السباح أسامة سحنون: غالبية رياضيي النخبة ليس لديهم من يرعاهم ويدعمهم ماديا… هذه أسباب نجاحي في فرنسا

السباح أسامة سحنون: غالبية رياضيي النخبة ليس لديهم من يرعاهم ويدعمهم ماديا… هذه أسباب نجاحي في فرنسا

يعتبر السباح أسامة سحنون، من بين الرياضيين الجزائريين الأوائل الذين نجحوا في افتكاك تأشيرة العبور إلى الأولمبياد، ورغم قلة الإمكانيات والدعم إلا أن ابن مدينة قسنطينة حريص على رفع راية التحدي في أولمبياد طوكيو 2021.

سحنون يتحدث في هذا الحوار مع “كووورة” عن كافة الصعوبات والعراقيل التي تواجهه في الوقت الحالي، إضافة إلى أهدافه وطموحاته على المدى القريب، حيث قال: “حاليا كل شيء متوقف، حتى المسبح الذي كنت أتدرب فيه تم تعليق نشاطه منذ انتشار الوباء للوقاية، لكنني أحاول أن أحافظ على لياقتي بالتدرب في المنزل، ورغم أنني أعلم أن هذا لا يكفي، إلا أنني أحاول تقديم أقصى ما لدي لأحافظ على لياقتي”.

ولفت سحنون إلى أن انتشار الوباء قد يهدد مشاركته في الأولمبياد وقال:”كل شيء وارد، فكل برامج الرياضيين توقفت حول العالم، ولا شيء مضمون في ظل انتشار الوباء”، لكنه بدا مرتاحا لقرار تأجيل الموعد الرياضي العالمي بقوله: “صراحة، جاء في الوقت المناسب، وكان خبرا سارا لي شخصيا، ورغم أنني ضمنت المشاركة في الأولمبياد منذ عام تقريبا، إلا أن التأجيل سيمنحني فرصة للتحضير جيدا، والمشاركة في المسابقة في أفضل الظروف، وسيمنحني الوقت لشحذ قوتي لتشريف الراية الجزائرية”.

وبشكل عام الأمر السلبي الوحيد هو أن الظروف الحالية تزيد الضغط على الرياضيين الذين لم يحسموا تأهلهم بعد.

وعن طموحاته في دورة طوكيو المقبلة، رد سحنون بثقة: “لا يخفى عليكم أنني أحضر منذ سنوات لهذا المحفل العالمي، وأحاول دائما التحلي بروح الانضباط، من أجل تشريف الراية الوطنية، وبلدي الجزائر، وهذا واجبنا كممثلين لبلد المليون ونصف المليون شهيد”.

وأشار سحنون بافتخار إلى إنجازاته قائلا:”حققت إنجازات كثيرة، لكن الإنجاز الذي سيظل راسخا في ذاكرتي هو فوزي بميداليتين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2018، واحدة ذهبية في اختصاص 100 متر سباحة حرة، وأخرى فضية في اختصاص 50 متر سباحة حرة، مع تحطيمي أرقام قياسية جزائرية، وعربية، وإفريقية، ورغم المنافسة الشديدة والمستوى العالمي إلا أنني حققت يومها خامس أفضل توقيت في العالم”.

واعترف سحنون بأن آمال السباحة الجزائرية معلقة عليه، وهو ما يمثل بالتأكيد ضغطا رهيبا، لكنه يحاول تحويل هذا الضغط إلى طاقة إيجابية، فهذا الأمر يمنحه دافعا لمواصلة تشريف السباحة الجزائرية في المستوى العالي.

وبخصوص سر فوزه بعدة ميداليات في فرنسا، قال سحنون: “لا يوجد سر، أنا حريص دائما على العمل بجدية والتحلي بالعزيمة والصرامة لتحقيق أهدافي، وتشريف الراية الجزائرية في المسابح الأجنبية”.

وتابع شارحا:”السباحة رياضة صعبة للغاية، ولا يمكن مقارنتها بالرياضات الأخرى، فمثلا خلال فترة الحجر الصحي لم يتمكن السباحون من مواصلة تحضيراتهم، في ظل تعليق النشاط بالمسابح. ورغم كل هذا إلا أنني أعتقد أن السباحين الجزائريين لديهم العزيمة، والإرادة لتحقيق الأفضل، ونتمنى أن تقدم لنا الدولة يد العون لتشريف الجزائر”.

وعاد سحنون ليتحدث عن مرحلة التحضير للأولمبياد قائلا:”أنا أحضر في فرنسا، وهذا الأمر يتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وهو الإشكال الذي يواجهنا في الجزائر، فغالبية رياضيي النخبة ليس لديهم من يرعاهم ويدعمهم ماديا، ومن خلال موقعي أناشد الرعاة والممولين الجزائريين لدعمي، حتى أضع كل تركيزي على الجانب الرياضي فقط. كما أتمنى من الحكومة الجزائرية أن تواصل دعمنا حتى نستعد بأفضل ما يمكن للأولمبياد.

وختم شاكرا كل الجزائريين الذين ساندوه، ووقفوا إلى جانبه، كما حيّا كل الأطباء، ومنتسبي القطاع الصحي الذين شكلوا الصفوف الأولى منذ انتشار الوباء، كما تمنى من كل قلبه أن يواصل تشريف الجزائر في المحافل الدولية.

ب/ص