الرياضة الجزائرية .. إنجازات رائعة ورهانات كبيرة

الرياضة الجزائرية .. إنجازات رائعة ورهانات كبيرة

لا يختلف اثنان على أن الرياضة الجزائرية حققت الكثير من الانجازات في مختلف المحافل الدولية والإقليمية والقارية، آخرها التتويج التاريخي الرائع للمنتحب الوطني لكرة القدم بالأراضي المصرية، حيث انتزع أشبال جمال بلماضي اللقب القاري.

والمؤكد أن الرياضة لعبت دورا كبيرا في اسماع صوت الثورة مثلما فعل فريق جبهة التحرير الوطني من خلال المقابلات التي أجراها في العديد من الدول، حيث كان يضم خيرة اللاعبين على غرار رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني وعبد الرحمان بوبكر

وكروم وبراهيمي وبوشاش وكرمالي وسوكان وعريبي وستاتي ورواي ودفنون، الذين ساهموا في تحرير الجزائر من الاستعمار، وغداة الاستقلال ساهم هؤلاء اللاعبين في تطوير كرة القدم الجزائرية، حيث أصبحوا مؤطرين من درجة خمس نجوم .

 

معوش أول رئيس لـ “الفاف” 1962

ولعل أول خطوة سجلت في الحركة الرياضية الجزائرية خلال أشهر قليلة من الاستقلال هو انتخاب الراحل الدكتور محند أمقران معوش على رأس الإتحادية الوطنية لكرة القدم، خلال الجمعية العامة المنعقدة يوم 21 أكتوبر 1962 … وعرفت الكرة المستديرة في عهده تقدماً كبيراً، فبعد مشاركة المنتخب الوطني في الألعاب الإفريقية ببرازافيل عام 1965، حقق المنتخب الوطني سنتين من بعد خطوة كبيرة، بتأهله إلى الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت بإثيوبيا عام 1967، فحتى وإن أقصي زملاء حسن لالماس إلا أن شبان الجزائر تركوا انطباعا حسنا بدليل اختيار لالماس ضمن أحسن اللاعبين في البطولة.

وانصب اهتمام “الفاف” في بداية عملها على ضرورة تأسيس أول بطولة وطنية مؤلفة من 16 فريقا تم توزيعهم على أربع مجموعات وفق التقسيم الجغرافي (المجموعة الشرقية والمجموعة الوسطى الشرقية والمجموعة الوسطى الغربية والمجموعة الغربية )… ومن بين أهم الأندية التي شاركت في أول بطولة في تاريخ الجزائر المستقلة نخص بالذكر مولودية الجزائر واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد وأولمبي العناصر الذي تمكن من سحق مستضيفه شباب بئر التوتة بـ (18 – 0)، وظلت هذه النتيجة صامدة لأكثر من ثلاثين سنة .

 

الدراجات والكرة الحديدية… أول التتويجات

وفضلا عن كرة القدم، سعت الجزائر إلى ترسيم حضورها على المستوى العالمي في جل التخصصات الرياضية كدولة فتية مستقلة خاصة وأن استرجاع السيادة الوطنية تزامن مع اقتراب تنظيم بطولات ودورات عالمية وقارية منها الألعاب الإفريقية الأولى سنة 1963 وبطولة العالم للدراجات في نفس السنة بسويسرا وكأس العالم للكرة الحديدية بسويسرا أيضا .

وكانت المفاجأة أن الجزائر برزت وتألقت في أول ظهور رسمي لها، حيث جاء التتويج القاري الأول من نيروبي على يد الدراج الجزائري أحمد جليل الذي أهدى الجزائر أول ميدالية ذهبية في عهدها المستقل، وتلته المفاجأة الكبيرة التي صنعها منتخب الكرة الحديدية سنة 1964، حيث نال لقب كأس العالم اختصاص اللعب القصير بفضل مهارة الثلاثي سيد أحمد سينيا وبوعلام غوراب وأحمد فراح .

كما كانت الجزائر في نفس السنة على موعد مع الدخول في الفضاء الأولمبي، حيث شاركت في الألعاب الأولمبية لطوكيو ومثّلها آنذاك السيد محمد لزهاري في اختصاص الجمباز، واحتل فيها المرتبة الـ 49.

