قدم سفير فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، تهانيه إلى الشعب الجزائري وقيادته بمناسبة الذكرى السبعين لانطلاق الثورة الجزائرية، مؤكدا على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين ودور الجزائر المستمر في دعم القضية الفلسطينية.
وفي كلمته بمناسبة ذكرى وعد بلفور، تحدث السفير أبو عيطة بلهجة حادة، مطالبا بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتعويضه ماديا ومعنويا عن الأضرار والمعاناة التي تسبب فيها هذا الوعد. وأوضح السفير، أن السفارة الفلسطينية بعثت برسالة رسمية إلى سفيرة المملكة المتحدة في الجزائر، أعادت فيها تذكير بريطانيا بتداعيات هذا “الوعد المشؤوم” الذي أدى عام 1948 إلى إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، مما تسبب في مأساة ونكبة للشعب الفلسطيني ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم. واستعرض السفير أبو عيطة، الجذور التاريخية لوعد بلفور، مشيرا إلى أن الفكرة بدأت منذ مؤتمر بازل للحركة الصهيونية في سويسرا عام 1897، عندما كانت الصهيونية تبحث عن موقع لإقامة دولة لليهود. وأكد أن وعد بلفور، لم يكن مجرد قرار بريطاني منفرد، بل كان نتيجة تآمر القوى الإمبريالية الكبرى في تلك الحقبة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف الهيمنة على فلسطين والمنطقة العربية. وتطرق السفير أيضاً، إلى النتائج الكارثية التي خلفها هذا الوعد، حيث شجعت بريطانيا والولايات المتحدة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، بل ولجأتا إلى ممارسة ضغوط متعددة لإجبار اليهود على الهجرة. وأشار إلى عمليات التفجير التي ارتكبتها منظمات صهيونية ضد اليهود في بعض الدول العربية مثل مصر والعراق لدفعهم إلى الهجرة نحو فلسطين. وأضاف السفير، أن تقسيم فلسطين إثر وعد بلفور قسّم المنطقة وفق ترتيبات استعمارية، إذ أصبحت الضفة الغربية والقدس تحت إدارة الأردن وقطاع غزة تحت إدارة مصر، حتى عام 1967 حينما سيطر الاحتلال الإسرائيلي على كامل الأراضي الفلسطينية بعد هزيمة الجيوش العربية. وأكد أبو عيطة، أن هذا الاحتلال تسبب في تهجير سبعة ملايين فلسطيني إلى المنافي والشتات، مما زاد من معاناة الشعب الفلسطيني وجعله في مواجهة مع تحديات الاحتلال. وفيما يخص الأوضاع الراهنة، أشار السفير إلى العدوان الأخير على غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، واصفاً إياه بأنه حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني. وأوضح أن ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، هو امتداد لجرائم الاحتلال التي نتجت عن وعد بلفور، متهماً بريطانيا بمسؤولية مباشرة عن هذا الوضع. واختتم السفير أبو عيطة، بتأكيده على مطالبته بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتعويضه، والعمل على إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين، مشيرا إلى أن ذكرى وعد بلفور هي مناسبة لتذكير بريطانيا بالجريمة التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء هذا الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.
محمد بوسلامة