السر المنسي..

السر المنسي..

فتحت حقيبتي القديمة
أفتش عن إحدى الذكريات
لاستعادة بعض اللحظات
داخل ظرف ملون
وبدون عنوان
أخرجت تلك الصفحة
وقد بانت وكأنها وثيقة تعود للعصور الوسطى،
لاستعادة الحلم الذي خبأته
ذات مرة، حين ظننت أنني قد نجوت فعلا
من طعن الذكريات،
وكالحلم تأتي الكلمات
كغيم مثقل.. متعطش
أنظر بشفقة إلى القلم
وكأن الأوراق تقول:
دعك من هذا، تفهمتُ الأمر
يبدو الأمر مضحكا قليلا،
لأني صرت ملزوما بنسيانٍ لا يـُهزمْ،
لأن هناك تخوف صغير
ينبت داخل روحي المرتعشة، وينمو
مع كل رشفة ندى تـُـقــبِله،
حين أسمع زخات صوتك الرخامي
يجتاز كل الحواجز ليعبث بسكون روحي،
ليعيد سرد تلك الروايات المدفونة
في أعماق جراح قلبي من جديد
وحين يسألني البعض
“ألا تزال وحيدا يا هذا”!!
غريب أمرك !
كلا لست كذلك..
لأني صرت ممزوجا بمخاوف
صنعت خصيصا لمواجهتي،
لا تسأليني السبب !!!
بهذه الطريقة كنت فعلا
سأجيب أول مرة لو سألتي،
فكلانا مدرك الحقيقة
وهذا فعلا يكفي
أو لم تكتف بعد!!؟.
حسنا – رغم كل ذلك
ها أنا لا زلت وحيدا
داخل تلك الغرفة المغمورة بحياة شعوب وشعوب،
ما زلت ملزوما بلعنة سِــــرَ ساكنها،
ولك الحق في نخب كأس
فخرا وتمجيدا للنصر..
لكن القدر لا يأبه لذلك النسيان
المفضوح في وجهي و
المعلن في واجهة الجميع،
وقد يحاصرني زيــفٌ أو ادعاء،
أو تقيد حرية مملكتي الغابرة
في حكايات زمان وزمان…

 

بقلم: بلال ماط – سكيكدة-