 

الألعاب المتوسطية 1975.. مناسبة التأكيد

واستمرت الأوضاع في هذا الحيز الإيجابي إلى غاية تنظيم الجزائر لأحد أكبر التجمعات الرياضية الإقليمية، وذلك في عام 1975 باحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط في طبعتها السابعة، وذلك بفضل التكوين القاعدي وكذا المنشآت المختلفة على غرار ملعب 5 جويلية الأولمبي والقاعة البيضاوية وقاعة حرشة التي تم إنجازها في فترة وجيزة، حيث أبهرت الدول المشاركة التي بلغ عددها 15 دولة أي ما يعادل 2095 رياضيا .

وتمثلت حصيلة الجزائر في المنافسة المتوسطية بعشرين ميدالية، منها 4 ذهبيات و7 فضيات و9 برونزيات. ولعل أبرز حدث دُوّن بأحرف بارزة في المنافسة ذاتها هو قهر المنتخب الوطني لكرة القدم منتخب “الديكة”، حيث تمكن من خطف المعدن النفيس بكل جدارة واستحقاق في لقاء أقل ما يقال عنه مثير.

 

 تعزيز القطاع بقانون الإصلاح الرياضي 1977

elmaouid

ولتعزيز المنظومة الرياضية، قام الرئيس الراحل الأسبق هواري بومدين سنة 1977، بإصدار قانون الإصلاح الرياضي الذي أعطى دفعا قويا للرياضيين ووضع الرياضة الوطنية على الدرب الصحيح لا سيما مع مجيء جمال حوحو على رأس وزارة الشباب والرياضة، حيث كانت الإصلاحات في عهده عميقة طالت الهياكل القديمة الموجودة حينها، ومن بين الإجراءات المتخذة في إطار تلك “الثورة الرياضية” تقسيم الجمعيات إلى قسمين هما الجمعيات الرياضية البلدية المسماة الهاوية والجمعيات الرياضية من المستوى العالي التي تخص نوادي النخبة.

وظهرت أثار مسك هذا القانون في الألعاب الإفريقية التي تشرفت الجزائر باستضافتها عام 1978، حيث سجلت استفاقة نوعية لعدد من الرياضات لا سيما السباحة والجيدو والدراجات والملاكمة وكرة اليد والكرة الطائرة .

 

المغامرة المونديالية التاريخية

MONDIAL 2014. Allemagne - Algérie : oublier le match de la honte

ومع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، بقيت كرة القدم تصنع أفراح الجزائر بأيامها الذهبية لا سيما مع ظهور جيل جديد من اللاعبين المتميزين والمحترفين أمثال لخضر بلومي ورابح ماجر وصالح عصاد ومصطفى دحلب ونور الدين قريشي الذين ساروا في مخطط مناسب جعلهم يحققون أول مشاركة للجزائر في كأس العالم بإسبانيا عام 1982، بعد مسيرة ذهبية في التصفيات بتحقيق فوز تاريخي أمام ألمانيا والشيلي … و بفضل هذه الأرمادة من اللاعبين تمكن الفريق الوطني من المشاركة في موندياله الثاني على التوالي بمكسيكو عام 1986، أين لم تكن النتائج مثل المشاركة الأولى، لكن الشعب الجزائري يحتفظ بصورة مباراتنا أمام البرازيل، أين لقن بلومي وعصاد وماجر درسا لزملاء كاريكا.

 

كرة اليد ملكة الرياضات الجماعية

Handball, CAN 2020 : L'Algérie dans le carré d'as et qualifiée pour le  Mondial 2021

وهذا المنحى الإيجابي سارت عليه أيضا الرياضات الجماعية وبالدرجة الأولى كرة اليد التي تعد دون منازع الرياضة التي فرضت نفسها أكثر من غيرها بما لا يقل عن ستة تتويجات للبطولة الإفريقية، حيث فازت بها التشكيلة الجزائرية فئة الرجال على التوالي سنوات 1981، 1983، 1985، 1987، 1989 و1996 دون نسيان مختلف التتويجات (أربعين) لمختلف النوادي الجزائرية في رابطة الأبطال وكأس إفريقيا الفائزة بالكؤوس والكأس الإفريقية الممتازة “بابا كار فال” والكأس العربية للأندية البطلة.

