مع أسماء الله الحسنى

الستير

الستير

الستر صفة من صفات ربنا جل جلاله وهي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده قال تعالى: ” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ” لقمان:20. قال عكرمة عن ابن عباس: النعمة الظاهرة: الإسلام والقرآن، والباطنة: ما ستر عليك من الذنوب ولم يعجل عليك بالنقمة. فمن أعظم نعم الله عليك أن يشملك بستره الجميل. وقال تعالى: ” يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ” الأعراف:26. يواري سوءاتكم: أي يستر عوراتكم، وسميت العورة سوأة لأنه يسوء صاحبَها انكشافُها. ولباس التقوى ذلك خير: أي كما ستر ظواهرنا باللباس الظاهر ينبغي أن نستر بواطننا بتعميرها بالتقوى والأعمال الصالحة، فيكون العبد قد تخلق باسم الله الستير واتصف بصفة الستر. لكن للأسف الشديد يأبي بعض الخلق إلا أن يكشف ذلك الستر وينزع ذلك الرداء فيسقط منه الحياء ويُنزع منه الستر!! ولأجل الستر كره الله تعالى إشاعة السوء حتى لو كانت صادقة وكره الذين يشيعونها وتوعدهم بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” النور:19. وإذا قلبنا النظر في مجتمعات المسلمين نرى ظاهرة نشر الفضائح وإشاعة القبائح قد انتشرت انتشاراً مُرَوِّعاً عبر الهواتف المحمولة وصفحات الإنترنت وشاشات الفضائيات، فلا دين يمنع ولا خلق يردع ولا حول ولا قوة إلا بالله. وإذا كان نشر الفضائح قد ذم الشرع فاعلها وتوّعده بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة فكيف بمن يتهمون الآخرين بالظن ويشيعون التهم بالوهم، يفترون على الأبرياء ويشوهون صورة الفضلاء ” إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ” النور:15.