الزنا وانتشاره في هذا الزمان

الزنا وانتشاره في هذا الزمان

إن الزنا جريمة خطيرة، ومعصية عظيمة، كيف لا وهو يطعن في شرف الإنسانية المتوارث، ويخلط بين الأنساب الطاهرة، ويحصل من ورائه الخزي والفضيحة في الدنيا والآخرة إن الزنا عار وشنار، يهدم البيوت الرفيعة، ويخرس الألسن البليغة، ويضع القبيلة الشريفة. ولقد حذر الله عباده من ارتكاب هذه الجريمة، ومن الاقتراب منها، فقال جل ثناؤه ” وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ” الإسراء: 32. ولقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام الأمة من هذه الرذيلة، وأكثر من ذلك، فقد روى ابن ماجه في سننه، وحسنه الألباني رحمهما الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع، التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم. إن الزنا يطفئ نور الإيمان، كما روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن” البخاري. وروى البخاري في صحيحه في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الطويل في قصة الإسراء والمعراج، وفيه: أن جبريل وميكائيل أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وقالا له: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال، ونساء عراة يتوقد تحته نار، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا، فإذا هدأت رجعوا فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الزناة والزواني”. فليتق الله الآباء في تربية أولادهم، وليرحموا شبابهم بزواجهم، وزواج بناتهم، ولا يتسببوا في انتشار الفواحش والمنكرات، وتعذيب البنين والبنات، فالظلم ظلمات. إن ديننا دين العفة والطهارة، ودين الشرف والكرامة، فقد جاء مرغبًا ومرهبًا بترك هذه الفاحشة بكل وسائلها وأسبابها.

 

الدكتور مسلم اليوسف