ذكرت صحيفة “ذا تلغراف” بأن الجدال حول كون الزبدة أم السمن الصناعي أفضل لصحة الإنسان امتد لعقود طويلة، “ولكن عندما ظننا بأنا عرفنا الجواب، وهو أن الدهون الموجودة في الزبدة لا تؤثر على صحتنا، تأتي دراسات أخرى لتثبت عكس تلك النظرية.”
أحدث النتائج
لقد قام باحثون من جامعة هارفارد للصحة العامة بدراسة حمية 130.000 طبيب وممرض لمدة 30 عاما. وقد أظهرت النتائج بأن استبدال الدهون المشبعة في الزبدة بتلك غير المشبعة في زيوت الخضار والسمن الصناعي يقلل بشكل كبير مخاطر أمراض القلب!
وتذكر الصحيفة بأن تلك النتائج تتعارض تماما مع دراسات أخرى وجدت بأن تناول أو عدم تناول الدهون المشبعة لم يقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب، مما يعني عدم القلق من الدهون المشبعة وتناول الزبدة بدلا من السمن الصناعي.
ولكن باحثي هارفارد يدّعون بأنهم عرفوا السبب وراء ذلك التناقض، حيث أن تلك الدراسات لم تأخذ بعين الاعتبار بأن الأشخاص الذين امتنعوا عن تناول الزبدة، استمروا في تناول المزيد من الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والباستا، والتي تعد من أهم عوامل أمراض القلب.
وتوصل الباحثون إلى أن الدهون المشبعة تقلل من أمراض القلب فقط إذا تم استبدال تلك السعرات الحرارية بالدهون غير المشبعة وليس بالكربوهيدرات المكررة.
حيادية الزبدة
وذكر الدكتور عاصم مالهوترا، طبيب أمراض القلب ومستشار في المنتدى الوطني للسمنة في لندن للصحيفة بأن دراسة هارفارد لا تعد مؤشرا لاستبدال الزبدة بالسمن الصناعي. وقال: “بالنسبة لي سأفضل تناول الزبدة على السمن الصناعي، كما أنصح مرضاي بذلك.” ويؤمن د. مالهوترا بأن الزبدة لا تفيد ولا تضر بالصحة، فتأثيرها على صحة الإنسان “محايد”، ولكنه قلق بشأن السمن الصناعي، فقد ذكر بشأنه: “أظن بأنه مؤذٍ للصحة”، كما أشار إلى أن الكثير من أنواع الدهون غير المشبعة بما فيها تلك الموجودة في زيوت الخضار والسمنة ليست جيدة للقلب.
وأضافت الصحيفة بأن إحدى دراسات عام 2013 المنشورة في الصحيفة البريطانية الطبية وجدت بأنه ازداد عدد الوفيات من الرجال المصابين بأمراض القلب والذين قاموا باستبدال الدهون المشبعة بأحماض دهنية متعددة وغير مشبعة من أوميغا 6، والمعروفة أيضا باسم حمض اللينوليك.
واللينوليك عبارة عن دهون غير مشبعة مستخدمة بكثرة وموجودة بكميات كبيرة في زيوت الخضار كالذرة وعباد الشمس والعصفر وفول الصويا وفي السمن الصناعي المصنوع من تلك الزيوت. وهناك دراسة أخرى قامت بها جامعة كامبريدج هذا العام تفيد بأن الدهون المشبعة في منتجات الألبان قد تقي من الإصابة بداء السكري، بينما فشلت دراسة أخرى في جامعة ماكماستر في كندا في إيجاد أي صلة ما بين الدهون المشبعة والأمراض الصحية.
وينصح الدكتور مالهوترا المستهلكين بتجنب استخدام السمنة والالتزام بالزبدة واستخدام المزيد من زيت الزيتون الأولي “لأنه يعد دواء” والمكسرات في حميتهم الغذائية للتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والجنون والسرطان.
السمنة الصناعية
وتقول الصحيفة بأن الصحة البريطانية تنصح الرجال والنساء بالتقليل من الدهون المشبعة لحد 30 غراما و20 غراما على التوالي، كما أن زيوت المائدة قليلة الدهن كزيت الزيتون وزيت عباد الشمس موصى بها كبديل جيد للزبدة، وبحسب آخر الدراسات فإن معظم منتجات السمنة الصناعية لا تحتوي أو تحتوي القليل من عناصر الدهون غير المشبعة والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والنوع الثاني من السكري.
الزبدة
إن الزبدة تتمتع بمذاق غني وهي مرضية أكثر ومشبعة لمدة أطول كونها تحتوي على دهون مشبعة، كما أنها من أفضل المصادر لفيتامين A وE وK وD وهي مصدر غني بعنصر السيلينيوم. وتذكر أخصائية التغذية، فيكي بروس بأن المفتاح لحل الجدال هو التوازن، حيث تشجع على تناول الزبدة ولكن باعتدال ودون إفراط.
ق. م