من جانبها، تحصي التشكيلة الجزائرية لكرة القدم بفضل جيل ذهبي يتشكل من رابح ماجر ولخضر بلومي وجمال مناد وصالح عصاد وغيرهم في رصيدها كأسا إفريقية للأمم تحصلت عليها سنة 1990 بالجزائر بعد التغلب في النهائي على نيجيريا بنتيجة (0-1).

كما فازت بالكأس الأفروآسيوية على حساب إيران سنة 1991 وتأهلت إلى كأس العالم في ثلاث مناسبات سنة 1982 والفوز التاريخي على ألمانيا (2-1) وفي سنة 1986 بالمكسيك و2010 في جنوب إفريقيا.

 

بولمرقة ومرسلي يصنعان الفرحة في عز أيام الجمر

ومع بداية التسعينيات، عرفت فيها رياضة الملاكمة وألعاب القوى الجزائرية أوج مجدها سيما بين 1990 و2000، بفضل أسماء احتكرت الواجهة العالمية على غرار حسيبة بولمرقة ونور الدين مرسلي وحسين سلطاني .

وكان لحسيبة بولمرقة شرف منح أول ميدالية ذهبية أولمبية للجزائر المستقلة في سباق 1500 متر سنة 1992 بالألعاب الأولمبية التي جرت ببرشلونة، قبل أن تصعد مرتين إلى منصة التتويج خلال كأس العالم لألعاب القوى سنة 1994 بلندن وسنة بعد ذلك بغوتبرغ لحساب بطولة العالم في نفس المسافة. أما المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية لسنة 1996 بأطلنطا، فقد كانت الأوفر في حصاد الميداليات الذهبية مع تتويج نور الدين مرسلي في سباق 1500 متر والمرحوم حسين سلطاني في الملاكمة (الوزن الخفيف)، كما فاز هذا الأخير بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية ببرشلونة في فئة وزن الريشة. كما كان لمرسلي فخر حصوله على ثلاث بطولات عالمية (1991-1993-1995) وكأس العالم داخل القاعة سنة 1991، وتمكن خلال مشواره من تحسين خمسة أرقام قياسية عالمية في الهواء الطلق وإثنين داخل القاعة…وبقيت أم الرياضات الجزائرية تقدم أبطالا في كل الفترات، حيث ومع نهاية التسعينيات ظهرت نجمة جديدة اسمها نورية بنيدة مراح التي أعطت أفراحاً أخرى للجزائريين، حيث تمكنت من نيل اللقب الأولمبي في اختصاص 1500 م في دورة سيدني 2000، لتكون سيدة ألعاب القوى الجزائرية في تلك الفترة، وتعد الذهبية الأولمبية الرابعة مختلفة على غرار سعيدي، سياف وعلالو وبن يخلف وحداد ثم جاء دور توفيق مخلوفي الذي أحرز ميدالية ذهبية سباق 1500 متر في أولمبياد لندن سنة 2012.وعلى صعيد بطولات العالم، تمكنت ألعاب القوى الجزائرية من التألق مرة أخرى بفضل العداء سعيد جبير قرني الذي فاجأ الجميع في مونديال باريس 2003 في سباق 800 م، وفاز على أكبر المرشحين أمثال الدانماركي كيبكيتر أمسية تاريخية بملعب سان دوني بباريس.

 

الملاكمة تدشن سلسلة التتويجات الأولمبية

وتعود أولى الميداليات الجزائرية في الألعاب الأولمبية لسنة 1984 بلوس أنجلس، إلى رياضة الفن النبيل عندما تمكن الملاكمان الجزائريان محمد زاوي ومصطفى موسى من الفوز بالبرونز… وتواصلت المسيرة الذهبية في الملاكمة الاحترافية بفضل محمد بن قاسمية الذي نال في سنة 2003 بمدينة العلمة اللقب العالمي للوزن الثقيل الخفيف لحساب المجلس العالمي للملاكمة (دابليو- بي- بي) بعد تغلبه في الجولة الثالثة على الألماني ماركو هينيخن بتوقيف من الحكم.

