يتميز بنوبات حادة

السعال الديكي.. مرض معدٍ يحتاج للوقاية

السعال الديكي.. مرض معدٍ يحتاج للوقاية

يُعرّف الأطباء السعال بكونه مرضا بكتيريا يتميز بنوبات من السعال الحاد يعقبها في بعض الأحيان صوت شهيق التنفس العالي، والسعال الديكي من الأمراض شديدة العدوى.

وبلغت الإصابات به ملايين الحالات حول العالم كل عام. وقد كان من أحد أسباب الوفاة للأطفال قبل 14 عاما قبل التطعيم الإجباري، ولكن لحسن الحظ فمع وجود التطعيم تناقص عدد الإصابات به إلى حد كبير جدا. ولكن تظل نسبة الإصابات مرتفعة في البلاد النامية التي لا يتمتع فيها كل الأطفال بالتطعيم الإجباري أو في حالة استخدام تطعيم ضعيف، ويكفي أن نعرف أن عدد الإصابات على مستوى العالم يصل إلى نحو 50 مليونا تقريبا، وتبلغ نسب الوفيات جراء المرض نحو 290 ألف حالة كل عام، ويصيب المرض في الأغلب الأطفال، وإن كان من الممكن أن يصيب المراهقين وأحيانا البالغين خاصة كبار السن.

نسبة العدوى من المرض عالية جدا وتقريبا يمكن أن تصل إلى 99% من المحيطين بالمريض خاصة الذين لا يتمتعون بالمناعة القوية أو الذين لم يخضعوا للتطعيم. وتتم العدوى عن طريق الاتصال المباشر بالمريض أو الرذاذ والسعال.

ونظرا لأنه ليس هناك مناعة ضد المرض تنتقل العدوى من الأم للجنين، فيمكن إصابة الرضع الصغار الذين تقل أعمارهم عن عام واحد. وتبلغ نسبة الإصابة نحو 10% من الحالات وإذا حدثت الإصابة لدى الرضع تكون شديدة الخطورة ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة ونحو 99% من الوفيات نتيجة للمرض لدى الأطفال تحدث إذا حدثت الإصابة قبل عمر 6 شهور ولكن في الأغلب يتم شفاء المرض تماما، ويندر أن تكون هناك مضاعفات خطيرة.

 

مراحل المرض

وتتراوح فترة حضانة المرض بين ثلاثة أيام إلى نحو 12 يوما، وتستمر إلى نحو ستة أسابيع مقسمة إلى 3 مراحل.

* المرحلة الأولى: تستمر نحو أسبوعين، وهي أكثر الفترات التي يكون فيها المرض معديا، ويعاني فيها الطفل من أعراض تتشابه مع نزلة البرد من احتقان وسيلان للأنف وعطس وارتفاع طفيف في درجات الحرارة.

* المرحلة الثانية: وفي هذه المرحلة تنتاب المريض نوبة من السعال الشديد تستمر لعدة دقائق ولا يكون المريض قادرا على أخذ نفسه لأنه في حالة زفير نتيجة للسعال المستمر. ويكون لون الوجه أقرب إلى اللون الأزرق نظرا لعدم دخول الأكسجين نتيجة للزفير المستمر ويعقب هذه النوبة شهيق يصدر صوت أشبه بالصياح، ويلاحظ أكثر لدى الأطفال من عمر 6 شهور وحتى خمسة أعوام وتكون النوبة أكثر حدة كلما قلّ عمر الطفل، وبعد نهاية النوبة يبدو على الطفل الإجهاد من شدة السعال ويمكن أيضا ملاحظة بقع حمراء خفيفة في ملتحمة العين، وذلك من شدة السعال وأحيانا كثيرة يعقب هذه النوبات قيء ويتحول لون الوجه إلى اللون الأحمر وتستمر هذه الفترة نحو أسبوعين.

* المرحلة الثالثة: وفيها تتحسن حالة المريض ولكن يعاني من السعال لفترة طويلة يمكن أن تصل إلى عدة أسابيع.

 

مضاعفات المرض

في الأغلب يتم الآن علاج المرض تماما حتى ولو بشكل تدريجي، ونادرا ما يترك مضاعفات إذا بدأ العلاج مبكرا وتمتع المريض بقسط وافر من الراحة. ولكن في بعض الأحيان يمكن حدوث مضاعفات مثل الالتهاب الشعبي أو الالتهاب الرئوي وكذلك التهاب الأذن الوسطى وتنشيط بؤرة خاملة لمرض السل ويمكن أيضا حدوث بعض التشنجات نتيجة لنقص الأكسجين المتجه إلى المخ، نتيجة للشهيق المستمر في حالات النوبات المتكررة والعنيفة وأيضا يمكن حدوث نزيف بالمخ ويمكن حدوث مضاعفات نتيجة للإجهاد الناتج عن شدة السعال مثل حدوث نزيف من الأنف أو نزيف تحت ملتحمة العين، ويمكن حدوث فتق أربي نتيجة لتمزق عضلات البطن نتيجة لشدة السعال ويمكن أيضا حدوث جفاف للطفل وفي الأغلب يكون متوسط الشدة.

قبل تشخيص المرض يجب الوضع في الاعتبار الأمراض التي يمكن أن تتشابه أعراضها مع السعال الديكي في كل مراحله مثل نزلة البرد والأنفلونزا أو الأزمة الربوية أو السل وكذلك بالنسبة للمضاعفات مثل التهاب المخ أو التهاب الأغشية المحيطة بالمخ أو الصرع.

ويجب وضع تشخيص السعال الديكي في الاعتبار لأي حالة سعال حادة (هناك أطفال يعانون من سعال مزمن مثل الأزمة الربوية) تتعدى الأسبوعين وتكون على شكل نوبات يعقبها قيء ويمكن إجراء بعض الفحوصات مثل إجراء صورة كاملة للدم والتي يظهر فيها ارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء نتيجة للإصابة بالميكروب .

وهذا التحليل رغم دقته، فإنه شديد التكلفة ونادرا ما يتم الاعتماد عليه، خاصة أن الحالة الإكلينيكية تعتبر الأساس في تشخيص المرض، ويمكن أيضا في حالة وجود مضاعفات عمل أشعة على الصدر والتي تظهر بعض الالتهاب في الرئة أو الشعب الهوائية.

علاج المرض

يهدف علاج السعال الديكي إلى تقليل عدد نوبات السعال وملاحظة شدة السعال وتوفير الراحة للطفل والعمل على توفير التغذية الكافية وتوفير الأكسجين في حالات النوبات الشديدة. وفي الأغلب يتم العلاج في المنزل للأطفال أكبر من عمر عام وفي أحيان نادرة يمكن علاج بعض الحالات في المستشفى مثل الرضع أقل من عمر 6 شهور خاصة في حالات القيء المستمر، وكذلك إذا حدثت مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي أو في حالات الجفاف سواء.

ويمكن للمريض تناول أي غذاء تبعا لحالته العامة ويتم العلاج بالمضادات الحيوية سواء بالنقط للرضع أو عن طريق الشرب للأطفال، ويقوم المضاد الحيوي بعلاج الميكروب وكذلك يحد من انتشار المرض ويقلل من احتمالية حدوث المضاعفات حتى وإن لم يقلل من وقت الاعتلال وفي الأغلب يتم تناول عقار من عائلة الإريثروميسين ولكن لا يجب أن يتم تناول المضاد الحيوي إلا بعد وصف الطبيب، حيث أن هناك بعض أنواع من عائلة الإريثروميسين يمكن أن تسبب مشاكل صحية للأطفال تحت عمر عام.

ق. م