ينظم المركز الجامعي مرسلي عبد الله “تيبازة”، بالتنسيق مع كل من مخبر الممارسات الثقافية والتعليمية، ومعهد اللغة والأدب العربي يوم 15 أكتوبر 2025 الملتقى الوطني الهجين حول: “الرواية وقضايا الأمة الممارسات السردية وتحولاتها”.
وتهدف هذه الفعالية إلى بيان أهمية الرواية بما تكتنزه في ثناياها من آراء وأفكار وتطلعات في شاكلة حلول واقتراحات، وتبتغي من خلالها خدمة الواقع الاجتماعي ومتغيراته، والارتقاء بالوعي الجمعي المشكل له على حد سواء، بالإضافة إلى النظر إلى الرؤية الإبداعية التي يتخذها المبدع ملاذا للتعبير عن وجهة نظره إلى العالم بما يشتمل عليه من قضايا تستدعي تناولها فنيا جلبا للحلول، وكذا محاولة الكشف عن هوية التحول الذي لحق مسار الرواية العربية ومدى فاعلية التطور الذي يعايشه الواقع المتغير سياسيا، واجتماعيا وثقافيا حتى تطبع تجاربها الإبداعية الرواية العربية وفق رؤية تواكب روح العصر، تحقيقا وتلبية للحاجات الاجتماعية المستجدة.
كما تهدف أيضا إلى بيان مدى استجابة الرواية بوصفها جنسا أدبيا منفتحا لراهن المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المشهودة، وكذلك البحث في خصوصية الكتابة الإبداعية الروائية بما تمتاز به من سمات التجاوز والتخطي في تجديد أدواتها الفنية لمواجهة الواقع ورهاناته، وتشجيع الطلبة والباحثين في قسم الدكتوراه وتحفيزهم على الإنتاج والبحث في هذا الموضوع الحيوي. وحسب ما جاء في ديباجة الملتقى، فإنه ما من شك أن الرواية أضحت اليوم في الوطن العربي مهيمنة على كل أشكال السرد، وتستقطب كل فئات المجتمع، وكل طبقات القراء فما من رواية يقرأها القارئ إلا ويجد فيها جزءا من ذاته وبعضا من أسئلته التي تشغل وجوده ووضعه الطبقي وأوجاعه الأكثر إيلاما، بغض النظر عن طبيعة هذا القارئ ودرجات وعيه ورؤيته للعالم، وتحيزاته ونظرا لمرونة هذا الجنس الأدبي الذي يرافقنا في حلنا وترحالنا، فأي الرواية تتسع لكل متناقضات الوجود ولكل الصراعات التي يضيق بها الأفراد والجماعات، وهي تثير كل أسئلة الناس دون أن تقدم إجابات جاهزة، أو تفضي إلى نهايات محتومة، أو تستفز القراء وتثير أسئلتهم الملحاحة، وتهيج مشاعرهم وتشكك في قناعاتهم، وفي مسلماتهم، لتدفع بهم نحو التغيير والثورة على الراهن واستشراف أوضاع أكثر إنسانية.
ومن خلال هذه الفعالية سيحاول تسليط الضوء على كل القضايا الفكرية والفلسفية والإيديولوجية التي تصنعها الرواية في مجتمعها وخارجه، باعتبارها جنسا أدبيا مهاجرا وعابرا للحدود، وقابلا لأن يتعايش مع كل الثقافات الهجينة والنقية، وعليه يطرح الملتقى التساؤلات الآتية:” إلى أي مدى حققت الرواية الاندماج مع روح الحداثة وما بعدها؟، ما موقع الرواية العربية من قضايا الأمة؟ وما الرهانات التي حققتها صيرورتها الغنية في مواكبة التحولات المشهودة في كافة الأصعدة؟ ما هي أهم ملامح التحول في مسار الحركة الروائية العربية؟، وما مدى فاعلية الرواية في تجديد أدواتها الفنية لمواجهة الواقع ورهاناته؟
ب\ص