كما برز الجيدو الجزائري على الساحة الدولية من خلال الميدالية الفضية التي فاز بها عمار بن يخلف في الألعاب الأولمبية 2008 ببكين، فضلا عن برونزية صوريا حداد في بكين أيضا في فئة أقل من 52 كلغ، كما نجحت هذه الأخيرة الحائزة على البطولة الإفريقية في عديد المناسبات في افتكاك الميدالية البرونزية خلال كأس العالم لسنة 2011 ، بمدينة ساوباولو البرازيلية.وفي رياضات أخرى، ألقاب عديدة على مستوى الأندية في كرة اليد والحصيلة بالجملة لمولودية الجزائر على الصعيد القاري ومولودية وهران سابقا في البطولات العربية، إلى جانب رياضة الكرة الطائرة التي تبقى في تألق مستمر دون أن ننسى تحقيق التأهل الثاني على التوالي للمنتخب الوطني لكرة الطائرة إناث للألعاب الأولمبية بلندن، وكذا ألقابه القارية.وبالتالي، فإن الرياضة الجزائرية تزخر بمواهب عديدة، تتألق باستمرار حين تجد المتابعة المستمرة والعلمية، أين عشنا لحظات تاريخية في رياضات مختلفة مثل التنس وتنس الطاولة والتايكواندو والكاراتي والجمباز والكرة الحديدية، كرة السلة والمصارعة.

 

المنتخب العسكري… المفاجأة السارة

وتمكنت الرياضة العسكرية من إحداث الاستثناء الكروي الوحيد في2011، عندما توج المنتخب الوطني بكأس العالم العسكرية التي جرت بالبرازيل شهر جويلية، بعد تغلبه على المنتخب المصري بهدف نظيف حمل توقيع مهاجم مولودية وهران سيد أحمد عواج، وقدم أشبال المدرب عبد الرحمن مهداوي دورة في المستوى بعد أن تصدروا مجموعتهم التي ضمت منتخبات البرازيل، الأوروغواي والسورينام، قبل أن يفوزوا على البرازيل البلد المضيف في المباراة نصف النهائية.ومثلما جرت العادة، ساهمت رياضة المعوقين في السجل الذهبي للرياضة الجزائرية بألقاب عالمية وأولمبية، حيث تألق علاق ومجمج وبتينة نويوة وغرزولي وآخرون كانوا في كل مرة يعودون إلى أرض الوطن محملين بالألقاب والميداليات.وتوالت الانتصارات لكن ليس بنفس الوتيرة لأسباب عديدة، حيث تراجعت النتائج لاسيما على مستوى الرياضات الجماعية مع بعض القفزات الفردية ليس إلا إلى غاية صيف 2019.

 

هدية رائعة في احتفالات عيدي الشباب والاستقلال

قبل عامين، وفي عز الاحتفالات بعيدي الاستقلال والشباب، رفع قائد المنتخب الوطني لكرة القدم، رياض محرز، بفخر واعتزاز مجسم كأس إفريقيا للأمم-2019 بمصر، ليعيش شعب بأكمله لحظات لا تنسى بعد 29 سنة من أول تتويج قاري.واختتم “الخضر”، بقيادة المدرب جمال بلماضي، مشاركتهم على أرض الفراعنة بأجمل فوز، بعد الإطاحة بالسنغال في النهائي (1-0) على ملعب القاهرة الدولي، أمام أكثر من 60 ألف متفرج من بينهم 15 ألف جزائري.

