إن الإنسان لا يمكن أن يعيش وحده، فلا بدّ له من الاجتماع والاختلاط مع الناس، وإذا وفق الله عز وجل العبد كان اجتماعه مع الناس وفق شرع الله، ويكون ذلك من خلال أمور وردت في النصوص، وفي كلام أهل العلم، وهذا شيء منها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم، ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم، ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم، وقال رحمه الله: وإذا أحسن إلى الناس فإنما يحسن إليهم ابتغاء وجه ربه الأعلى. وألا يطلب منهم جزاءً إذا أحسن إليهم فالله جل جلاله هو الذي منَّ عليه بذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويعلم أن الله قد منَّ عليه بأن جعله محسناً، فيرى أن عمله لله وبالله…. فلا يطلب ممن أحسن إليه جزاء، ولا شكوراً، ولا يمنُّ عليه بذلك، فإنه قد علم أن الله هو المان عليه، إذ استعمله في الإحسان، فعليه أن يشكر الله، إذ يسره لليسرى.
أن يستر عيوبهم فيستر الله عليه، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ” متفق عليه، قال العلامة ابن باز رحمه الله: “هذا هو المشروع: إذا رأى الإنسان من أخيه في الله عورة، يعني معصية فلا يفضحه ولا ينشرها بين الناس، بل يسترها عليه، وينصحه ويوجهه إلى الخير، ويدعوه إلى التوبة إلى الله من ذلك، ومن فعل هذا وستر على أخيه، ستره الله في الدنيا والآخرة، لأن الجزاء من جنس العمل، أما الذين يظهرون المعاصي ولا يستحون يظهرونها بين الناس، فهؤلاء فضحوا أنفسهم، فليسوا محلاً للستر.. ليس محل الستر من أظهر فاحشته وأعلنها”. قال أحد السلف: أدركتُ قوماً لم يكن لهم عيوب فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوباً وأدركت قوماً كانت لهم عيوب فكفوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم.