السراج يتعهد بإنهاء “عبث الإنقاذ” في ليبيا

elmaouid

قالت جامعة الدول العربية،  الاثنين، إن أمينها العام أحمد أبو الغيط سيترأس اليوم الثلاثاء اجتماعاً ثلاثياً يشارك فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا الرئيس التنزاني الأسبق جاكايا كيكويتي، لمناقشة سبل دفع عملية التسوية السياسية للأزمة الليبية.

وقال الناطق باسم الجامعة العربية محمود عفيفي في بيان إن “الاجتماع يهدف في المقام الأول إلى توحيد وتنسيق الجهود العربية والأفريقية والأممية الرامية إلى تشجيع الحوار السياسي بين كافة الأطراف الليبية وتأمين الدعم الدولي والإقليمي اللازم لاستكمال تنفيذ الاستحقاقات التي نص عليها الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد”. وأضاف المتحدث أن الاجتماع الثلاثي يأتي أيضاً في إطار متابعة النتائج التي توافقت عليها الدول والمنظمات العربية والغربية والإقليمية التي شاركت في الاجتماع الوزاري الذي عقد حول ليبيا الشهر الماضي على هامش أعمال الشق رفيع المستوى من الدورة الحالية الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما يأتي للبناء على ما أفضى إليه الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا الذى عقد في العاصمة النيجيرية نيامي يوم 19 أكتوبر 2016 والذي شاركت فيه جامعة الدول العربية بوفد عالي المستوى. هذا وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، من أعمال عنف، تحولت إلى صراع مسلح على الحكم، قسّم البلاد بين سلطتين، الأولى حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في طبرق، والثانية حكومة مناوئة لها تدير العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا”. وأعلن في مارس الماضي، عن تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فايز السراج، بعد موافقة الأطراف الليبية على اتفاق الصخيرات برعاية الأمم المتّحدة. وبدأت الحكومة بمهامها في العاصمة طرابلس بعد حصولها على الدعم الدولي رغم عدم حصولها على الموافقة من البرلمان الليبي في الشرق. ومن جانبه حذر الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في ليبيا، مارتن كوبلر، في وقت سابق، من خطورة الوضع الإنساني والأمني في ليبيا، مطالباً بتضافر الجهود والدعم الدولي للمؤسسات الليبية، دون التدخل في الشؤون السيادية لهذا البلد. وأكد على أن التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة في ليبيا منذ ثمانية أشهر، مكن من تحقيق تقدم مهم في الجانب السياسي، أدى إلى تجاوز الظروف الحرجة التي عاشتها ليبيا.وكشف كوبلر عن وصول ما لا يقل عن 100 ألف مهاجر غير شرعي إلى إيطاليا قادمين من مختلف الدول الأفريقية عبر الأراضي الليبية. ميدانيا أعلن الناطق باسم المجلس الرئاسي الليبي، أشرف الثلثي، أن المجلس سيقدم لمجلس النواب حكومة وفاق جديدة خلال الأيام القادمة.وقال الثلثي، إن “المجلس بصدد تشكيل حكومته الجديدة التي سيعرضها على مجلس النواب خلال الأيام المقبلة لاعتمادها، وهي مؤلفة من كفاءات وطنية قادرة بعيدا عن الجهوية والمناطقية”.وبيّن الثلثي أن المجلس الرئاسي بدأ في إعداد خطة لتأمين مدينة طرابلس وكل مناطق ليبيا، موضحا أن الخطة ترتكز على تفعيل الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وأجهزة أخرى سيتم تشكيلها لوزارة الداخلية، وسيتم دمج المجموعات المسلحة تحت مظلتها.وأضاف أن خطط الرئاسي شملت الجيش أيضا، حيث وضع مختصون برامج لإعادة هيكلة الجيش واختيار قيادات لترتيب الجيش وأبعاده عن التجاذبات السياسية.وقال إن المجلس الرئاسي بدأ في اتخاذ خطوات جدية لرسم سياسات تتعلق بالوضع المعيشي للمواطن، منها إيجاد سياسة بديلة عن الدعم السلعي، كرفع سقف المرتبات بما يتماشى مع الأحوال المعيشية للمواطن. من جانبه وصف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج إعلان “حكومة الإنقاذ” استئناف عملها في العاصمة طرابلس بـ”العبث”، متعهدا بإنهائه سريعا.وفي مقابلة مع قناة ليبيا الرسمية قال السراج إن “ما حصل من أحداث في طرابلس خلال الفترة الأخيرة محاولة لخلط الأوراق، وسعي حكومة الإنقاذ لإرباك المشهد”.وأضاف أن المجلس الرئاسي “تعامل بحكمة ولم يستخدم القوة في الوقت الذي يدفع فيه البعض نحو مواجهة دموية، لكننا سنوقف هذا العبث قريبا ولن ننتظر طويلا”.وكان رئيس “حكومة الإنقاذ” خليفة الغويل قد أعلن قبل عشرة أيام عودة حكومته لمباشرة أعمالها من طرابلس بعد غيابها عن المشهد السياسي في البلاد منذ مارس الماضي. وعلى إثر ذلك، شهدت العاصمة تحركات للمجموعات المسلحة المسيطرة عليها والموالية لحكومة الوفاق.وعلى صعيد الوضع في جنوب ليبيا، قال السراج في المقابلة إن الوضع هناك “خطير جدا على جميع المستويات -أهمها الأمنية والإنسانية- ويحتاج إلى وقفة جادة، وهناك تنظيمات إرهابية تجوب الجنوب الليبي وبعضها استغل الصراعات التي تحدث بين القبائل