وكان الانجاز الذي حققته تشكيلة متعطشة للتتويجات، بمثابة مأمورية معقدة قبل بضعة أشهر، حيث كان رهانا صعب التحقيق والمنال، بالخصوص على الأراضي المصرية وفي بطولة لعبت لأول مرة بحضور 24 فريقا. لكن “الغرينتا” التي غرسها بلماضي في تشكيلة كانت في الماضي القريب تكتفي بالمشاركة فقط، مكنت من إعادة الاعتبار لكرة القدم الجزائرية.وكان أول لقب قاري ناله “الخضر” في شهر مارس 1990 داخل الديار، قبل أن تعرف الكرة الجزائرية سنوات “عجاف”، إلى غاية نسخة 2010 لما احتل الفريق الوطني المرتبة الرابعة بأنغولا، في أحسن مشاركة له منذ تتويجه الأول.وتمكنت التشكيلة الجزائرية من رفع التحدي وتحقيق انجاز تاريخي سمح لها بمخالفة جميع التوقعات وكسب الاحترام. فبعد سنوات من الانتظار، تمكن الفريق الوطني، ليس فقط من تسلق هرم القارة السمراء، بل من استرجاع ثقة شعب بأكمله كذلك.ونجح جمال بلماضي، الذي تعاقدت معه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في أوت 2018، في إعادة الروح للفريق الوطني بعد أن فشل أسلافه في هذه المهمة. ورفع القائد السابق للمنتخب الوطني سقف الطموح عاليا منذ البداية، بعدما وجد الوصفة المناسبة لذلك.وقال بلماضي في الفاتح جوان 2019 خلال مؤتمر صحفي: “كأس افريقيا-2019 ليست لي بأي حال من الأحوال مرحلة انتقالية. لا أحد يمكنه أن يمنعنا لأن نكون طموحين في الحياة. كان علينا تغيير خطابنا مع اللاعبين وليس فقط الاكتفاء بالقول إنه علينا تحقيق مشاركة في المستوى. نطمح للفوز بلقب هذه البطولة”.بالنسبة للعديد من العارفين بشؤون المنتخب، يعتبر بلماضي المهندس الرئيسي للتتويج الإفريقي. فبعدما كان يثق في أهدافه، انتهى به الأمر إلى “ترويض” المتشائمين والوفاء بوعده والسماح لهذا الجيل الجديد بتكرار ما فعله سابقه من خلال لعب سريع، تمريرات قصيرة وروح التضامن.

وعلق بلماضي عقب النهائي: “يجب أن نهنئ اللاعبين، هم الذين قاموا بهذا العمل الاستثنائي، كانوا رائعين رغم الضغط. أنا سعيد جدا لشعبنا، كان ينتظر هذه النجمة الثانية منذ فترة طويلة جدا. إنه أول فوز بكأس إفريقيا خارج الديار. قبل 11 شهرا، استرجعت فريقا كان يمر بظروف صعبة، تحقيق هذا الإنجاز بعد هذا الوقت القصير أمر استثنائي”.فالفوز على السنغال (مرتين)، كوت ديفوار ونيجيريا في بطولة واحدة كان بمثابة “معجزة” منذ وقت ليس ببعيد، ليخطو المنتخب الوطني خطوة إلى الأمام مع بلماضي، حتى ولو أن تشكيلة 2014، تحت قيادة البوسني وحيد خليلوزيتش، كانت قد تمكنت من التأهل الى ثمن نهائي كأس العالم بالبرازيل، ولكن دون الحفاظ على الديناميكية المطلوبة.وخطف ”الخضر” اللقب أمام السنغال في نهائي أداره الحكم الكاميروني أليوم نيان و أنهاه المهاجم بغداد بونجاح في ظرف دقيقتين فقط بعد قذفة قوية من حوالي 18 مترا غيّر مسارها مدافع سنغالي قبل أن تسكن الشباك.

وصرح هداف المنتخب الوطني، إسلام سليماني بعد المباراة: “الحمد لله لقد وصلنا إلى الهدف المنشود. كثير من الناس لم يؤمنوا بنا، لكننا وقفنا كرجل واحد وحققنا مشوارا دون أي تعثر. كنا الأفضل في البطولة منذ اليوم الأول للمنافسة. أنا فخور بالانتماء إلى هذا الفريق والفوز بكأس إفريقيا الثانية للجزائر”.

وكانت أبرز لقطة في ذلك اليوم، تسلم القائد رياض محرز الكأس بحضور رئيس الدولة آنذاك عبد القادر بن صالح وفي ظروف خاصة كانت تمر بها البلاد، بعد 29 سنة من التتويج الأول للجزائر داخل القواعد عام 1990 تحت قيادة المرحوم عبد الحميد كرمالي.في سعيها للدفاع عن لقبها القاري، بدأت الجزائر حملة تصفيات كأس أمم افريقيا 2021، التي تم تأجيلها إلى 2022 بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، بتسجيل انتصارين متتاليين: بالبليدة ضد زامبيا (5-0) وبغابورون أمام بوتسوانا (1-0).

ب/ص