عند إصابة الكبار بالتهاب الحلق أو الزكام الشديد، فإن العلاج يكون بسيطا لكن بالنسبة لطفل عمره أسابيع أو أشهر قليلة، لا بد أن يتحرك الأهل بجدية لأن إهماله ستكون له نتائج سلبية على صحة الطفل العامة فيما بعد حسب قول دكتورة الأطفال ارينا كوبيلوا داني في كلية الطب بجامعة سان خوسيه.
اختلاطات البلعوم والحنجرة أخطر الأعراض
فالاختلاطات في التهاب البلعوم والحنجرة ليست بالأمر السهل، إذ تكون حرارة الطفل في الغالب مرتفعة ويصحبها جريان غزير في الأنف، ويضاف إلى التهاب الأنف التهاب الحلق، حيث توجد الناميات الغدية التي تكون في بعض الأحيان متضخمة، واضطراب التنفس لا يلبث أن يترجم الاحتقان الداخلي في هذا المناطق، ذلك أن انسداد الأنف يكاد يكون كاملا تقريبا. والطفل الصغير جدا على خلاف البالغ، لا يجيد التنفس عن طريق الفم، اضف إلى ذلك أنه عاجز عن تفريغ المادة المخاطية من أنفه. ويبلغ الانزعاج التنفسي درجة تجعل الطفل يصرخ وعملية التغذية تكون شديدة الاضطراب، ذلك أن ابتلاعه الطعام لا يتم إلا على دفعات متقطعة تفصل بين الواحدة والأخرى نوبات اختناق، وسرعان ما يبدأ الطفل بالقيء كما يصاب بالإسهال بسبب ابتلاعه كمية من المخاط، فيفقد بالتالي قليلا من وزنه.
مخاطر التهاب الأذن
إن للمضاعفات التي تظهر علاقة وثيقة بالمواد المخاطية التي يبلعها الطفل بسبب الزكام ومنها التهاب الحنجرة والتهاب القصبات، وفي بعض الأحيان التهاب القصبات والرئة. لكن الاختلاط الأكثر شيوعا يظل التهاب الأذن وينجم عن المخاط الذي يتغلغل بسهولة في الأنبوب البلعومي الطبلي (قناة تمتد من الأذن الوسطى إلى البلعوم الأنفي) الذي يكون عريضا وقصيرا عن الرضيع، فيصل الالتهاب عن طريقه إلى صندوق طبلة الأذن وقد يتوغل إلى الغشاء العظمي، ويشتبه دائما بالتهاب الأذن عندما تقع إصابة في الأنف والبلعوم ينتج عنها في أكثر الأحيان ارتفاع في درجة الحرارة، وبناء عليه فإن التهاب الأذن والزكام عند الطفل لا يجب اهماله أبدا.
نصائح وقائية
يقدم الأطباء عددا من النصائح التي ينبغي للأولياء اتباعها:
– تجنب احتكاك الطفل بطفل مصاب بالزكام، وإذا ما وقعت الإصابة ينبغي إزالة المواد المخاطية من منخري الطفل بقطعة قطن ملفوفة على عود ثقاب بعد غمسها بقليل من المصل الفيزيولوجي، وبخاصة قبل كل رضعة أو تقديم مصاصة الرضاعة.
– إعطاء الطفل الكثير من الماء أو الشاي من دون سكر ويفضل استخدام الملعقة الصغيرة. استدعاء الطبيب عند اصابة الطفل بالزكام المصحوب بالحمى، فالطبيب هو الوحيد في هذه الحالة الذي يستطيع تحديد ما إذا كان ثمة اختلاطات أم لا وما إذا كانت هذه الأخيرة تستدعي إعطاء علاجات فعالة وقوية.
– والنصيحة الأخرى التي تقدمها دكتورة الأطفال ارينا كوبيلوا داني عدم استعمال القطرة الأنفية المطهرة من دون نصيحة الطبيب، فمثل هذا العلاج قد يكون خطرا إذا ما كان المحلول مضادا للحيويات أو مقبضا للأوعية لأنه يجمد المادة المخاطية الأنفية، ويمنعها من لعب دورها الطبيعي في الدفاع ضد الجراثيم، وذلك عندما يشل أيضا عمل الشعيرات الأنفية التي هي بمثابة مكنسة حقيقية للتجويف الأنفي.
– كما أن النوم من أهم العلاجات للطفل مع تهوية الغرفة التي ينام فيها.