغرب، ورفضه لإجراء عملية الاستفتاء، يعود لإدراكه أن النتائج ستأتي لصالح الصحراويين، قائلا إن “إرادة الشعب الصحراوي وصموده سيحققان الاستقلال”.
أما فيما يتعلق بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب، فقد أشاد بالدور الذي لعبته، النابع من رؤية شاملة لا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري فحسب، بل على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني والخارجي، مع التركيز أيضا على ضرورة تعاون الجميع لمحاربته، ونشر الأمن والسلم.
كما أثنى بالمناسبة على الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، حيث أعطى وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، دفعًا مجددًا لعملية السلام المتقدمة، مستدلا في ذلك باجتماع دول الجوار الليبي في الجزائر، الذي عقد أمس الإثنين والزيارات التي قام بها إلى تونس، إضافة إلى المبادرة التي تقوم بها الجزائر لحلحلة أزمة سدّ النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، كل هذا يؤهلها لتعود إلى دورها المميز، المتمثل في نشر السلام على أساس العدل والأخوة بين الشعوب، على عكس نظام المخزن الذي يقوم على التوسع والجوسسة والمخدرات، وهي نماذج متباينة ومختلفة.
نادية حدار